الدعوة إلى تكييف عروض التمويل مع الحاجيات والخصوصيات الجهوية


مشاهدة : 303

الدعوة إلى تكييف عروض التمويل مع الحاجيات والخصوصيات الجهوية

دعا المشاركون في الندوة الافتتاحية للمعرض الافتراضي الأول لثقافة المقاولة والمقاولة الصغرى، اليوم الخميس، بمراكش، إلى تكييف عروض مواكبة وتمويل المقاولات الصغرى والمتوسطة والمقاولات الصغيرة جدا مع حاجيات وخصوصيات مختلف الجهات بالمغرب.

ودعا المتدخلون خلال الندوة الافتتاحية لهذه التظاهرة، التي ينظمها المركز الجهوي للاستثمار مراكش-آسفي، يومي 11 و 12 نونبر الجاري، إلى التقريب بين الرؤية الاستراتيجية والمركزية وبين الحاجيات والخصوصيات الجهوية، في مجال النهوض بريادة الأعمال.

وأبرزت مستشارة وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، السيدة إيمان بلمعطي، الإرادة القوية على الصعيدين الوطني والجهوي للنهوض بثقافة المقاولة لدى الشباب، والتي توجد في صلب النموذج التنموي الجديد.

واستعرضت السيدة بلمعطي، في هذا السياق، مختلف البرامج الموجهة للنهوض بريادة الأعمال ومواكبة الشباب حاملي المشاريع، مشيرة إلى أن قانون المالية الجديد يولي أهمية كبيرة لهذه الإشكالية السوسيو-اقتصادية، وذلك طبقا للتوجيهات الملكية السامية.

وأضافت أن الحكومة بصدد إعداد العديد من المبادرات التي سيتم إطلاقها قريبا، مشددة على ضرورة التقريب بين مختلف الرؤى في هذا الميدان، من خلال رؤية مندمجة قادرة على النهوض بثقافة المقاولة في المغرب.

من جهته، سلط المدير العام لشركة “تمويلكم” (صندوق الضمان المركزي سابقا)، السيد هشام السرغيني، الضوء على المهام الجديدة التي تضطلع بها هذه المؤسسة المالية العمومية، والتي تعد المتدخل الوحيد للدولة في مجال الضمان العمومي للتمويلات.
وأوضح السيد السرغيني أنه موازاة مع نشاطها المتعلق بالضمان، تتدخل “تمويلكم” بمعية شركائها في القطاع المالي من أجل الاستجابة لحتياجات المقاولات المغربية، بفضل حزمة من آليات التمويل الملائمة، الكفيلة بمواكبة طفرة الاقتصاد الوطني.

وأضاف أن “تمويلكم” التي تعمل في تكامل مع المؤسسات المالية الأخرى، تم إحداثها من أجل تصحيح بعض الثغرات في سوق التمويل، مسجلا أنه في إطار رؤية هذه المؤسسة التمويلية ” تحظى المردودية الاجتماعية بالأولوية على المردودية الاقتصادية”.

وقال إن “ثقافة المقاولة توجد في قلب تدخلاتنا”، مستعرضا مختلف البرامج التي تستهدف المقاولات الناشئة المبتكرة، كرافعة هامة للتنمية.

وأضاف أن “مؤسستنا تولي أيضا أهمية كبيرة لإدماج الاقتصاد الأخضر وللقطاع الرقمي، وأن (تمويلكم) بصدد التفكير في منتوجات جديدة”، داعيا إلى ملاءمة المنتجات التمويلية مع خصوصيات الجهات.

من جانبها، شددت رئيسة لجنة “المقاولات الناشئة والتحول الرقمي” بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، السيدة مريم الزايري، على ضرورة الانتقال من “مقاولات البقاء” إلى مقاولات ذات قيمة مضافة عالية، محدثة لفرص الشغل والثروة، معتبرة أنه يتعين على مختلف الفاعلين العمل على التعريف بهذه الحيوية والدينامية التي يعرفها المغرب على مستوى ريادة الأعمال، وكذا بمواهبه التي تحتاج فقط للمواكبة والاستثمار.

ولاحظت، في هذا الإطار، أن الأزمة الناجمة عن فيروس كورونا أبانت عن متانة نموذج الأعمال المغربي، مبرزة جهود وبرامج الاتحاد العام لمقاولات المغرب من أجل ضمان التحول الرقمي للمقاولات المغربية.
أما السيدة هند القادري المستشارة بالبنك الدولي، فقد كشفت أن النموذج التنموي الجديد يطمح إلى تحقيق معدل نمو سنوي قدره 6 بالمئة، مبرزة أن هذا الطموح رهين بانخراط قوي جدا من قبل القطاع الخاص.

كما دعت السلطات العمومية إلى العمل على جعل الابتكار والبحث العلمي في خدمة المقاولات ووضعه رهن إشارتها، من أجل تحسين تنافسيتها على الصعيدين الوطني والدولي، مبرزة، بالمناسبة، البرنامج الطموح لإدماج الشباب، الذي باشرته جهة مراكش- آسفي، بشراكة مع عدة أطراف، من ضمنهم البنك الدولي.

وينظم المركز الجهوي للاستثمار مراكش- آسفي، على مدى يومين، أول معرض افتراضي خالص موجه لثقافة المقاولة والمقاولة الصغرى.

ويتوخى هذا الحدث السوسيو – اقتصادي، بحسب المنظمين، توفير وساطة فعلية ومجانية للمقاولين، مع تيسير المسلسل المقاولاتي من خلال أرضية المركز الجهوي للاستثمار مراكش- آسفي، والذي نجح في تجميع المنظومة برمتها في أداة رقمية واحدة، متيحا بذلك القرب والانسيابية اللازمتين للولوج إلى الخدمات المقاولاتية للجهة.

وخلال المعرض، سيتناول الكلمة ثلة من الشخصيات الجهوية والوطنية والعالمية، باعتبارهم نماذج ناجحة في عالم المقاولة، في مجالات شتى من قبيل التجارة الإلكترونية والتوزيع، والصناعة، والتصميم، والتمويل، بغية تقديم عوامل النجاح التي طبعت مسارهم وتقديم توصيات للشباب تهم المعايير اللازمة لرفع وكسب الرهان المقاولاتي.

ويضم المعرض أروقة، كما سيتم تنظيم موائد مستديرة وورشات موضوعاتية تتمحور حول قضايا التمويل والتكوين والمواكبة، يؤطرها مهنيون، إضافة إلى صناع القرار الوطنيين.

ويمكن المعرض كل مقاول من أخذ موعد على الإنترنت، لدى البنوك والمؤسسات العمومية، والمسؤولين عن التنمية المقاولاتية والاجتماعية الممثلين، بغية إيداع ملف مشروعه والاستفادة من الحلول لكل مسألة أو عنصر محوري في إنجاز مشروعه.

وتتمحور الورشات الموضوعاتية حول مواضيع رئيسية هي كيفية الانطلاق في عالم المقاولة، والمهارات الشخصية، والتمويل والجانب القانون، والتصميم والتفكير، والرقمنة والتجارة الإلكترونية والتجارة والتوزيع.

ووجه المركز الجهوي للاستثمار مراكش- آسفي الدعوة لكافة المقاولين المحتملين والشباب حاملي الشهادات إلى المشاركة بكثافة في هذه التظاهرة الافتراضية 100 بالمئة، والتي تضع رهن إشارتهم مختلف العروض الموجودة والموجهة إلى ريادة الأعمال بالجهة، إضافة إلى كل المعلومات اللازمة المتعلقة بإحداث المقاولة، وذلك بهدف مواكبة إحداث مقاولات صغيرة جدا وصغرى ومتوسطة، والتأكد من ديمومتها واستدامتها.

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :