البكوش: مراكش تحفزنا على بدل الجهد لتحقيق الحلم المغاربي

انفردت جريدة "مراكش الإخبارية" بلقاء صحفي خاص، مع الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، الدكتور الطيب البكوش، على هامش الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس المنظمة بمدينة مراكش، وأجرينا معه الحوار التالي:

– أُعلن في مدينة مراكش عن ميلاد هذا الاتحاد المغاربي، فما هي رمزية المدينة عند القادة المغاربيين؟

لقد اقترن قيام الاتحاد المغرب العربي بمدينة مراكش، فأصبحت إذن مدينة مراكش ذات رمزية خاصة، لا يمكن ألا نتأثر، ونحن نحيي اليوم الذكرى الثلاثين لميلاد اتحاد المغرب العربي،  في نفس المدينة وفي نفس مقر البلدية وفي نفس الشرفة التي تم فيها تصوير القادة، بعد أن وقعوا تلك الوثيقة التاريخية، فهذا مصدر اعتزاز وافتخار وتأثر أيضا، ويمكن أن أقول تحفيز على مزيد بدل الجهد، من أجل تحقيق هذا الحلم المغاربي الشعبي .

إن ما نسعى إليه، وما أسعى إليه شخصيا،منذ أن تحملت هذه المسؤولية وخاصة خلال هذه السنة المنقضية والسنة الجديدة هي أنني اقتنعت بأن كل ما يمكن أن نبدله من جهد في البناء المغاربي يبقى منقوصا جدا، ما لم نحقق ما يرجع الأمل و ما يرجع الثقة في بناء المغرب الكبير، وهو عقد القمة السابعة المعطلة منذ ربع قرن، في حين أن النصوص التأسيسية أكدت على أن هذه القمة  أو مجلس الرئاسة هو سلطة القرار الوحيدة أو بالاجماع.

–           كيف تقيمون حالة الجمود  المؤسساتي التي يعرفها الاتحاد وحالة القطيعة بين بعض بلدانه ؟

الوضع لا يحتاج إلى تقييم لأنه أصبح معروفا.. توجد خلافات بين بعض الدول عطلت هذه المسيرة، و ما يتطلبه الأمر هو عودة المياه إلى مجاريها وعودة الحوار والتعاون والالتقاء.

يوجد تبادل رسائل، يوجد تبادل التهاني، لكنه لا يكفي، فهذا تعبير عن النوايا وتعبير عن العواطف، لكن ما ينتظره الرأي العام المغاربي، هو الإنجاز هو الفعل، هو تحقيق الحلم، جعله واقعا، وأنا مقتنع اليوم أكثر من أي وقت مضى،  بأن انبعاث المغرب الكبير مجددا، هو بعقد قمة تعطلت منذ ربع قرن.

وفي انتظار هذه القمة التي سعيت إليها كثيرا، وقمت بكثير من المبادرات بدون ضجة إعلامية، لأن غايتي الوصول إلى نتيجة لا الإشهار، لا يعني ذلك أننا سنبقى ننتظر مكتوفي الأيدي، بل نقوم بأشياء.. ومن أهم ما قمنا ونقوم به هو البحث عن الاندماج الافريقي، لأن الاندماج الافريقي ونحن جزء منه، باعتبار أن اتحاد المغرب العربي هو أحد التجمعات الاقتصادية الإقليمية الإفريقية.

الاندماج المغاربي له دور دعم الاندماج الافريقي والعكس بالعكس، قالتقدم في مجال الاندماج الافريقي يعزز أيضا ويسهل الاندماج المغاربي، هذا قمنا بالإشارة إليه في العديد من الأعمال والمساعي والاتفاقيات.

كان مكاننا شاغرا لمدة أكثر من 10 سنوات في القمم الإفريقية وفي المجالس الإفريقية، اليوم عدنا إلى إفريقيا ولنا مكاننا المحترم والفاعل والمتفاعل في جميع المحافل الإفريقية، هذا من الإنجازات، لكن كما قلت إنجاز تلو الإنجاز لايكفي، ما لم نكمل هذا البناء بانعقاد القمة السابعة.

–           جلالة الملك محمد السادس اقترح إحداث آلية جديدة لإصلاح المغرب والجزائر، ويقول ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربية إنه لا اندماج ولا تكامل بعلاقة ثنائية متوترة، وبحدود مغلقة كيف تقيمون هذه المبادرات التي قام بها المغرب؟

صحيح أنه في اتصالاتي بجميع الدول المغاربية من أجل تحقيق ما كنت أشير إليه، قد اصطدمت فعلا بمقاربتين قد تبدوان متناقضتين ، المقاربة المغربية التي ترى أن البناء المغاربي لا يستقيم مادامت العلاقة بينه وبين الجزائر معطلة، أو مادامت الحدود مغلقة، وهذا صحيح. وعندما نتحدث مع الاخوة الجزائريين يقولون إننا عندما نجتمع خماسيا وننجز ونتقدم فاٍن ذلك سيسهل حل المشاكل الثنائية، اذن لا أريد أن أرى تناقضا بين الموقفين، وإنما أرى أننا إزاء مقاربتين متكاملتين، لا يجب أن تكون واحدة معطلة للأخرى، وأن نقوم بالعملين معا، عمل للتقدم في المستوى الثنائي، وعمل للتقدم في المستوى الشامل الخماسي.

–           ترأست الجزائر الاتحاد لمدة عشرة سنوات، بعد ذلك سلمت المشعل إلى ليبيا، ولم تعقد أي قمة مغاربية، من يتحمل المسؤولية؟

تحميل المسؤوليات دائما سهل، لا أريد أن نحمل المسؤولية لأحد، هي مسؤولية جماعية، وعلينا أن نحلها ونتجاوزها جماعيا كذلك.

–           اذن سؤال اخير، هل سيعود القادة المغاربيون إلى مراكش لإحياء الاتحاد؟

هذا ما أسعى إليه، وهذا ما عبرت عنه في اتصالاتي ورسائلي لرؤساء الدول، هو أن تكون السنة الحالية سنة الذكرى بأكملها، سنة الذكرى الثلاثين، وما سنقوم به من أعمال أو أنشطة ومن منجزات في هذه السنة، سنضعه تحت يافطة الذكرى الثلاثين، حتى يتذكر الجميع أن هذه السنة هي سنة الذكرى الثلاثين التي لا يجب أن تمر دون أن نعيد إحياء شعلة المغرب العربي التي انطلقت من مراكش.