عرضت البهاما مجموعة جزر للبيع كملاذ آمن من جائحة كورونا كي يتسنى للمشتري الفرار من العدوى في جزيرته المعزولة حتى انقضاء المحنة، وشمل العرض أكثر من 700 جزيرة للبيع الفوري، بل عرضت نسبة ضئيلة من الجزر للتأجير المؤقت بخطط مالية تلائم الفئات كافة، وفي سوق الجزر المعروضة للبيع تبدأ الأسعار من 65 ألف دولار أميركي وهي أسعار تنافس أسعار العقارات العالمية من الفئة المتوسطة.
وتتيح الحكومة في البهاما جزرا من أجل التملك الحر لغير المقيمين، إذ يعد هذا الموقع جاذبا للاستثمار العقاري، لكن متطلبات الجائحة جعلت إيجاد أماكن مخصصة للعزل التام والطبيعة الساحرة ميزة سوقية أضيفت إلى تلك الجزر، حسب الخبراء. فاقتصاد المنطقة يعتمد بصورة كبيرة على السياحة والأعمال المصرفية الخارجية، ويعد شراء الجزر في البهاما يسيرا نسبيا لغير المقيمين مع عدد قليل من الشروط التي تضعها الحكومة.
كيفية شراء الجزر
على غيرالمقيمين تسجيل أي عملية شراء لدى مجلس الاستثمارات الأجنبية بجزر البهاما، ويلزم الحصول على تصاريح خاصة إذا كان حجم العقار أكثر من 5 أفدنة، كما يستلزم تصريحا خاصا إذا كان العقار سيستخدم ولو جزئيا على سبيل التأجير، أو التطوير التجاري، كما ينبغي للأجانب تسجيل أي استثمار عقاري لدى الرقابة على الصرف في البنك المركزي لجزر البهاما؛ ومن الجدير بالذكر أن أصحاب العقارات التي تقدر قيمتها بأكثر من 500 ألف دولار أميركي من حقهم الحصول على إقامة دائمة لهم ولأسرهم في جزر البهاما.
وهناك استثناءات قليلة للجزر التي تتضمن عقارات مستأجرة من الحكومة التي تؤجرها لأغراض زراعية أو تنموية.
هل هناك خدعة وراء العرض؟
يبدو عرضا من عروض الأحلام، ولا سيما أن أسعار الجزر تقترب من نظيرتها في أسواق العقارات المحلية في كثير من الدول، لكنه ينبغي التخطيط الجيد لذلك الأمر، وقبل حزم الأمتعة يجب تأمين مواصلات خاصة، وفي تلك الحالة تكون غالبا طائرة بحرية سواء عن طريق الشراء أو الاستئجار، وإلا سيظل المالك وأسرته عالقين في تلك الجزيرة، كما يتعين التعاقد مع شركات من أجل انتظام تدفق الإمداد الغذائي.
وحسب الموقع الرسمي لبيع تلك الجزر، فإن مواقعها الجغرافية متباينة ولذلك يصعب تحديد التكلفة النهائية للمعيشة، التي قد تتجاوز أحيانا سعر الجزيرة نفسها، كما يجب الوضع في الاعتبار أن تلك الجزر تقع في حزام الأعاصير وتتعرض بصورة منتظمة للأعاصير الموسمية التي تضرب غالبا سواحل الولايات المتحدة أيضا.
ربما يبدو عرضا مغريا من أجل العزلة والاسترخاء في فترة الجائحة، والبهاما ليست الوحيدة التي عرضت جزرها للبيع في الآونة الأخيرة، فقد بدأت الدول ذات الطبيعة الجغرافية نفسها المكونة من أرخبيل يضم عددا من الجزر بعرضها للبيع منذ عشرات الأعوام، وقد صرحت شركة “برايس واتر هاوس” بكندا أن هناك أكثر من 2650 جزيرة مبيعة ولا تزال في حالة رواج سياحي واستثماري، فضلًا عن كثير من الشركات الاستشارية التي تتولى عملية إدارة العقارات في مجال السياحة أو توريد الأغذية.
