اللهم إن هذا منكر.. وأد آخر آمال العاملين بقطاع السياحة بمراكش بمباركة من بعض المهنيين « المرفحين »
2110 مشاهدة
من الواضح أن القطاع السياحي بمدينة مراكش، حكم عليه بالموت مرة واحدة عن سبق إصرار وترصد، وخاصة بعد القرار الأخير الذي صدر عن والي جهة مراكش أسفي بحظر التجوال ليلة البوناني، كإجراء احترازي لتفادي انتشار فيروس كورونا تلك الليلة، دون التفكير في تداعيات هذا القرار الذي تسبب في وأد آخر آمال العاملين في قطاع السياحة بعاصمة النخيل.
فبعد أن استبشر العاملون في قطاع السياحة بمراكش، من أرباب الفنادق والرياضات والمطاعم و..، خيرا من ليلة البوناني، وخاصة بعد أن بلغت الحجوزات في بعض تلك المؤسسات 100 في المائة، وأزيد من 80 في المائة بمؤسسات أخرى، ما شجع أهل القطاع إلى تنظيم سهرات وحفلات خاصة بهاته المناسبة في احترام تام للإجراءات والتدابير الاحترازية لتفادي تفشي فيروس كورونا المستجد بين الزبائن؛ اضطر الجميع إلى إلغاء تلك التظاهرات، بل وحتى الزبائن تراجعوا عن حجوزاتهم بعد الصدمة التي زفها إليهم والي جهة مراكش أسفي كريم قسي لحلو، الذي من الواضح أنه ومن معه وحاشيته لا يكثرتون لمستقبل عاصمة النخيل ولا لعافية نشاطها السياحي والاقتصادي بقدر ما يهمهم تنفيذ الأوامر التي تأتيهم من الأعلى، إذ تم اتخاذ هذا القرار بمباركة من بعض المهنيين « المرفحين » في اجتماع جمع بينهم وبين لحلو، حيث لم يحاول هؤلاء الترافع من أجل العدول عن هذا القرار، وكأن الأمر لا يهمهم، (من طبيعة الحال لن يهمهم، طالما كدسوا الكثير من الأموال خلال سنوات اشتغالهم بالقطاع..).
مرد حديثنا هذا، عائد إلى الأزمة التي تخبطت فيها مراكش منذ شهر مارس الماضي، حيث ظلت تعامل وكأنها مدينة ملعونة ومحاصرة داخل المنطقة 2، وكل القرارات التي تأتي من الاعلى تطبق عليها حرفيا، في حين أن مدن أخرى تم استثناؤها من تلك القرارات رغم أن الوضع الصحي كان بها متدهورا أكثر من عاصمة النخيل، ونذكر في هذا الباب مدينة أكادير التي عاشت صيفها بالشكل العادي، دون أية قيود مما جعل تداعيات ازمة كورونا أخف عليها، وكأن هناك من يترافع على هاته المدينة السياحية، في حين أن مراكش المدينة رقم 1 في السياحة، لم تجد من يحميها من بطش قرارات ساهمت في قتل جميع الأنشطة السياحية بها، بل ولا زالت تقتلها يوما بعد يوم…
وكان حريا بالوالي لحلو ومن معه، أن يقفوا في وجه قرار حظر التجوال ليلة البوناني، وأن يشجعوا السياحة الداخلية والخارجية بها، وخاصة أن الوضع الصحي بها شهد تحسنا ملحوظا، وان هاته الليلة ستشكل مناسبة لاعادة انتعاشة السياحة التي تعد عماد اقتصاد الحمراء، مع العمل على تنظيم دوريات مشتركة بين السلطات المحلية والامنية من اجل السهر على مراقبة مدى الالتزام بالتدابير والإجراءات الاحترازية لتفادي تفشي الفيروس داخل المؤسسات الفندقية والرياضات والمطاعم..، وهذا وكما يعلم الجميع ليس بالصعب على سلطاتنا ولن يرفضه العاملون بالقطاع.
مراكش، اليوم في حاجة إلى رجال لإنقاذها وليس لتنزيل القرارات فوق ترابها.. اللهم إن هذا منكر.. لك الله يا مراكش فمن الواضح أنك لم تحظي بمن يترافع عنك ويتصدى للقرارات التي من الواضح أنها تستهدفك وتستهدف أبنائك الذين رفعوا فيما مضى اسمك عاليا في المحافل الدولية، وجعلوا منك مدينة سياحية تدر الكثير من الأموال على خزينة الدولة.