في نهاية 2020، لجأ مسلسل “بلو بل لا في” الفرنسي إلى اعتماد برنامج “ديب فايس”، وهي حيلة رقمية لها طابع شديد الواقعية تتمثل في استبدال وجه بآخر، للتعويض عن غياب إحدى ممثلاته بسبب احتكاكها بشخص مصاب بفيروس كورونا، من دون أن ينتبه المشاهدون إلى ذلك.
الديب فيك هو تقنية من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتي تستخدم لإنتاج فيديو أو التعديل على محتواه بشكل كامل ليستعرض شيئًا لم يكن موجودًا فيه بالأصل، تسمية هذه التقنية تعود إلى حساب في موقع التواصل الاجتماعي ريديت Reddit وكان الحساب يحمل اسم deepfake، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعية للتعلم العميق من أجل العبث بوجوه النجوم والمشاهير وإدخال وجوههم في فيديوهات لا علاقة لهم فيها، ولذلك، فإنّ التسمية جاءت لتجمع بين تقنيات التعلم العميق والتزييف.
ويتيح برنامج ديب فايس DEEP FACE ” ، مثلاً لأي معجب بشخصية مشهورة أن يتقمصها في في ثوانٍ قليلة، حيث بات في إمكان أيّ كان، بمجرد التقاط صورة “سيلفي” ذاتية بسيطة لنفسه، أن يجسّد الشخصية الشهيرة التي يحلم بأن يتقمصها، بفضل تطبيقات “ديب فايك” (التزييف العميق) القائمة على الذكاء الاصطناعي، والتي يتوقع أن تُحدِث ثورة في صناعتَي الترفيه والإعلام.
لكن رغم ما قد يوفره “ديب فايك”، من خدمات في مجال الإعلام والصناعة السنمائية والترفيه فإنه يشكل خطرا حقيقيا على أمن وسلامة الأفراد والدول، حيث من المرجح أن يستعمل في نشر أخبار كاذبة على الإنترنت، إذ يمكن استخدام “التزييف العميق” لخذاع مستخدمي الإنترنت أو للتشهير من خلال جعل أشخاص يقولون أو يفعلون ما لم يصدر عنهم فعلياً.
وبهذا الخصوص تعمل شركات الإنترنت العملاقة الرئيسية على إعداد تقنيات تتيح احتواء هذه الظاهرة، كما كشف علماء من “فيسبوك” في يونيو الفائت عن طريقة من شأنها أن تسمح، بفضل الذكاء الاصطناعي، بالتخلص من “التزييف العميق” وكذلك تحديد مصدره.
كذلك ابتكرت “مايكروسوفت” العام الفائت برنامجاً يمكن أن يساعد في تحديد “التزييف العميق” للصور أو مقاطع الفيديو، بينما وفرت “غوغل” في نهاية 2019 للباحثين الذين يرغبون في تطوير طرق لاكتشاف الصور المتلاعب بها آلاف النماذج من “التزييف العميق.
مصادر:
- https://www.syr-res.com/article/7
