زراعة الكيف و زراعة البلبلة
4408 مشاهدة
تقنين زراعة الكيف..ومزايدة البعض لاغراض سياسية…!
خص الله تربة المغرب بميزات طبيعية لا توجد في غيره من البلدان، وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد مثلا أن شجرة « اركان » المباركة، لاتنبت الا في منطقة سوس وحدها، اذ تأبى أن تنبت في تربة أخرى غيرها، ونظرا لتعدد فوائدها اكتسبت شهرة عالمية، بعد ان اكتشفت المختبرات العلمية اهميتها في صناعة مواد التجميل، فضلا عن فوائدها الغذائية، لذك قامت بعض البلدان بسرقتها من اجل استنساخها واستنباتها في تربتها، لكنها لم تفلح في ذلك ومن هذه البلدان دولة اسرائيل، التي فشلت في استنساخها بالرغم من انها متقدمة علميا في المجال الفلاحي، اذ اعتقدت انها ستنجح في ذلك كما نحجت في تجربة استنبات التمر المجهول، الذي تختص به واحات تافيلالت، لتزرعه في صحراء النقب إلى درجة أضحى التمر المجهول الاسرائيلي من اصل مغربي، ينافس تمر تافيلالت في الاسوق العالمية.
واذا كان ذلك هو شأن اركان الذي تختص به منطقة سوس، فإن هناك نبتة أخرى تختص بها منطقة « جبالة » المغربية، حيث لاتنبت تربتها غير هذه النبتة بالرغم من التجارب الكثيرة لاستبدالها بنبتة اخرى، انها نبتة القنب الهندي المعروف عند المغاربة بالكيف، الذي يستعمل كحشيش مفضل لدى هواة تعاطي المخدرات، لكونه الاقل ضررا من غيره من المخدرات الاخرى، وليس له اي تأثير سيء لاعلى المدى القريب اوالبعيد على صحة متعاطيه، فعبر التاريخ لم يلحق أي ضرر بصحة الذين يتعاطونه، حيث نجد أن هناك نماذج كثيرة ممن كانوا يتعاطونه منذ صغرهم الى ان بلغوا سن الشيخوخة، ومع ذلك لم تؤثر لا على عقولهم ولا على صحتهم.
في السنوات الاخيرة اكتشف العلماء أن عشبة الكيف، ليست فقط للاستعمال كحشيش الاخف ضررا، بل لها فوائد أخرى أكثر اهمية فقد أثبتت التجارب العلمية والمخبرية، اهميتها في صناعة المواد الصيدلية والطبية، كما ان لها فوائد صناعية اخرى.
وفي هذا السياق ومن أجل هذه الغاية، صادقت الحكومة مؤخرا على مشروع قانون تقنن بموجبه زراعة الكيف او القنب الهندي، ويؤمل بعد المصادقة على المشروع من طرف البرلمان، أن يدخل المشروع حيز التنفيذ وان تتدفق على منطقة جبالة استثمارات اجنبية متعددة كما ستقام معامل ومصانع لتكرير هذه العشبة العجيبة، لاستخراج ما تحتويه من مواد مفيدة لاستعمالات متنوعة.
ان من شان هذا المشروع ان يعود بالنفع على المزارعين، كما ستنعكس اثاره الإيجابية على المنطقة باكملها، وهو كفيل بان يضع حدا للاستغلال البشع للمزارعين من قبل المهربين، وبالتالي قطع الطريق على هؤلاء.
هذا وبالرغم من الفوائد المتعددة لهذا المشروع الهام، فإن البعض يأبى إلا أن يزايد في المواقف بهدف الاستغلال السياسي، وكأني به يقف الى جانب المهربين ويريد أن يستمر الوضع على ما هو عليه، وان تظل المنطقة متخلفة ومعرضة للتهريب غير المشروع، ولاستغلال المزارعين فأين هي المصلحة الوطنية من مثل هذه المواقف.؟
فكفى ادعاء فالمغاربة « فاقوا وعاقوا ».