بيدوفيل ملاعب القرب

7761 مشاهدة

بيدوفيل ملاعب القرب

ما كنت لألصق القلم بالورقة لأسطر هذه السطور على رشم الكتابة و انا الواقف على مسافة غير بعيدة من هذا الفضاء الأبيض ، لولا زحمة هذه الأحداث و بشاعتها في زمن التفاهة و الإنصياع الأعمى ، كنت امني النفس لعودةهاته على حدث جميل و مغر وجذاب اصيل ، غير اني وجدتها بين – والأمر خارج إرادتي – لقيتها تتربص امامي لإستخلاص افكار لموضوع يستعصي على المرء ان يصوغ حتى كلمة واحدة حوله ، كلما جاء بكلمة أردفها بالمصطلح العامي -حاشاكم- و يندى الجبين عندها و يخجل و يسأم تكرار المحاولة الى ان يمل الموضوع و الكتابة عنه.

والحقيقة ان لعنة الكتابة و مشاعرها الحساسة تدفعك لمواصلة المشوار و السير في دروبه الشاقة الوعرة كل حسب رقي مشاعره و نبل و نقاوة و صفاء ضميره ولو كان ذالك على حساب اعصابك و عموم صحتك .و تلك هي طبيعة الكتابة فإن لم تكن على ذات المنوال لمثل هكذا مواضيع فلا خير فيها ولا نفع يرجى منها.

المشكلة او الإشكالية الكبرى – إن صح التعبير – ما ذامت رقعة و مساحة نقاشها كبيرا أو موسعا و جذليتها تتوزع بين ما هو ثقافي و نفسي و إجتماعي أو مادي ….. هي مارمت به أمواج الأطلسي و فجرته رمال شاطئ الجديدة بعدما كان مخفي مندس في زحمة البيضاء يترنح بين دروبها و مرافقها الرياضية و حماماتها الشعبية و … و… . و… إلى أن إلتقطته انامل عدسة ثاء التأنيث ليراه عموم الضمائر الغائبة و الحاضرة الظاهرة و المستتيرة الحية و الميتة منها ، لتهتز بذالك مفاهيم الضمائر و ترتبك و تختلط قواعدها حتى على النحويين و نحات اللغة بعدما اهتزت له قواعد المجتمع المغربي بأكمله. بموجات تسونامي عنيفة تستنكر هذا العمل الشنيع الخارج عن جميع الأعراف و الديانات السماوية.

الأمر إذن يتعلق بوحش الجديدة او ما يصطلح عليه ببيدوفيل الجديدة و الحقيقة ان هناك بيدوفيلات كثيرة و متعددة ، بتعدد مجالات عملها و مجالها و مدى توغلها فيه و اتقان قواعده فقد نجدهم يتربصون بضحاياهم في المدارس التعليمية و في الكتاتيب القرآنية كما في الحمامات الشعبية و الأطراف الهامشية للفضاءات الخضراء و المنازل المهمشة .  و هذه المرة كانت الصدمة الكبري في مجال جديد  واسع ورحب ، فضاء للإستجمام في وقت الذروة للسباحة بشاطئ الجديدة مما زاد للمشهد بشاعة و إشمئزازا بعدما كانت لعبة كرة القدم احدى الذرائع التي سلكتها رائحة البيدوفيل العفنة لتصل لأطفال صغار أبرياء ، و ينقض على فرائسه الصغيرة البريئة بدون رحمة ولا شفقة ، في عملية صيد كان طعمها كرة القدم اللعبة الشعبية و المفضلة عند جميع الصغار في ملاعب القرب و التي اضحت هي الأخرى مرتعا خصبا لمثل هؤلاء الوحوش الآدمية . التي إستغلت عشق الصغار للمستديرة لتستغل بذالك – عشقها- لممارسة عملياتها الشاذة على هاته الفئة من فلذات أكبادنا.

المشكلة إذن أكبر من أن تكون قضية ، فهي في إعتقادي مشكلة معمقة تداخلت فيها الكثير من التراكمات و العوامل الذاتيه و الموضوعية ناقشه العديد من المختصين : نفسانيين ، إجتماعيين ، تربويين وحتى إقتصاديين و العديد من المسؤولين من مراكز مختلفة . و عليه فلا بد من إعادة النظر في هؤلاء – مدربين و مؤطرين- وسن قوانين تراعي مستواهم الدراسي و ماضيهم القضائي و الإجتماعي لحسن سيرتهم . و تتبعهم بزيارات تفتيشية مباغتة و مراقبة رخصهم الرياضية و الجمعوية و برمجة تكوينات دورية تهم الجانب الرياضي التكتيكي و التواصلي الأخلاقي.

أيضا يجب على الأباء و أولاياء الأمور متابعة أبنائهم داخل ملاعب القرب و محيطها الخارجي و الإستماع و الإنتباه لطريقة التواصل بين هؤلاء – المدربين المؤطرين – و الصغار ، و هو أمر في غاية الأهمية . بل و حتى مراقبة ملابسهم الرياضية خصوصا عند العودة من التداريب أو المقابلات الرياضية .

اخر الأخبار :