مريم قالون.. مسار امرأة مكافحة أعطت الكثير لمهنة الإرشاد السياحي بمراكش
1044 مشاهدة
رأت مريم قالون، النور يوم الخامس دجنبر عام 1970 بحي رياض الزيتون بمراكش، متزوجة وأم لأربعة أطفال، تحصلت على الإجازة في اللغة الإسبانية سنة 1994، ودخلت غمار مجال الإرشاد السياحي منذ ما يزيد عن 15 سنة، وعلى الرغم أن ولوجها للمهنة لم يكن اختيارا شخصيا، إلا أنها لقيت تشجيع الأسرة والأصدقاء بحكم إتقانها للغة الفلامنغو، وبدورها اعتبرتها أفضل من العمل الذي كانت تزاوله قبل ذلك، داخل وكالة سياحية، نظرا لأن مهنة الإرشاد مجال حر وبأوقات عمل مرنة.
لم تخفي مريم تخوفها من هذا الميدان عند بداياتها الأولى، وأكدت أنها واجهت مجموعة من الصعوبات من بينها العلاقات المباشرة مع السياح، على خلاف طريقة العمل في الوكالة، وقد كان ذلك دافعا لها من أجل تقديم كل ما لديها، بهدف التشريف بهذه المهنة وإثبات قدراتها كامرأة، على التأقلم مع كل الظروف وتخطي جميع المعيقات.
بعد مرور سنة على نيلها رخصة مرشد سياحي مهني، وجدت مريم نفسها مرتبطة بالمهنة ارتباطا وطيدا وتضاعف حبها للعمل الذي تمارسه، ورأت أنها حققت جزءا من الحلم الذي لطالما راودها من أجل أن تصير أستاذة لمادة التاريخ، وزادها ذلك إرادة وعزيمة لتعطي كل ما بوسعها للرفع من شأن المرشدة السياحية المغربية، ونقل صورة إيجابية عن مزاولة المرأة لهذه المهنة، كامرأة محافظة تحترم تقاليد بلدها والتربية التي تلقتها وسط عائلتها.
يعتمد عمل مريم بالأساس على مرافقة السياح والحفاظ على سلامتهم ومدهم بالمعلومة، فهي مسؤولة قبل كل شيء على سلامة السائح الذي يرافقها وتأطير زيارته، إضافة الى إمداده بالمعلومات بجميع أصنافها سواء التاريخية، الجغرافية، الاقتصادية أو الاجتماعية.
وبالنظر إلى التزاماتها العائلية، فإن ساعات عمل مريم تقتصر على الخرجات السياحية بالمدينة الحمراء ونواحيها فقط، وذلك لنصف يوم أو يوم على أكثر تقدير، وعادة ما تبدأ مهامها على الساعة التاسعة صباحا، حيث تلتقي بالسياح في نقطة التجمع، ثم تنطلق رحلتها من ساحة الكتبية مرورا بقبور السعديين، قصر الباهية، ووصولا إلى جولة بأسواق المدينة.
فيما يخص مواسم العمل، فإن مريم ترتبط بالفترات السنوية على غرار باقي القطاعات السياحية، وقد تصل مدة الاشتغال في فترة الذروة إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من العمل اليومي، دون توقف، إلا أن ذلك لا يمنعها أن من التواجد في منزلها والقيام بمهامها الأسرية والاعتناء بأطفالها.
حسب مريم، فإن العمل رفقة مهنيين ذوو خبرة عالية ووعي كبير ساعدها على التأقلم بسرعة كبيرة، إضافة إلى علاقة الاحترام التي تربطها بجميع الزبائن والسياح من مختلف دول العالم، وهي تؤمن بأن العمل لا يكون شخصية الإنسان، لأن السلوكات والمبادئ تفرض على الآخر احترام رأيك وتقبله، وهو ما ساعدها كثيرا على بصم اسمها وفرض طريقة عملها في الوسط.
وتقول مريم في حديثها لجريدة مراكش الاخبارية "إن أفضل ما يمكن تحقيقه في هذا العالم، هو أن تغتنم الفرصة لكي تصبح السفير المباشر لبلدك، ومهنة المرشد السياحي تتيح لك هذه الفرصة، وتظهر نتائج ذلك من خلال ارتسامات السياح، وبالتالي فهو دور المسؤولين أيضا من أجل اختيار أشخاص في المستوى لممارسة هذه المهنة".
وتضيف "من بين الشروط الأساسية لولوج المرأة مجال الإرشاد هو الاتزان، ولا داعي للانسياق مع أمور خارجة عن الإطار العملي في علاقتها مع السياح على الأخص، فالمرأة المغربية المسلمة مكرمة، وتتوفر لها كل الظروف لتعيش آمنة ومستقرة في عملها وفي بيتها".