
وضع العشرات من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، شكاية تظلم أمام رئيس النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالرباط، مطالبين بفتح تحقيق عاجل، بخصوص مشروع سكني يعرف تعثرا واضحا بمدينة مراكش، بسبب ما وصفوه تماطل وإهمال الشركة المكلفة وعدم الوفاء بالتزاماتها تجاههم.
وتهم الشكاية التي توصلت بها الجهات القضائية، مشروع “الغالي” الواقع بمقاطعة المنارة، والذي تشرف عليه شركة “فالي للعمران” (FAALI LIL-OMRANE S.A.R.L)، المرخص له منذ نونبر 2017، والذي كان مخصصا لبناء 805 شقة سكنية لفائدة ذوي الدخل المحدود ومغاربة العالم في إطار اتفاقية تجمع الشركة بمؤسسة العمران.
وأكد المتضررون، أنهم وقعوا عقود حجز فردية مع الشركة المذكورة، وسددوا المبالغ المالية المتفق عليها منذ سنوات، غير أن المشروع ظل متوقفا دون مبرر واضح، ما ضاعف من معاناتهم خاصة خلال زياراتهم المتكررة للمغرب، التي تكبدوا خلالها مصاريف إضافية دون أن يلمسوا أي تقدم ميداني.
ووفق مضمون الشكاية، فإن الشركة لم تلتزم بوعودها ولم تسلم الشقق لأصحابها كما لم تستكمل تجهيز عدد من الوحدات وهو ما حال دون إصدار شهادة تسلم الأشغال وبالتالي تعطيل تحرير عقود البيع النهائية.
الا ان الأخطر بحسب نفس المصدر هو توصل عدد من الضحايا بمعلومات تفيد بقيام الشركة بحجز الشقة نفسها لأكثر من مستفيد، في مؤشرات تثير الشبهات حول احتمال وجود تلاعبات واحتيال ممنهج على حد تعبير المتضررين.
وأضاف أفراد الجالية أنهم طرقوا أبوابا متعددة من بينها مراسلات رسمي،ة ووقفات احتجاجية دون جدوى، مؤكدين أن صاحب المشروع أصبح مبحوثا عنه على الصعيدين الوطني والدولي، حسب معطيات توصلت بها الضابطة القضائية بمراكش، في حين أن شقيقه المتورط في نفس الملف موضوع مذكرة بحث وطنية.
ويطالب المتضررون اليوم باسترجاع أموالهم أو تمكينهم من الشقق التي اقتنوها، معتبرين أن هذه الأموال تمثل ثمرة سنوات طويلة من العمل والغربة في محاولة للاستثمار في بلدهم الأم.
وتحدث المتضررون أيضا عن تجاوزات أخرى من قبيل فرض مبالغ إضافية غير مبررة وصلت في بعض الحالات إلى 70 ألف درهم إضافة إلى إجبارهم على التعاقد مع موثق معين مقابل تكاليف مرتفعة ما زاد من تفاقم الأزمة دون تدخل حاسم من الجهات المعنية.
ويذكر أن المشروع انطلق سنة 2009 وتم تجديد اتفاقية إنجازه في 2017 ، حيث تم فعليا تسليم حوالي 200 شقة في وقت لا يزال فيه أزيد من 600 مستفيد ينتظرون مآل ملفاتهم وسط توقف شبه كلي للأشغال وغموض يلف مصير المشروع.







