مراكش: أزبال ومخلفات البناء تحيط بسور تاريخي يحظى بعناية ملكية
1716 مشاهدة
في ظل غياب أي تدخل من رئيس الملحقة الإدارية الحي الجديد بمنطقة سيدي يوسف بن علي الحضرية، ورغم ما يحظى به من عناية ملكية، لا زال سور أكدال التاريخي يتعرض لاعتداء خطير، يجعل المار به يتأسف للحالة التي وصل إليها، حيث صارت جنباته اليوم، مطرحا لمخلفات البناء والنفايات الثقيلة والبلاستيك وإطارات السيارات، تقصده ناقلات محملة ب “الردم” متفادية كل رقابة للتخلص من هذه المواد الضارة بالبيئة؛ ليصير الاعتداء على هذا السور التاريخي أمرا اعتياديا لدى بعض منعدمي الضمير مخربي البيئة دون أي وازع أخلاقي أو تأنيب ضمير، في تصرف سلبي من طرفهم لا يعكس التعاليم الدينية السمحة ولا قيم المواطنة الحضارية والفاعلة، ويسير عكس الجهود المعتبرة المبذولة من قبل المغرب لحماية المآثر التاريخية.
إن مسؤولية حماية هذا السور التاريخي من مخلفات البناء والأزبال المتراكمة بجنباته، هي مسؤولية السلطة المحلية بمنطقة سيدي يوسف بن علي، ممثلة في رئيس المنطقة الحضرية ورئيس الملحقة الإدارية الحي الجديد والقوات المساعدة بالملحقة الإدارية المذكورة، وهو ما يقتضي تشديد وتعزيز المراقبة من طرفهم في محيط هذه المعلمة التاريخية، وذلك بتكثيف دوريات المراقبة من أجل رصد وتعقب مرتكبي هذه المخالفات، وضبط كل المعتدين الذين يشاركون في الإضرار بها، واتخاذ المتعين.
وللتذكير، فإن سور أكدال، وضعت لبناته الأولى من طرف أعظم خليفة موحدي ألا وهو الخليفة أبو يعقوب يوسف بن عبد المومن بن علي الكومي؛ كما أن سور أكدال يعد من المآثر التاريخية على الصعيد العالمي، فهو سور يحيط بأقدم حديقة حية منتجة في العالم، منذ أنشأها الموحدون في القرن 12. أي أنها حدائق عمرت منذ 9 قرون كاملة، (أي قبل وجود جمهورية الجزائر)، وهي حدائق « جنان الصالحة » أو كما تسمى في العصر الحديث حدائق أكدال، وهي حدائق شاسعة، رائعة، بأشجارها المثمرة المتنوعة، وبشبكة مياهها الغاية في الدقة والإبداعية، ترجمانا على علو كعب المغاربة في ابتكار هندسة متطورة للمياه والسقي وفنون البستنة.