وزيران في حكومة العثماني يمهدان للترخيص بافتتاح كلية الطب الخاصة بمراكش في زمن قياسي
1799 مشاهدة
لا حديث في الوقت الراهن إلا عن المنظومة الصحية ببلادنا، والتي كشفت جائحة كورونا بالملموس عن الخصاص الذي تعيشه، سواء على مستوى البنيات التحتية أو الموارد البشرية، وهو ما حرك عدة جهات من أجل فتح النقاش حول مستقبل القطاع الصحي، خاصة بعد القرارات الأخيرة لوزارة التربية الوطنية التي همت معدلات ولوج كليات الطب والصيدلة، والتي اعتبرها مهتمون بمثابة تمهيد الطريق لكليات الطب الخاصة بالمغرب.
وفي هذا الصدد، تناولت إحدى الجرائد الوطنية في تحقيق مفصل، الغموض الذي لف افتتاح كلية الطب الخاصة التابعة للجامعة الخاصة لمراكش سنة 2018، بالنظر للحيز الزمني القليل الذي تم فيه الترخيص لمالكها محمد القباج والذي وصف ب"القياسي"، مشيرة إلى وجود أيادي خفية وراء ذلك بمساعدة وزيرين من حكومة العثماني.
وأوضحت الجريدة، أن العديد من المهتمين بقطاع التعليم العالي يرون أن تخفيض الحد الادنى للقبول في كليات الطب سيخدم بشكل كبير مصالح الكلية المراكشية الخاصة، والتي تعتبر الكلية الربحية الوحيدة في المغرب، على عكس كليتي الرباط والدار البيضاء اللتان أسستا لمصالح غير ربحية.
وبالعودة لظروف افتتاح كلية الطب الخاصة بمراكش، كشفت الجريدة وجود علاقة خفية بين محمد القباج والوزير مولاي احفيظ العلمي، المدير التنفيذي لشركة "سهام"، المالكة السابقة للمستشفى الخاص بمراكش، والذي أصبح في ملكية شركة KMR Holding Pédagogique، الشركة الأم للجامعة الخاصة لمراكش، بعد صفقة شراء ناهزت 500 مليون درهم.
وذكرت الجريدة أنه بين تقديم طلب الترخيص لتأسيس كلية الطب الخاصة بمراكش، في 26 دجنبر 2017، وحتى الحصول على الرد الإيجابي من اللجنة الوطنية لتنسيق التعليم العالي (CNCES) ، بتاريخ 6 شتنبر 2018، كان العائق الوحيد هو عدم توفر الكلية على مستشفى تابع لها، كما تقتضيه الشروط الخاصة بجميع كليات الطب، وبالتالي فإن عملية تفويت المستشفى سهلت المأمورية بشكل كبير وعجلت بحصول القباج على الموافقة.
وأشارت الجريدة إلى أن ما يثير الانتباه أكثر، كون الكلية فتحت أبوابها بعد أيام فقط من الحصول على الترخيص، اذ تم تنظيم اختبارات الولوج للفوج الأول من الطلبة نهاية شهر شتنبر 2018، ما يعني أن صاحب المشروع كان على علم مسبق بقبول طلبه لافتتاح الكلية.
وفي موضوع ذي صلة، أكدت مصادر عليمة لموقع "مراكش 7" أن إدارة كلية الطب الخاصة بمراكش استخلصت من الراغبين في اجتياز اختبارات الولوج لهذه السنة مبلغا يقدر ب60 ألف درهم غير قابل للاسترجاع، وقامت بتحديد موعد الامتحان قبل الموعد الذي حددته الوزارة للكليات العامة.
وفي اتصال لموقع "مراكش 7" مع محمد القباج، مؤسس الكلية الخاصة للطب بمراكش، أكد أن جميع الأخبار المتداولة حول استفادة الكلية من قرار خفض معدلات الولوج لكليات الطب هي مغلوطة بشكل كبير، باعتبار أن عدد المترشحين في كل فوج لا يتجاوز 110 تلاميذ بقرار وزاري، والمعدل الذي حددته الوزارة يعطي فرصة لأكبر عدد من الطلبة لاجتياز المباريات، سواء بالكليات العامة أو الخاصة، موضحا أن المباراة في الكلية الخاصة يشرف عليها أساتذة من الأكاديمية.
وأضاف محمد القباج أن الكلية لا تقوم باستخلاص أي مبالغ من الطلاب إلا بعد نجاحهم في الاختبار وتأكيد تسجيلهم للموسم الجامعي الجديد، والمبلغ الوحيد الذي يتم دفعه هو 1500 درهم خاصة بملف اجتياز الاختبار على غرار المعمول به في جميع الكليات.
وفيما يخص صفقة تفويت المستشفى الخاص لمراكش وتسهيل حصول الكلية على الترخيض، أكد القباج أنها أخبار لا أساس لها من الصحة، مشيرا أن الأولوية هي تكوين العنصر البشري.