المعرض الدولي للفلاحة بمكناس: أخطاء وتخبط وتأخير في التنظيم

لا يختلف اثنان على كون المعرض الدولي للفلاحة بمكناس والذي ينظم تحت الرعاية السامية للملك يشكل مناسبة دولية لإشعاع المغرب فلاحيا ويعد من المناسبات الكبرى لالتقاء الفاعلين في القطاع. غير ان هذا الإشعاع ومنذ وفاة المندوب العام السابق للمعرض جواد الشامي والذي كان معروفا بقوة حضوره وتنظيمه وشبكة علاقاته التي تعطي للمعرض الوجه اللائق به، عرف المعرض منذ رحيله تراجعا كبيرا في مستوى التنظيم وقوة الإشعاع، وهو ما يظهر من خلال جملة من الملاحظات سجلها المتتبعون
فخلال افتتاح ولي العهد للدورة سجلت أخطاء بروتوكولية من خلال سماح مندوب المعرض بولوج عدد كبير من المواطنين والمدعوين عكس ما جرت به الأعراف في مثل هذه المناسبات مما خلق جوا من الفوضى والتزاحم على التقاط الصور، الشيء الذي جعل حفل الافتتاح مرتبكا من الناحية التنظيمية
الجناح الدولي في المعرض تأخر في الإعداد مما جعل القائمين على المعرض يغيرون مسار ولي العهد في الافتتاح وقد سجل الحاضرون تزامن أوراش اتمام بعض الأروقة حتى بعد انطلاق فعاليات المعرض
الملاحظة الأكبر خلال زيارة المعرض هي الغياب التام للتشوير وتداخل يافطات الأروقة فمثلا علقت يافطة مكتوب عليها جناح الصناعات الغذائية بباب الجناح المخصص للأبناك، كما أن الزائر للمعرض يصعب عليه الخروج من جناح إلى جناح اخر وقد يجد نفسه يدور في حلقة فارغة، يخرج من جناح ليجد نفسه وقد عاد لنفس الجناح، مع تسجيل الغياب التام لولوجيات الأشخاص في وضعية إعاقة
التوزيع العشوائي للدعوات والبادجات خلق ارتباكا للأجهزة الأمنية وللمنظمين وجعل الصحفيين غارقين بوجوه لا علاقة لها بالصحافة تتهافت على أخد الصور مع الضيوف والشخصيات مما عرقل بشكل كبير عمل الصحفيين وجعل بعضهم أحيانا في مشادات مع المتطفلين، بالإضافة إلى الأخطاء الفادحة في التواريخ ومواعيد الندوات وسوء توزيع أماكن الترفيه والمقاهي والخدمات الأساسية بالمعرض
يضاف إلى هذا غلاء الأسعار والزيادة في ثمن التذاكر وتكليف جهة مجهولة من طرف المندوب المكلف بالنيابة بتنسيق الأعمال، إذ تساءل أكثر من ضيف عن سيدة لا علاقة لها بموضوع وتنظيم المعرض تتدخل في كل صغيرة وكبيرة، يتحدث البعض عن قرابات وامتيازات عائلية تساءل القائمين على المعرض
هذا ويجمع المتتبعون على التخبط والارتجال الذي يعاني منه تنظيم الدورة السابعة عشر من المعرض الدولي الذي تحول إلى الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس عن الفاعل الأساسي في المعرض والذي هو مندوب بالنيابة، موظف بوزارة الفلاحة لا تجربة له ولا عمق نظري ولا علاقات له في تنظيم مناسبة دولية تستضيف أكثر من سبعين دولة. فالعارفون بخبايا الأمور يقولون أه بوفاة المندوب السابق والذي راكم تجربة لخمسة عشر دورة من المعرض، وجد الفاعلون أنفسهم يتعاملون مع موظف لا علاقة له بمنصب مندوب المعرض وأنه لا يفعل أي شيء ولا يجيب الفاعلين والمتدخلين إلا بعبارة سأستشير السيد الوزير مما انعكس سلبا على سير التنظيم
ويبقى السؤال الأكبر هل هناك منصب اسمه مندوب بالنيابة لسنتين وما هو مستقبل المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في ضوء هذا التخبط وضعف المهنية والكفاءة وثقافة المقاولة والعلاقات الدولية الشيء الذي يضيع على الملتقى وعلى المغرب قرصا كبرى في توقيع اتفاقيات دولية وبناء شبكة علاقات فلاحية تخدم المصالح الكبر للمغرب وهو الامر الذي يعتبر الهدف الأكبر لهكذا ملتقى.