زيارة الوفد الامريكي الاسرائيلي ..موقف المغرب من القضية الفلسطينية وقضية القدس الشريف ثابت لا يتغير…!
2035 مشاهدة
في جو يعبق بالتقاليد والطقوس المخزنية العريقة، استقبل كما هو معلوم جلالة الملك يوم الثلاثاء 22دجنبر بالقصر الملكي بالرباط، الوفد المشترك الأمريكي الاسرائيلي الامريكي برئاسة السيد جريد كوشنير كبير مستشاري الرئيس الامريكي وصهر الرئيس ترامب، والاسرائيلي برئاسة السيد مئير شبات مستشار الأمن القومي، ولرفع كل التباس فإنه ليس هناك علاقة بين شبات الاسرائيلي وشباط عمدة فاس السابق، فالأول يكتب بالتاء والثاني بالطاء.
للعلم فإن رئيس الأمن القومي الإسرائيلي يتحدث جيدا اللهجة المغربية، لانه من اصل مغربي كما ان له الماما بالتقاليد المخزنية، حيث عندما أقبل للسلام على جلالة الملك ردد العبارة المخزنية التي يرددها المغاربة في حضرة جلالته، وهي عبارة « الله ابارك في عمر سيدي الله اطول عمر سيدي ».
انه الاستثناء المغربي الذي يصعب فهمه على عرب المشرق، الذين يريدون أن يقيسوا وضع اليهود في المشرق بوضعهم في المغرب، اذ ليس عبثا ان نص الدستور المغربي على أن الحساسية العبرية من الحساسيات المكونة للمجتمع المغربي، فاليهود المغاربة علاقتهم ببلدهم الاصلي المغرب ضاربة في أعماق التاريخ حيث تعود الى حوالي 3000 سنة، ومن ثم فهم اعرق مكون للمجتمع المغربي، لذلك فهم حيثما وجدوا في بقاع الارض يعتزون بمغربيتهم ويتبشبثون بتقاليدهم المغربية، كما ان الجنسية المغربية لا تسقط عنهم ولو تجنسوا بجنسيات أخرى، مثلهم جميع المغاربة المتواجدين في القارات الخمس ويحملون جنسيات البلدان التي يعيشون فيها.
وبناء عليه فإن اليهود من اصل مغربي المتواجدين في اسرائيل، يحملون بالأصالة الجنسية المغربية اذ من المعلوم انه توجد في دولة إسرائيل جالية يهودية مغربية، تقدر بحوالي مليون نسمة كما يوجد في حكومة اسرائيل الحالية عشرة وزراء من اصل مغربي، وهو ما يضع مسؤولية معنوية وروحية على جلالة الملك باعتباره اميرا للمومنين التابعين للديانات الثلاث الاسلامية واليهودية والمسيحية، فهم جميعا رعايا جلالة الملك انها خصوصية مغربية متجذرة في عمق التاريخ، اذ لا يشبهها سوى خصوصيات بعض الامبراطوريات العريقة كالإمبراطورية البريطانية، التي لا يزال سكان كندا واستراليا تابعين للتاج البريطاني ويعتبرون رعايا جلالة الملكة اليزابيث.
أليس من باب الإنصاف تمكين هؤلاء المغاربة من زيارة بلد الآباء والأجداد؟، لصلة الرحم اولا ولترحم على ارواح المدفونين في مختلف مناطق المغرب ثانيا، ولتخليد ذكراهم وفاء لما قدموه وهم احياء لبلدهم، الامر الذي يستوجب ربط المغرب باسرائيل بواسطة الخطوط الجوية المغربية الاسرائيلية، وكذلك فتح مكاتب للاتصال لتسهيل عملية التواصل بين العائلات اليهودية المتواجدة هنا اوهناك.
يبقى أن موقف المغرب ازاء القضية الفلسطينية وقضية القدس الشريف، ثابت لا يتغير كما أكد ذلك البلاغ الصادر بالمناسبة عن الديوان الملكي، وهو حل الدولتين الذي تنص عليه اتفاقيات أسلو وجميع قرارات القمم العربية.
ان من شان اعادة الروح الى العلاقات المغربية الإسرائيلية، أن يساعد على تذليل الصعوبات التي تعترض سبيل الوصول إلى الحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.