
لم تمر سوى أيام قليلة على التحذيرات المتكررة من هشاشة الطريق المؤدية إلى المستوصف الصحي بجماعة لوداية، حتى ظهرت مجددا حفر عميقة وسط المقطع نفسه، وتحديدا على بعد امتار قليلة من ثانوية ابن المعتز، في مشهد يعيد إلى الواجهة مظاهر الترقيع وسوء تدبير مشاريع البنية التحتية من طرف المجلس الجماعي.
وتوثق الصور الملتقطة بعد التساقطات المطرية الضعيفة التي شهدتها المنطقة، لتدهور مقلق في طبقة الإسفلت، حيث لم تصمد الأشغال سوى لأشهر قبل أن تنهار مخلفة حفر خطيرة تهدد سلامة المارة، وتكشف بجلاء عن غياب الجودة والمراقبة في إنجاز المشروع.

ويأتي هذا التدهور الجديد بعد قرابة سبعة أشهر من خرجة ميدانية للمجلس الجماعي بحضور مكتب الدراسات والمصلحة التقنية، تم خلالها الإعلان عن تأهيل المنطقة المجاورة لثانوية ابن المعتز والطريق المؤدية لدوار أولاد عقيل، وهي الوعود التي لم تجد طريقها إلى التنفيذ، وظلت حبرا على ورق، في وقت تواصل فيه ساكنة لوداية التنقل وسط الأوحال والمياه الراكدة والحفر الخطرة التي أصبحت وصمة عار على المجلس الجماعي.
وعلى ما يبدو، فإن المجلس الجماعي للوداية يسير بوتيرة بطيئة، حيث تطلب منه أبسط المشاريع التي تجاوزتها جماعات أخرى منذ سنوات، قرابة ولاية كاملة دون أن تكتمل، من تبليط المسالك وقنوات الصرف الصحي، وكذا تحسين البنية التحتية الأساسية التي لا تزال تفتقر لأدنى المعايير.

وفي الوقت الذي تعمل فيه جماعات مجاورة على إطلاق مشاريع تنموية ضخمة لفائدة الساكنة، خاصة الشباب، من خلال إحداث مرافق ثقافية وفضاءات رياضية وملاعب قرب، لا تزال لوداية تعيش على إيقاع التهميش والانتظار، في ظل غياب مبادرات حقيقية وفشل متواصل في تنزيل الوعود الانتخابية.
ويثير هذا الوضع تساؤلات جديدة حول مدى احترام المجلس الجماعي لبرنامجه الانتخابي، وكذا السبب وراء عدم تدخل الجهات الوصية لوقف هذا الإهمال الذي بات يفاقم معاناة السكان، خاصة التلاميذ والأطر التربوية الذين يسلكون هذا الطريق يوميا.
وفي ظل غياب أي رؤية واضحة لإصلاح ما يمكن إصلاحه، تستمر جماعة لوداية في السقوط في نفس دائرة الإهمال، حيث تغيب المرافق العمومية، وتتعثر المشاريع، فيما تبقى الوعود المتكررة عنوانا لفترة تسيير لم تحقق الحد الأدنى من تطلعات السكان.
![]()





