تسمين المؤخرات.. سوق سوداء إنتعشت في زمن الحجر الصحي


مشاهدة : 975

 

 

سلع مزورة ومنتوجات خطيرة يتهافت عليها النساء من أجل الحصول على مؤخرة كبيرة

 

 

صار الهوس بالمؤخرة الكبيرة ظاهرة متفشية في المجتمع، فجل النساء والفتيات يبذلن الكثير من أجل الحصول على مؤخرة كبيرة تسلب ألباب الرجال وتذهب بعقولهم.

وبرزت أهمية المؤخرة وتأثيرها على الرجال العرب منذ قرون، إذ ظهر هذا الاهتمام حتى في الشعر القديم، فمن ضمن ما كتب عن هذا العضو الأنثوي والذي عكس عشق العرب له باعتباره معياراً لجمال المرأة، قول الشاعر المتوكل الليثي، الذي عاش في عهد الدولة الأموية عن جمال المؤخرات:

إذا تمشي تأود جانباها    

وكاد الخصر ينخزل انخزالا

تنوء بها روادفها إذا ما    

وشاحها على المتنين جالا

وأطلق العرب قديماً على المرأة التي ترتج مؤخرتها وهي تمشي بـ “المرمورة”، بينما أطلقوا على المرأة التي تُخرج مؤخرتها ليراها الناس بـ “البزواء”.
وكان يفضل الرجل العربي المرأة الرفيعة من الجزء العلوي والممتلئة من الجزء السفلي، وعند امتلاكها الميزتين تصبح المرأة المثالية ليقدموا عليها ويطلبوها للزواج.
لم يكن الليثي هو الشاعر الوحيد الذي نسج شعراً في جمال المؤخرة بشكل خاص وجمال المرأة الممتلئة تحديداً من وجهة نظره، فمن ضمن من كتبوا أيضاً الشاعر أعشى همذان وهو من شعراء الدولة الأموية:

ثقلت روادفها ومال بخصرها

   كفل كما مال النقا المتقصفِ

وإذا كان من الحب ما قتل، فإن من المؤخرات ما فتن، فبسببها يهيم العديد من الذكور في الشوارع والأزقة، والكثير منهم يشتهيها ويحلم بأن يعيش مع صاحبتها وقتا ممتعا.
المؤخرة، صارت اليوم تلعب دورا كبيرا في حياة المشاهير، إذ تجدها الكثير من النجمات في عالم السينما والفن وبمواقع التواصل الاجتماعي بطاقة عبور للشهرة الواسعة، فكم من مشهورة الآن اشتهرت بمواقع التواصل الاجتماعي بفضل مؤخرتها الكبيرة، وهنا النماذج كثيرة لا يسعنا ذكرها، بل يكفي أن تلج عالم روتيني اليومي حتى تكتشف الأدوار التي باتت تلعبها هاته المؤخرة، إذ بفضلها اقتنت شهيرات هذا العالم، شقق وسيارات واشياء اخرى لن يصلنها لو كن يشتغلن بعرق جبينهن وليس بتحريك مؤخرتهن.
وفي زمن الحجر الصحي، وجدت الكثير من النساء فراغا كبيرا ووقتا مناسبا للاهتمام بجمالهن، ولأن المؤخرة صارت ميزة للجمال عند الكثيرين في زمننا هذا، فاستغللن الظرفية من أجل تكبير مؤخراتهن بالإقبال على العديد من المنتوجات التي تزيد من حجم هذا العضو، وهو ما انعش سوق تسمين المؤخرات رغم المخاطر التي تتربص بهن.
عالم المؤخرة، صار اليوم سوقا كبيرا، المتوغل فيه قد يحتار، سوق سوداء وعالم مظلم يختلط فيه الحابل بالنابل، ولا يمكنك سوى المغامرة من أجل تحقيق حلم الحصول على مؤخرة كبيرة.
جريدة مراكش الإخبارية، تتوغل في هذا العالم، لتأتيكم بتفاصيل ما يقع في هاته السوق السوداء التي تقامر فيها النساء بصحتهن من أجل الحصول على مؤخرة تجذب اهتمام الرجل ومتتبعي صفحات مواقع التواصل، او من أجل جلب زبائن جدد بالنسبة لمحترفات الدعارة.

 

المؤخرة الكبيرة حلم يسيطر على العديد من النساء.. والحجر الصحي مناسبة لتحقيق الحلم

 

في الوقت الذي تدعو فيه المنظمات العالمية إلى محاربة السمنة المتفشية في العالم، نجد بالمقابل من يبحث عن زيادة الوزن والسمنة، وخاصة بين النساء المقبلات على الزواج، وغيرهن ممن يبحثن عن مؤخرة كبيرة إرضاء لأزواجهن أو من أجل استغلالها في الدعارة بالنسبة للمحترفات في المجال.
 وفي توجه جديد لجأت بعض النساء والفتيات خلال فترة الحجر الصحي، إلى أساليب غير صحية لزيادة أوزانهن والحصول على قوام ممتلئ، عبر تناول خلطات من الأدوية التي من شأنها زيادة الوزن بشكل سريع ولكن بمقابل أكثر كلفة..
بمدينة مراكش، صار الحصول على مؤخرة كبيرة مسيطرا على عدد كبير من النساء والفتيات، حيث من بينهن من هي مستعدة لدفع الغالي والنفيس من أجل الحصول على مؤخرة كبيرة، إذ منهن من يفلح في ذلك، ومنهن من لا زالت تنفق الكثير من المال لأنها لم تصل إلى النتيجة المرغوب فيها بعد.
جريدة مراكش الإخبارية تبحر في عالم سوق تكبير المؤخرات، وتزور عدد من بائعي الوهم لنساء صار تفكيرهن مرتكزا بالأساس على المؤخرة ليسقطوا في هذا العالم الذي يسطير عليه أشخاص اغتنوا من هذا السوق، وصاروا بارعين في تقليد الماركات المسجلة أكثر من الصين.

منتوجات مزورة لتقليد منتوجات مجهولة المصدر

 

سوق تكبير المؤخرات، لا يمكنك التمييز فيها بين الماركة الأصلية والمنتوج المزور، الكل متشابه، اللهم إن غصت في هذا العالم، وسألت هنا وهناك من أجل معرفة الأصلي من المزور.
حبوب التسمين والحقن والتحاميل الشرجية، كلها قد تجدها لدى "العطار"، ويمكنك الحصول عليها دون أية استشارة طبية، بل يكفي فتح شفتيك للعطار وطلب ما ترغب فيه من منتجات من أجل الحصول على "فورمة مفصلة"، لتجد امامك طبيبا مختصا في كل تفاصيل جسد الانثى، فلديه ما يزيد من حجم الثديين وما يكبر المؤخرة، وما يضيق من حجم البطن، فكل ما ترغب فيه تجده في صيدلية العطار البعيدة عن أي مراقبة.

سلع مزورة بثمن  أو بأضعاف سعر الأصلية.. 

بعض العطارين يمدحون سلعهم المزورة من أجل بيعها بثمن السلع الأصلية او باضعافها، وخاصة فيما يتعلق بالتحاميل الشرجية والحقن، والفرق هو أنك لا تحصل على النتيجة في النهاية مهما طال استعمالك لها.
وفي جولة لجريدة مراكش الإخبارية بسوق تسمين المؤخرات، انصدمنا بوجود ممرضات فارقن مهنة التمريض من أجل التخصص في هذا المجال، حيث يتفقن مع العطار على إرسال الزبونات الراغبات في حقن إبر التسمين إليهن، مقابل 20 درهم عن كل حقنة، وهذه الاخيرة تعمل على جلب تلك الزبونات إليها، بادعاء انها تتوفر على الماركة الاصلية، لكن مقابل ضعف الثمن الذي تم به اقتناء الاولى، في حين أن هاته الممرضة قد لا تتوفر إلا على صنف آخر مزور من نفس المنتوج، حيث تفرض عليك حقن 6 إبر فما فوق، في حين أن الأمر لا يقتصر إلا على حقنتين فقط بالنسبة للمنتوج الاصلي.
ومن عطار إلى آخر، تختلف أسعار منتوجات تسمين المؤخرة، فالكل يرغب في تصريف سلعته ومدحها، حيث وحسب أحد العطارين بمنطقة المحاميد، فسلع زيادة الوزن تربحه أكثر مما يبيع من المنتوجات الأخرى، وبها يدفع ثمن إيجار محله ومنزله ويغطي مصاريف البيت، رغم أن كل ما يبيعه من منتوجات مزورة، أما الأصلية فيبيعها ل"الكليانة" التي تدفع أكثر.

 

حقن وتحاميل وحبوب ووصفات أخرى للتسمين باستشارة من "العطار"

 

أي دواء يباع في الصيدلية لا يمكنك تناوله من دون أي استشارة طبية، سواء من طرف طبيبك أو الصيدلاني، لكن أن تتناول دواء من دون وصفة طبيب، بل ولا يتوفر على أي دليل طبي ولا على أي مصدر، فهو حتما يدخل في باب الجنون ومغامرة قد تكون نتائجها وخيمة على صحتك. إلا أن العديد من النساء لا يهمهم ذلك، أمام حلم الحصول على مؤخرة كبيرة تجذب انتباه "الغادي والجاي".
ومن بين تلك المنتوجات، تحاميل وأقراص "تسونامي"، تحاميل وأقراص "اوكيبي"، تحاميل  سحر الشرق، وتحاميل ووصفات أخرى باسماء عديدة ومتنوعة يقال على أنها مستوردة من اسبانيا أو موريتانيا.. لغرض التسمين، ناهيك عن الحقن العديدة والمتنوعة والتي يبتدء سعرها من 50 درهما للحقنة إلى 300 درهما، حيث عليك اتباع الطريقة التي ينصحك بها العطار، وعلى مداومتك لها، وهو ما يلزمك أن تدفع له التسبيق من أجل جلب نفس المنتوج للاستعمال الثاني ثم الثالث والرابع إلى حين الحصول على النتيجة و"انت وزهرك".

 

منتوج أصلي لكن من دون مصدر

بعد بحث طويل تمكنت جريدة مراكش الإخبارية من تمييز الاصلي من عدد من المنتوجات من المزور منها، وخاصة التحاميل الأكثر مبيعا، وإبر "الحقن" وكذا تحاميل شحم الحوت والاعشاب وغيرها، وكذا معرفة أسعارها الحقيقية، إلا أن الأخطر ما في الأمر أن كل تلك المنتوجات مجهولة المصدر، ولا يعرف أحد مصدرها حتى أولئك الذين يبيعونها، فجلهم يردد أنها مستوردة من البرازيل واخرى من فرنسا، أما ذات المفعول القوي فهي تلك المستوردة من الجنوب، خاصة من موريتانيا.
وحسب موزع لهاته المنتوجات، فهناك عدة شركات صغيرة محلية بمراكش باتت تصنع هذه المنتوجات، بالنظر للإقبال الكبير عليها،  وكذا الربح الوفير الذي يتم تحقيقه منها، حيث أضاف المذكور، أن حتى المنتوجات الأصلية يتم إخفاء مصدرها، لكونها تتعلق بصحة الانسان، وهي تباع في السوق السوداء من دون أي استشارة طبية ودون ذكر مكوناتها، وهو ما قد يتسبب في مضاعفات لمستعملي هاته المنتوجات، وبالتالي حماية المصدر، هو حماية للأشخاص العاملين في هذا المجال.

الݣدرة ورذاذات الجسم والنار لزيادة حجم المؤخرة

 

تعتبر الݣدرة من الوسائل الأكثر شعبية لتكبير حجم المؤخرة بين مجموعة من المدن رغم اختلاف اسمها من مدينة إلى أخرى. إلا أن الطريقة التي كانت تتم بها كاتت متعبة لمحترفتها، حيث كانت الأخيرة تستغرق وقتا كثيرا في اشعال النار في قطعة من الثوب المغروسة بشكل دقيق داخل قطعة خشبية تسمى الفلكة، ليتم وضعها فيما بعد فوق المكان المرغوب زيادة حجمه، وبعدها يتم وضع الݣدرة فوق تلك الفلكة مباشرة، لتقوم بجر لحم الزبونة نحو داخل الݣدرة بشكل يتسبب في آلام حادة، بل وفي جعل ذلك الموضع مزرقا بشكل كبير طيلة أيام.
والجديد في هاته العملية، أن المعلمة باتت تستعين برذاذ الجسم الذي يحتوي على مود كحولية، حيث يتم رش هذا الرذاذ داخل الݣدرة وإضرام النار بداخلها ليتم وضعها وبسرعة متناهية فوق المكان المرغوب تكبيره، رغم خطورة المشهد، إلا أنه يتم في دقة كاملة، تشعر معه الزبونة ببعض الآلام، لكن كل شيء يهون أمام حلم الحصول على مؤخرة كبيرة.
وكانت هاته العملية تتم فيما مضى مقابل 20 درهم للحصة، لكنها صارت اليوم تتم عند الكثير من النساء اللواتي احترفن في هذا المجال مقابل 50 درهم للحصة، بل وتجبرك على اقتناء تحاميل تقول على أنها من صنعها بمبلغ 5 دراهم لكل تحميلة، وهي عملية تدر ازيد من1000 درهم يوميا لكل النساء اللواتي يمتهن "ضريب الݣدرة" بالحمراء.

7 commentaires sur “تسمين المؤخرات.. سوق سوداء إنتعشت في زمن الحجر الصحي

  1. 915686 634046I will correct away grasp your rss as I can not in locating your e-mail subscription hyperlink or e-newsletter service. Do youve any? Kindly permit me realize so that I could subscribe. Thanks. 605809

  2. 784864 871717I discovered your weblog web site on google and check a couple of of your early posts. Proceed to preserve up the quite very good operate. I just extra up your RSS feed to my MSN News Reader. Looking for ahead to reading extra from you later on! 410207

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :