
في مشهد آخر من “مراكش المهملة”، تتكدس أكوام الأزبال والنفايات المنزلية بشكل لافت في قلب عرصة المعاش، أحد أحياء المدينة العتيقة القريبة من ساحة جامع الفنا، ما يثير استياء سكان وزوار المدينة الحمراء ويطرح تساؤلات عديدة حول دور الجهات المعنية في تدبير هذا الشأن.
ورغم تواجدها في المنطقة السياحية للمدينة العتيقة، إلا أن المنظر المشين لانتشار الأزبال أصبح يشوه المنطقة، ويسائل بشكل مباشر المجلس الجماعي ومجلس مقاطعة المدينة وشركة النظافة، باعتبارها الجهات المخول لها السهر على تدبير هذا القطاع.
وتتمثل الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذا الوضع في نقص الحاويات أو عدم وضعها في أماكن استراتيجية، مع تسجيل تقصير شركة النظافة في الالتزام بجداول العمل وأوقات مرور الشاحنات لجمع النفايات، وكذا غياب حملات توعية مستمرة تشجع على السلوك البيئي السليم لدى المواطنين.
إن ما يحدث في عرصة المعاش ليس مجرد قضية نظافة، بل مسألة ترتبط بجودة الحياة وصورة المدينة أمام العالم، فإذا كانت مراكش تسعى لتكون وجهة سياحية بيئية مستدامة، فلا بد من معالجة هذه الإشكالية بسرعة وجدية، حفاظا على البيئة وصونا لتراث الحاضرة وروحها.






