
في ظل التطور الكبير الذي يعرفه قطاع صناعة المحتوى الرقمي في المغرب، وتزايد عدد الشباب الطامح لبناء مسيرة مهنية في مجال الستريمينغ وصناعة الألعاب الإلكترونية، شهدت فعاليات الدورة الثانية من معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية، مساء يوم الأحد 7 يوليوز، حفل توزيع جوائز L’Gaming Awards الذي عرف تتويج صانع المحتوى المغربي إلياس المالكي بجائزة خاصة.
إلا أن هذا التتويج لم يمر مرور الكرام، حيث أثار موجة من الانتقادات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من طرف فئة واسعة من المغاربة، الذين اعتبروا أن منح هذه الجائزة لصانع محتوى يقدم خطاب غير أخلاقي يعتمد على استعمال لغة خادشة بالحياء والشتم والتنمر، الأمر الذي يثير الاستغراب، ويطرح تساؤلات جدية حول معايير الاختيار التي تعتمدها الجهات المنظمة.
وعلاقة بالموضوع، اعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي حصول المالكي، على هذه الجائزة انحرافا في صورة المحتوى الرقمي المغربي، خاصة في وقت يشهد فيه المغرب بروز شباب مثقف يسعى لاستثمار منصات التواصل لنشر محتوى هادف، وبناء يعكس التجارب الفكرية والمعرفية والفنية ايضا، ويخدم القيم المجتمعية، عكس ما يقدمه المالكي الذي سبق له الدخول إلى السجن مرتين بسبب طبيعة محتواه المثير للجدل.
كما عبر البعض عن قلقهم، بفعل هذا التكريم، الذي قد يرسخ نموذجا سلبيا يحتذي به المراهقون والشباب ويدفعهم لاعتماد أساليب مخالفة للتقاليد والأعراف المغربية والإسلامية.
ويعيد هذا الجدل إلى الواجهة الحاجة الملحة، لمراجعة آليات منح الجوائز الرقمية بالمغرب، التي من المفترض أن تقدم لمن يراعي القيم الأخلاقية والاجتماعية، وتعطي الفرصة للشباب الذين يساهمون في نشر محتوى مسؤول، يعكس هوية وثقافة المجتمع المغربي بدل تكريم أصحاب محتوى مسيء.






