فرانس 24 و الحربائية السياسية ..!

1957 مشاهدة

فرانس 24 و الحربائية السياسية ..!


من تناقضات العقل السياسي الفرنسي نموذج الإسراع في افتتاح فرع لحزب  » ماكرو  » بالأقاليم الجنوبية ، و في نفس الوقت تستمر قناة  » فرانس 24  » في نشر خريطة المغرب المقسمة  ، إنّ هذا الانفصام و التذاكي ليس غريبا عن حكام  » الإيكزاكون  » الذين لازال يشتغلون بعقلية   » شِيْ يْكْوِي شِيْ بُوخْ  » … إن المنطق الجديد الذي يحكم في السياسة الخارجية للمغرب قد حسم في ارتكازاته العقائدية بخطوط ثلاثة متساوية التماثل :

_ الخط الأول : الشفافية و وضوح المواقف .
_ الخط الثاني : القضايا المقدسة للمغرب لا نقاش حولها .
_ الخط الثالث : الانفتاح على التكتلات الاقتصادية و السياسية بمنطق رابح- رابح  .

بهذا المعنى فإن جزء كبير من الدماغ السياسي الفرنسي لا زال يرفض الاقتناع بتطور الأمور نحو تموقف جديد على صعيد العلاقات العالمية و لا يزال في ذات اللحظة كما يتضح أن الماضي الكلونيالي يبرر لهم و يعطيهم الحق في التدخل و فرض الشروط ، و في حالة العجز يتم للابتزاز تحت أي يافطة كانت.

أن التوالي محطات العداء الممنهج لقناة  » فرانس 24  » للمغرب يُعبر عن سلوك ابتزازي قبل أن يكون استفزازي و المغرب علم بعقلية النخب الفرنسية  ومنهجها في ابتزاز المغرب ، لكن الذي يؤسف له هو أنْ تُصبح هذه القناة نافذة أساسية لتواجد النخبة السياسية المغربية و التي من المفروض أن تقاطع هذه القناة إلى حين عودتها عن غيها ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال السكوت عن المنهج العدائي ل  » فرانس 24  » اتجاه المغرب  طمعا في تعويضات المشاركة المباشرة …؟

 » فرانس 24  » القناة التابعة للحكومة الفرنسية هي قناة عمومية حكومية وليست قناة خاصة ، و بالتالي فإنّ سياستها تعبر عن جزء من السياسة الخارجية الفرنسية ، ليتأكد لنا أنّ فرنسا حقيقة تلاعبنا و تداعب نخبنا إمعانا في مزيد من الابتزاز و التنازلات المغاربية في قطاعات شتى .

إننا نعلم أنّ فرنسا لايهمها استقلالية القرار المغربي و لا يمكن أن تسمح لتحقق هذه الاستقلالية إلا في نطاق معين لأنّ مصالحها مرتبطة أساسا بإذكاء العداوات داخل المنطقة المغاربية و داخل كل بلد على حدا ، أخطبوطاتها الاقتصادية و المالية لا زالت تُعبر عن امتعاضها من نهج المغرب لسياسة خارجية افريقية فعّالة و ناجعة ضايقت مصالح فرنسا..

لذا فإنّ تقاسم الأدوار داخل النخبة السياسية الفرنسية يستوجب بالضرورة و بكل روح وطنية تَوحُد الرؤية عند نخبنا السياسية اتجاه هذه القناة و مثيلاتيها الاستعمارية ، و لما لا تحمل المسؤولية الحقيقية و الدعوة إلى مقاطعتها !

اخر الأخبار :