« التحريض على إحداث عاهة مستديمة » بمراكش يثير الجدل

يبدو أن منصات التواصل الاجتماعي لم تعد مجرد مساحة للتعبير، بل تحولت في بعض القضايا الحساسة إلى أرضية خطيرة لتغذية العنف والتحريض عليه. فقد أعادت مقاطع فيديو نشرتها فتاة على منصتي « تيك توك » و »إنستغرام » الجدل حول واقعة تعود إلى سنة 2022، حين اعتدت تلميذة على زميلتها داخل مؤسسة تعليمية بمراكش، وتسببت لها في عاهة مستديمة على مستوى الوجه باستعمال شفرة حلاقة.
وعلاقة بالموضوع، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب خلال الأيام القليلة الماضية فيديو جديد للمعتدية، وهي تسخر بشكل غير مباشر من الضحية عبر منصتي « تيك توك » و »إنستغرام »، ما أثار موجة غضب واسعة وسط المتابعين.
في المقابل، ظهرت الضحية التي لا تزال تعاني من آثار الاعتداء نفسيا وجسديا، في بث مباشر على حسابها بـ »إنستغرام »، وهي تذرف الدموع، مؤكدة أن المعتدية لم تظهر أي ندم، بل استمرت في الاستفزاز والتشهير، مما زاد من تدهور حالتها النفسية.
وفور انتشار مقاطع الضحية، أطلق عدد من المؤثرين والمؤثرات حملة تضامن واسعة تحت وسم #كلنا_سلمى، طالبوا من خلالها بوقف كل أشكال المضايقة الرقمية، ودعوا إلى تدخل عاجل من الجهات الأمنية لردع المعتدية ووضع حد لهذا التمادي.
غير أن الخطير في هذه الواقعة، هو الكم الهائل من التعليقات التي عجّت بها منصات التواصل، والتي تضمنت دعوات صريحة للانتقام، من قبيل: « خذي حقك بيدك » و »اللي ما رباتوش الحبس تربيه العاهة »، في مشهد صادم يعكس مدى تطبيع بعض المتابعين مع العنف، وتحولهم إلى محرضين على الجريمة بشكل علني.
وتعكس هذه التعليقات حجم التأثير السلبي لمثل هذه المحتويات، خاصة في ظل غياب رقابة فعلية على الخطاب التحريضي، وغياب دور واضح للمنصات الرقمية في حماية الضحايا من موجات التنمر والتشجيع على الاعتداء، وهي سلوكيات قد تتحول في أي لحظة إلى أفعال واقعية تعيد إنتاج المأساة من جديد.