وجه المجلس الوطني للصحافة والنقابة الوطنية للصحافة المغربية دعوتهما إلى مختلف وسائل الإعلام، من أجل الالتزام بأخلاقيات المهنة ومبادئها النبيلة وقواعدها، مُنبهان إلى أن تغطية الفواجع الإنسانية، تعتبر محكا رئيسيا لمدى احترام الصحافة لمسؤوليتها الاجتماعية، وحرصها على أن لا تحول الفواجع إلى وسيلة للربح والارتزاق،  مُحذران من أن تتحول المآسي  « إلى مجال للربح المادي والإثارة الرخيصة، لزيادة عدد المشاهدات وغيرها من أساليب المتاجرة في المآسي الإنسانية ».

وأكد بلاغ للمجلس الوطني للصحافة “أنه بصدد ضبط مختلف الخروقات التي قد تستحق المتابعة التأديبية، لتفعيل ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة، طبقا لما يسمح به القانون المحدث للمجلس ونظامه الداخلي ومسطرة التصدي التلقائي للانتهاكات”، وذلك بعد إقدام إحدى الصحف الإلكترونية على استجواب أسرة الطفل، وتصريحها “بشكل فاضح كون  هذا التصوير سيرفع عدد المشاهدات”، بالإضافة إلى توظيف الوضع النفسي للأسرة، بطرح أسئلة لا علاقة لها بقواعد الصحافة، في عمل تجاري بحت، مستغلة الارتباك والحزن الشديدين، وخوف أفراد عائلة ريان وهم ينتظرون عملية نجاح إنقاذ ابنهم.

في الآن ذاته سجلت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن بعض التغطيات الصحافية للعملية المذكورة شابتها ممارسات فيها ضرب لأخلاقيات المهنة من جهة، مشيرة إلى أنه ”توظيف يبتعد عن قيم التآزر والتضامن في مثل هذه الحالات، وهو توظيف يصل أحيانا إلى السماح ببث أنباء غير موثوق منها”.
ودعت النقابة عموم المراسلين والصحافيين المتواجدين بمكان الحادثة، وكذا كل المواقع والمنابر المهنية، إلى التحلي بأخلاقيات المهنية التي تفرض التثبت من الخبر قبل إعلانه، والابتعاد عن العناوين والجمل التي تحفل بالإثارة، كما طالبتهم بانتقاء المحاورين ممن تتوفر فيهم الأهلية، والابتعاد عن محاورة وتصوير القاصرين.
وذكرت النقابة بأن المغاربة اليوم أمام “لحظة وطنية وإنسانية تتطلب أن يكون الهم الأساس لنا جميعا هو إنقاذ الطفل ريان، وإمداد الرأي العام بالمعلومة الموثوقة، وبالتالي فإن السقوط في فخ البحث عن الإثارة على حساب الحقيقة يسيء لنبل المهنة وقيمها”.

كما أشادت  بالعمل الذي تقوم به المواقع الصحافية آثروا الانحياز إلى أخلاقيات المهنة، وإلى الاحترافية في النقل والأخبار والتعليق وانتقاء المحاورين بغية النقل الأمين لما يقع بمكان الحادث.