بورصة الكلام: مؤلف مسرحي ساخر يستنطق تناقضات الواقع
1783 مشاهدة
صدر حديثا للسناريست والكاتب المسرحي محمد عز الدين سيدي حيدة نص مسرحي جديد موسوم ب » بورصة الكلام »، عن مؤسسة الآفاق للدراسات والنشر والاتصال، وهو مؤلف من الحجم المتوسط يضم بين دفتيه 96 صفحة.
« بورصة الكلام » مولود مسرحي جديد يتمم تشكيلة فسيفساء الخزانة المغربية والعربية، تمخضته تجارب ارتجالية لطلبة المسرح ، حيث تناسلت عنها أفكار ومشاهد تحكمها بنية ذات حبكة، تمتح تيمتها من المعاش اليومي الذي اختلت فيه مشروعية القيم الإنسانية، كما جاء في الكلمة الاستهلالية للكاتب، معتبرا نصه مرآة عاكسة لمجتمع تهاوت فيه أسس السلم الإجتماعي، منتقدا في السياق ذاته المثقفين لتخليهم عن دورهم الطلائعي والإصلاحي وتنصلهم من مسؤولياتهم الأدبية الأخلاقية والاعتبارية وركونهم إلى الحياد المطلق.
وأفرد الكاتب المسرحي الكبير عبد الكريم برشيد تقديما مطولا دسما أشار من خلاله إلى أن النص « تجربة مسرحية تجمع بين الفن المسرحي والحكي الشعبي الذي يعكس الإنتماء الأصيل لمدارس المسرح القديمة والجديدة الغنية بوعي نقدي ساخر حد البذخ، معتبرا أحداث المسرحية بيانا تنظيريا – مانيفست- يؤسس لرؤية مسرحية مختلفة ومخالفة، مستطردا: « نحن أمام نص مسرحي حي مُقتطع من نسيج الواقع اليومي الحي، نص به وقائع وأحداث ومشاهد وحالات وأفعال وانفعالات وتفاعلات صادقة وحقيقية، حتى وكأنك تقرأ ما تقوله الشخصيات في المسرحية تتخيل نفسك وكأنك تعيش معها وأنك فعلا داخل حارة وحومة شعبية… »
من جهته أشار الأديب والشاعر عبد الحق ميفراني إلى أن روح المربي والمؤطر ونفس المسرحي والفاعل الجمعوي المتمرس، الأستاذ والمنشط والمدبر للعديد من التظاهرات. ضمن هذا السياق تولد النص المسرحي « بورصة الكلام » في نقد صارخ للإغتراب اللساني والروحي الهويات الذي بدأ يعم المشهد ككل.
« بورصة الكلام « كتاب تلاقحت فيه عوالم شخصيات القصة على ركح ورقي، تترجم سعة خيال كاتبه ،واستنطاقه لواقع متناقض بعيدا عن التزييف، ليهبنا نصا ثريا يزين رفوف المكتبات المغربية وعوالم المسرح. « بورصة الكلام » نص تشدك شخصياته المتناقضة المنبثقة من وحي الواقع، شخصيات خرجت منه لتعود إليه تارة أخرى.