لماذا نشعر بالجوع أوقات الفراغ والملل؟
1721 مشاهدة
العديد من العوامل تتضافر لشرح وتفسير لماذا نشعر بالجوع أوقات فراغنا، لعل أبرزها أن الجوع ليس جوعا واحدا، وشعورنا بالرغبة في الأكل ليس شعورا جسديا، فعند شعورنا بالضجر ليست المعدة هي من يطلب الطعام، وإنما الدماغ.
صحيفة « لوفيغارو » الفرنسية أثارت هذا الموضوع، وأخذت رأي خبيرتين في التغذية لتفسير هذه الرغبة التي تنتابنا وقت الفراغ في قضم قطعة من الجبن أو الخبز أو أي شيء آخر.
وقالت الخبيرة إليزابيت ميلارا إن عدة عناصر تتضافر لتفسير هذه الظاهرة، مشيرة إلى أن الدماغ هي من يطلب الطعام وقت الفراغ أو الشعور بالملل والضجر.
وتقدم ميلارا تفسيرا آخر لقضم الطعام أمام الشاشة، معتبرة أنه نوع من دمج لذة تناول الطعام مع لذة المشاهدة، مضيفة أن الأكل العاطفي -كما تسميه- يزداد بفعل الثقافة، مثل التربية في أسرة تعبر عن الحب بتقديم الطعام.
بدورها تقول خبيرة التغذية فلورانس واكسين إن الدماغ يحاول ملء الفراغ والإحساس بالملل جسديا، وبالتالي تكون الوجهة هي الطعام باعتباره مسكنا.
وأشارت إلى أن الوجهة الرئيسية عند الشعور بالضجر تكون إلى السكريات كالشوكولاته والحلويات، لأن الإنسان بطبيعته يحبها، وعندما يتناولها يعطي ذلك رسالة إيجابية للدماغ، وحتى الذين يفضلون المملحات يتجهون نحو الجبنة وغيرها، ولكن الخطورة واحدة.
وتحذر فلورانس من أن الأكل لمدة ثلاثين ثانية أو خمس دقائق هو بمثابة ميل إلى تكرار تناول اللقمة بعد اللقمة، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة متدرجة في الوزن.
وتربط الخبيرة بين الرغبة في تناول السكريات ومعدل هرمون الهدوء (سيروتونين) الذي ينخفض عادة عند شعور الشخص بالضجر، وبرفعه نشعر بالتحسن، مشيرة إلى أن هذا النوع من الشعور يحدث غالبا في المساء، ونصحت بأخذ مكملات غذائية برفع هذا الهرمون من أجل تلافي الرغبة في تناول السكريات والحلويات.
وتقول فلورانس إن على المرء أن يسأل نفسه عندما يلجأ إلى الحلويات: هل الجوع الذي يشعر به من المعدة أم من الدماغ؟ وإذا كان هذا الأخير فعليه أن يبحث عن حل آخر، لأن هذا النوع من الجوع يمكن أن يُسد بحركة ما تجعلنا نبتعد عن الشعور بالضجر.
وتقترح حلا آخر لمن لا يستطيعون منع أنفسهم من تناول شيء ما عند الشعور بالفراغ، وذلك أن يقسموا وجبتهم الاعتيادية كالغداء فيحتفظوا بالحلويات للمساء.
وتنبه الخبيرتان إلى أنه من الضروري أن يكون لدى المرء وعي بما ينبغي أن يتناوله للشعور مبكرا بالاكتفاء، ونبهتا إلى أنه ليس صحيحا أن نداوم على تناول الطعام دون أن نكون جائعين.