الفعل النقابي(1) من سوء الارتهان الى تحدي الرهان
1033 مشاهدة
وضعية الفعل النقابي في الاونة الاخيرة لاتسر عدوا ولاصديقا ومن الحيف ان نشخصه بعيدا عن الواقع الذي يعتمل فيه. لا احد يجادل ان السياسي تعامل معه بانتهازية مقيتة وظهر جليا ان العلاقة عوض ان تتكامل في وضعية ومنهجية متباينة وان تكون من اجل استثمار شراكة توازي بين التدبير والتقدير السياسي وتعزيز المواقع وبين الالتفات الى الملفات المطلبية للشغيلة والتي تعتبر الفئة النشيطة والشريان المحرك للاقتصاد . اصبحت ترهن قوته النضالية من اجل حوارات تعبد الطريق للسياسي وترتق ماخلفه من تمزق في بنيته التنظيمية. ولعل ماذهب اليه محمد عابد الجابري في مجلة مواقف ( اضاءات وشهادات) تحت عنوان
" الازمة بين الحزب والنقابة" حيث يطرح سؤال مركزيا :
المعركة من اجل الديمقراطية ام سياسة الخبز ؟؟؟ ويحمل شعارا : لسنا في خدمة الحزب بل في خدمة الجماهير.
لكن ما يجعل الصورة الان مستفزة وتعيش اسوا حالتها هو الضعف الذي عم الجانبين. فلم تعد هناك هيئة سياسية قادرة على العطاء والابداع ولا دراع نقابي حاضر بقوة في الساحة وهذا راجع بالاساس لاسباب ذاتية واخرى موضوعية.
الذي مد يده للفعل النقابي من اجل اضعافه وبلقنته وتفييئه وجعله مللا ونحلا ولم تعد كلمته مؤثرة في الساحة سيجني لا محالة تبعات هذا الاجراء. فالديمقراطية مخدومة وعلى المقاس مهندسة بعناية ومخرجاتها معروفة ومحسومة سلفا ورموزها ابديون في المواقع لن تغيرهم لا لجان يقظة ولا كتيبة تصحيح ولاحتى ظواهر طببعية جارفة. ومن الطبيعي ان تجد مريدين يمجدون الزعيم ويقتلون الجدوى والنجاعة وليس غريبا ان تتباعد الرؤى بين القاعدة والقمة وتتسع الهوة وان يشكل الفعل النقابي ظلا وتبعا للفعل السياسي ومن الغباء ان نطلب المستحيل في ظل وضع متردي معالمه اصبحت واضحة لاتحتاج لعناء تفكير .
لقد ولى زمن النضال حين تسمع الباطرونا عبر بيان مجرد التلويح بموقف نضالي يجعل اوضاعها تختل و حساباتها ترتبك وتكون مجبرة للخضوع لمنطق طاولة الحوار لان تاثيره في الساحة له وقع ويستطيع قلبها في الوقت المناسب و لانه كذلك وفي لنبض الشارع ولايخضع للمقايضة او المزايدة. اما مانعيشه الان فقد اصبح صوتها بدون صدى. واستبيحت الساحة لتجار الماسي واصحاب الشكارة .والكل في الهم سواء. هناك من يعتقد ان ضرورة الفصل بين الطرفين اصبحت حتمية . لكن قبل اجراة هذا التحدي نحتاج كاولوية للديمقراطية الداخلية لكن بايادي نظيفة غير متواطئة وبعقلية متفتحة محترفة تقبل الاخر ككفاءة بديلة وليس لجيش من الانتهازيين جاهزين للتصفيق والمباركة للحفاظ على مواقعهم .(يتبع) ادريس المغلشي