المغرب وأمريكا اعتراف متبادل، و ضخ مياه دبلوماسية جديدة مع إسرائيل..

1945 مشاهدة

المغرب وأمريكا اعتراف متبادل، و ضخ مياه دبلوماسية جديدة مع إسرائيل..

من البيت الأبيض أمس الخميس و بتغريدتين على حساب تويتر للرئيس ترامب. أعلن فيهما عن انضمام المغرب الى قافلة الدول العربية التي أصبحت اليوم ترتبط بإسرائيل ضمن علاقات ديبلوماسية رسمية.
بعد انضمام الإمارات والبحرين والسودان.
في تغريدته الأولى نوه بالتوصل « يوم تاريخي آخر.. اتفق الصديقانا العظيمان إسرائيل والمملكة المغربية على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة. »
وفي الثانية قال: « وقعت مرسوما يقر بسيادة المغرب على الصحراء الغربية » وأضاف:  » أؤيد عرض المغرب الجاد الذي يتمتع بالمصداقية والواقعية الخاص بالحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع بشأن الصحراء المغربية. »

وفي ذات السياق أصدر الديوان الملكي في الرباط بيانا ضمنه ترحيب المغرب بقرار الرئيس ترامب، وبقرار واشنطن فتح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة الساحلية جنوبي إقليم الصحراء المغربية.
قرار المملكة المغربية بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، لقي ردود فعل إيجابية في الدولة العبرية، حيث أعرب يهود مغاربة عن سعادتهم بتوسيع دائرة السلام في المنطقة .
فعلى الرغم من الاختلافات بين المسلمين واليهود والنزاعات التي عرفها الطرفان في كل بقاع الارض ، إلا أنهما عرفا تعايشاً استثنائيا بشكل عام بالمغرب، ويقول المؤرخ اليهودي المغربي حاييم الزعفراني في كتابه « ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب » لاشك أن كلا المجتمعين اليهودي والإسلامي كان يعيش عيشة تختلف عن الآخر، فكل منهما غيور على هويته ومتشبث بإيمانه ومعتقداته، غير أننا نلاحظ في المسار التاريخي الذي يرسم الحياة اليهودية في هذا البلد ، جواً من التقارب إذ يلتقي المجتمعان ويتعايشان في طمأنينة وسلام، ونلاحظ أيضاً نقاط التلاقي المفضلة التي تتجلى مساواة حقيقية في حضن اللغة وتماثل البنى الذهنية، وتتضح وتتحقق هذه المساواة على مستوى الحياة اليومية والاهتمامات الاقتصادية وفي أفضل لحظات الوجود والمتخيل الاجتماعي والثقافة الشعبية التي لا تعرف حدوداً دينية.
وتفاديا لأي تفسير من شأنه أن يضفي طابعا سلبيا على موقف المغرب من القضية الفلسطينية شدد بيان القصر الملكي على « أن هذه التدابير لا تمس التزام المغرب بالدفاع عن القضية الفلسطينية وأن المغرب يدعم حلا قائما على دولتين. « 
وتحسبا لأي انتقادات داخلية وخارجية لهذه الخطوة كشف البيان أيضا أن الملك محمد السادس هاتف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وطمأنه إلى أن « المغرب يضع القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن ترسيخ المغرب مغربيته لن يكون أبدا على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة.. »

هذا الاعلان الذي أغضب الكثير من الحقوقين والنشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي في المغرب وعبروا عن رفضهم لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب. وأن قضية الصحراء لا تحتاج إلى الصهاينة لكي يتم التعبير عن مغربيتها، فالمغرب في صحرائه، وهو واقع ذو بعد تاريخي واجتماعي وثقافي، وكذا من المنظور الواقعي للأمور »، معتبرين أن تبرير التطبيع بقضية الصحراء أمر مفضوح وغير مقبول، وهو خضوع للابتزاز الذي صمد فيه الجانب الرسمي لسنوات، قبل أن يسقط في شوطه الأخير هذا .
كما نددت فصائل فلسطينية بالتطبيع المغربي الإسرائيلي، ووصفته حركة حماس « بالخطيئة السياسية ». كما أعربت منظمة التحرير الفلسطينية عن رفضها للخطوة التي « ستزيد من غطرسة إسرائيل وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني.
إلا أن العاهل المغربي أوضح ، في اتصال هاتفي جمعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالتزامن مع إعلان الرباط عن « استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أقرب الآجال، والعمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، أن المغرب مع حل الدولتين، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع.
وأن موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير، وأن عمل بلاده من أجل ترسيخ مغربية الصحراء لن يكون أبداً، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة.

.

اخر الأخبار :