شخصنة الأماكن


مشاهدة : 305

يقشعر بدني لما ألت إليه مدينة الصويرة ادكر سنوات الطفولة أواخر الستينات فتأتني الدموع واتالم لحال ارض أجدادي . الصويرة كانت مدينة الحب والجمال حب الآخر جمال غروب الشمس مدينة خلقت لننقش على أرضها ذكريات الجمال المنبعث من كل حبة رمل على شواطئها الجميلة من كل نغمة تبعثها نوارسها من كل ألفة تجدها في أزقتها ودروبها من كل طيبة تلمسها في ناسها البسطاء …ذكريات جميلة ومشاعر رائعة يمحوها الزمن فالبحث في الطقوس والعادات والتقاليد والعمران والمطبخ والضيافة والموسيقى وألعاب الطفولة والصداقة والتعايش هو البحث في الهوية للعائلات بالصويرة  . فالمطبخ يعد احد الأركان الأساسية للأسرة الصويرية ومن الأشياء التي أصبحت من الماضي هو أنني ارفع راسي ولو آية قرائية أو صورة لصاحب الجلالة أو زعيم سياسي معلقة على جدران إحدى البيوت … مادا جرى ياترى حتى أغفلنا حب الله والوطن والملك فالبحث عن الهوية وتثمينا للذاكرة الجماعية التي باتت تعيش تحت تهديد العولمة والاستلاب الثقافي . المسعى ادن هو ربط الحاضر بالماضي وتعريف الأجيال الحالية والقادمة بغنى وتنوع الموروث الصويري في شقيه المادي واللامادي. يتحدد ارتباط المطبخ مند الطفولة بالنسبة للمرأة ويرتبط بالعلاقة بين الفتاة وأمها بين الرجل والمرأة . فالمطبخ يعتبر احد الأركان الأساسية التي تميز العائلات الصويريات المسلمات والمسيحيات واليهوديات . يجب على الباحثين توثيق طرق الطبخ الصويري بكل مايرتبط بدالك من مقادير الدهون والخضر والابازير وكدا توثيق كل وجبة من الوجبات المناسباتية فطقوس الضيافة وحفاوة الاستقبال والترحيب يعد شكل من أشكال الكرم نرحب بالضيوف باستقبالهم بالثمر والحليب والشاي والحلويات من كعكاع وغريبة والبريوات والبصطيلة …ولاننسى الماء الذي يعتبر اصل الحياة ومنبعها لدالك يستحيل تصور رياضات لاتتوسطها نافورات تتدفق بالماء العذب ومنازل كثيرة تتوفر على بئر للماء الحلو من حي الشبانات حتى حي بني عنتر ومن حي الملاح حتى حي أهل اكدير …فالمعمار التقليدي والديكور الداخلي للبيوت العتيقة بالصويرة بقيت شاهدة على عمق التاريخ المنسي في صغرنا ندخل للبيوت نشاهد أشكال وزخارف ونقوش وأسوار وزوايا هنا ارتباط الفن المعماري بديكوره الداخلي وجمالية الاثات من ستائر وزرابي وأرائك وموائد وأطباق . تشكل الرياضات احد أهم تجلياتها الفنية الجميلة في مدينة تسمى السويرة أو الصويرة إن انصراف الأجيال الحالية إلى التشبع بوجود الثقافة الغربية المستوردة عبر الإعلام أو عبر السياحة خاصة على المستوى المعماري يهدد بأفول احد أهم الكنوز للهوية الصويرية .يجب أن نحتفي بأرض أجدادنا التي بقيت شاهدة على عمق تاريخ الصويرة الحضاري… الإنسان والأبواب والمآثر والصقالات والرياضات وكل مايتعلق بمدينة الصويرة يجب ان نحافظ عليه حتى لايندثر ويصبح من الماضي فالأماكن لها قيمة والمكان سيبقى والإنسان سيزول…

 

 

Un commentaire sur “شخصنة الأماكن

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :