مشاهدة : 2,075

مشكلة الأخلاق في زمن تقليد الأعمى


              ———————————————- 
إن التحلل من القيم الأخلاقية أصبح علامة فارقة للمجتمعات الغربية التي هتكت الأعرض وعرّت الإنسان وتجاوزت في إباحيتها كل وصف وأصبح الجنس يمارس بين المحارم والشواذ باسم الديمقراطية والحرية الفردية وأضفت هذه المجتمعات على هذه العلاقات الشاذة الشرعية القانونية ممّا دفع بكثير من الناس وخاصة من الشباب إلى الضرب بالأخلاق والقيم عرض الحائط والتمرّد على الأعراف والتقاليد والانغماس في عالم الرذيلة والمخدرات والفجور مما أصبح يهدد الأسرة بالانهيار والتفكك ويقضي على قيم مثل الحياء والستر والتآلف والرحمة والعطف وكل الضوابط الروحية التي تحفظ الإنسان من الوقوع في الأخطار التي تهدد حياته ككائن اجتماعي. فالأخلاق دورها الريادي في تحقيق سعادة البشرية، فمجتمع بلا أخلاق هو كشجرة بلا أوراق سرعان ما يتعرّض للهزات والأزمات فتؤثر فيه تأثيرا مدمرا يؤدي به إلى ضعف نسيجه الإجتماعي وتآكله وإصابته بكثير من الأمراض والآفات الخطيرة وهذا ما حذرنا منه الإسلام وسعى إلى حماية المجتمع منه فحرّم الزنا واللواط والسحاق ونظّم الغريزة الجنسية فدعا إلى إشباعها في إطار شرعي عن طريق الزواج (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) (الإسراء32).
 كما دعا إلى التوسط والاعتدال بين الجسد والروح والأخذ بالدنيا دون نسيان الآخرة ونهى عن الفساد والإفساد بكل أنواعه المادية والمعنوية:(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) (القصص77)

 ولذا كان من مهمات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ترسيخ الأخلاق الفاضلة في النفوس وبناء المجتمع الإسلامي القوي الذي يستمد أخلاقه وقيمه من القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة. قال صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) البيهقي.
 إنّ التعري والتبرج والانحلال الخلقي سلوكيات خطيرة تدعو إلى الفجور وليست مقياسا للتقدّم والرقي كما يعتقده البعض بل هو مرتبط بأهواء النفس ونوازعها الشريرة وبالشيطان ووسوسته. 
قال النبي (الحياء من الإيمان والإيمان من الجنّة والبذاء من الجفاء والجفاء من النار) الترمذي.
 ذلك أنّه إذا ذهب الحياء جاء الشرّ وأوّل ما يصيب الشرّ الأسرة التي نبت فيها الغرس الخبيث ثم يمتدّ إلى المجتمع فالأخلاق هي الذين بكل ما فيه وليست خارجة عنه أو زائدة عليه في قليل أو كثير وتقدّم الشعوب لا يقاس بمدى قوتها العسكرية والاقتصادية فقط بل أيضا بأخلاقها وقيمها وتمسكها بالسلوك الحضاري القويم.
ومن خلال كل ما سلف ذكره أعلاه أتمنى أن يعي ويفهم كل من يريد تقليد الغرب في كل شيئ  بدعوى التقدم وتطور أن يقرأ القليل من تاريخنا ليعرف كيف تعلم الغرب العلوم بكل إيجابياتها  من حضارتنا العربية الإسلامية وكيف طرحوا لنا سلبياتهم الأخلاقية والخلقية عن طريق قنواتهم لتكون لهم. الريادة وتكون لنا الذلة والمهانة إنها حرب خفية ، هم يصرفون أموال طائلة لتبليدنا ، ونحن نصرف أموال طائلة لإغنائهم…….! أين نحن ؟..نحن في قعر المحيط مع سفينة قديمة كتب لها الغرق مند ظهور المسلسل  المكسكي" المستبد"وها نحن اليوم مع  المسلسل التركي "سمحني"وفي الحقيقة أنتم أحبائي القراء من" سيسامحني" على الإطالة الرسالة مفهومة، مودتي وتقديري .

 

3 commentaires sur “مشكلة الأخلاق في زمن تقليد الأعمى

  1. 346414 893253Hey there. I want to to inquire somethingis this a wordpress weblog as we are thinking about shifting more than to WP. Also did you make this theme on your own? Thanks. 774151

  2. 198539 468295I believe this really is among the most vital information for me. And im glad reading your post. But wanna remark on few common items, The site style is perfect, the articles is actually wonderful : D. Very good job, cheers 463018

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :