في الندوة العلمية التفاعلية التي نظمتها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بجهة مراكش آسفي، تم تسليط الضوء على قضايا الإعلام الرقمي وتحليل دوره التنظيمي والأخلاقي. تناول الحضور مختلف الأبعاد والتحديات التي تطرحها ظاهرة الإعلام الرقمي في عصر المخاطر التكنولوجية.
ركز الإعلامي الدكتور مصطفى غلمان، الذي كان يدير الندوة، على ضرورة ممارسة الإعلام في بلاده دون التقصير في احترام الحق في الانتقاد والتصريح الفكري. وأشار إلى أهمية التغلب على التحديات المعاصرة في ميدان الإعلام، داعيًا إلى قطع الجسر مع الماضي بطريقة تتجاوز التراكمات السياسية والأيديولوجية.
من جانبه، قدم الأكاديمي الدكتور أنس أبو الكلام تحليلًا للثورة التكنولوجية والمعلوماتية وتأثيرها على القيم ووظيفة الإعلام. شدد على أن السيرورة التكنولوجية تواجه تحديات عديدة فيما يتعلق بأخلاقيات التواصل وتأثيرها على المجتمع.
وفي سياق متصل، تحدث الدكتور عبد الصمد الكباص عن حقوق المجتمع والحقيقة والحرية، وركز على الأبعاد الفلسفية للأخلاقيات وكيفية التعامل معها في ظل التطورات الإعلامية الرقمية. ودعا إلى بذل الجهد الأدبي والأخلاقي للحفاظ على الميثاق الأخلاقي والعلاقة القيمية بين القارئ والمقروء.
من ناحية أخرى، تناول السوسيولوجي الدكتور ادريس أيتلحو “الثقافة اليومية في محك الإعلام الرقمي”، حيث تحدث عن تغير السلوكيات اليومية للأفراد تحت تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجي. وشدد على أن الإعلام الرقمي يحدث تحولًا كبيرًا في المجتمعات، مؤكدًا على أهمية التعايش مع هذه التحولات بشكل فعّال.
في الختام، تم تكريم الأستاذ الإعلامي طارق السعدي وأحمد الريفي، اللذين يمثلان رموزًا هامة في مجال الإعلام الإلكتروني على الصعيدين الوطني والعربي. وفيما يتعلق بآفاق الثقافة الرقمية، أعرب رئيس فرع فيدرالية الناشرين بالجهة إبراهيم اسروت عن قلقه من تحول الثقافة الرقمية إلى مجرد صناعة للأهواء والتمايزات الاجتماعية، داعيًا إلى توجيه الجهود للحفاظ على الميثاق الأخلاقي والعدالة الإعلامية.
