فيديو :  نقطة سوداء وسط مدينة مراكش.. مواطنون يعيشون في وضعية كارثية داخل حي صفيحي

2612 مشاهدة

فيديو :  نقطة سوداء وسط مدينة مراكش.. مواطنون يعيشون في وضعية كارثية داخل حي صفيحي

 

تعيش ساكنة دوار بن السالك المتواجد بحي تالوجت الداوديات بمراكش في دهاليز الفقر والتهميش والحرمان من السكن اللائق كباقي سكان هذه المنطقة القريبة من عدة مرافق مهمة وحيوية بالمدينة، فهو غير بعيد عن المستشفى الجامعي محمد السادس، وعن كلية الأداب والقانون جامعة القاضي عياض، والكثير من المرافق الأخرى التي لاتقل أهمية عن سابقتها، وبالرغم من هذا التقدم الذي عرفته منطقة الداوديات إلا أن دوار بن السالك لا يزال يعيش في فترة الخمسينيات من كل الجوانب سواء إجتماعية كانت أو إقتصادية.
يعرف دوار بن السالك كثافة سكانية كبيرة مقارنة بمساحته، حيث تقطن به أربعون أسرة تقريبا في مساحة جد صغيرة، فهذه الأسر تسكن جنبا إلى جنب داخل أربعة جدران -بعضها ايل للسقوط والبعض الأخر يتكئ على أعمدة خشبية قد تنكسر في أي لحظة، وسقف مترنح من أعمدة خشبية وقصب متأكل بفعل الرطوبة التي تخلفها الأمطار. داخل هذه الجدران توجد غرف وبيوت عشوائية جد ضيقة، حيث قد تجمع الغرفة الواحدة أسرتين أحيانا، وتشترك أربع وخمس أسر في مرحاض واحد، وإنعدام المطبخ بشكل نهائي عند أغلبهم، كل هذه العوامل السابقة تمهد لمقبرة جماعية يتوقع حدوثها في أي وقت دون سابق إنذار.

*شباب وأطفال يتعرضون للتنمر يوميا بسبب وضعيتم الاجتماعية

صرح العديد من الأباء والأمهات أن أطفالهم يتعرضون بشكل يومي للتنمر من طرف زملائهم بالمدرسة حيث ينعتونهم بنعوت قدحية مشينة تأثر سلبا على نفسيتهم، مما يؤدي لتراجع مستواهم الدراسي أو إنقطاعهم بشكل تام عن الدراسة، أما الشباب فالحلم الوحيد الذي يراودهم هو الخروج من هذا المسنقع الذي حول حياتهم إلى جحيم.

*العوامل الطبيعية تفاقم الوضع الهش

تتوالى فصول السنة وتتوالى معاناة الساكنة معها، حيث كل قطرة مطر تهطل على أسقف دوار بن السالك في فصل الشتاء تزرع في قلوب الساكنة الهلع والخوف من سقوط أحد الأسقف أو الجدران أو الدوار بالكامل، وتبيت أعينهم مستيقظة طول تلك الليالي تترقب وقوع الكارثة التي يخشونها، وعند مرور فصل الشتاء تنتهي هذه المعاناة لتبدأ أخرى في فصل الصيف حيث تكثر الحشرات السامة ليلا، وترتفع درجة الحرارة نهارا.

*مطالبة الساكنة بحقهم المشروع ومواجهتهم بتماطل ممنهج من طرف المسؤولين

إستنكرت الساكنة الحالة الإجتماعية المزرية التي تعيش بها لمدة طويلة، وعدم إستفادتها من إعادة الهيكلة التي شملت كل دواوير الداوديات، وعلى هذه الخلفية تقدمت الساكنة بعدة شكايات وطلبات للجهات المسؤولة التي لم تستجب لها، مما دفع الساكنة لتنظيم الكثير من الوقفات الإحتجاجية لكن دون جدوى.
صرح بعض الساكنة أن الجهات المسؤولة على علم تام بالحالة التي يعيشها دوار بن السالك وتماطلهم مقصود، وأضاف أخرون أن الدليل القاطع على علم الجهات المسؤولة بهذه الحالة هو محاولة تغطية الدوار بالكامل عند قدوم صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله لتدشين « المستشفى الجامعي محمد السادس »، غير أنهم تراجعوا عن ذلك عندما سلك الموكب الملكي طريقا أخر للوصول للمستشفى.

* جائحة كورونا تعمق المعاناة

فاقمت جائحة كورونا معاناة أسر دوار بن السالك بشكل مخيف لأن جل الساكنة تكسب قوتها اليومي عن طريق المياومة، مما أدى إلى الوضع الكارثي الذي يعيشونه اليوم، حيث الكثير منهم لا يجد اليوم طعاما يقدمه لأبناءه أو مالا يضمن له الحياة الكريمة.
في انتظار الحل الذي يأتي وقد لا يأتي يمني سكان دوار بن سالك أنفسهم بأن تفك العزلة عنهم ويستفيدوا إسوة بباقي المواطنين من شروط العيش الكريم التي أرسى أسهها ملك البلاد محمد السادس نصره الله، فمتى يلتفت مسؤولو المدينة الحمراء إلى هذه الأسر المهمشة ؟

اخر الأخبار :