.الدراعية الصحراوية…الإرث المغربي المشترك

2817 مشاهدة

.الدراعية الصحراوية…الإرث المغربي المشترك

ألاصول التاريخية.. للدراعة الصحراوية…!
آثار بعض المتعصبين في الايام الاخيرة عن جهل بحقائق التاريخ، على وسائل التواصل الاجتماعي، موضوع زي الدراعة المعروفة بالدراعة الصحراوية، مدعين أنها زي تختص به منطقة معينة وهي منطقة الصحراء المغربية، ونحن لاننكر فضل هذه المنطقة في الحفاظ على هذا الزي التقليدي المغربي، لكن ما يجب ان يعلمه هؤلاء هو أن الدراعة تعتبر ارثا مغربيا مشتركا، بين جميع القبائل المحسوبة على منطقة سوس بما فيها السوس الادنى، التي يمتد مجالها الجغرافي الى وادي نون، حيث تبدأ منطقة السوس الأقصى الممتدة إلى عمق الصحراء المغربية.
بالمناسبة وافاني أحد الباحثين المختصين في تاريخ الزي والطبخ المغربيين هو الاستاذ هشام الاحرش، بمعلومات تؤكد ان زي الدراعة كان عبر العصور زيا مغربيا قديما، وان المؤرخ المغربي الادريسي وهو مؤرخ عاش في القرن الثاني عشر، أورد في كتابه « نزهة المشتاق »، أن الدراعة كانت في ذلك العهد، هي زي الملوك المغاربة والعلماء والوجهاء، وانها كانت كذلك هي زي قبائل صنهاجة التي تاسست مها دولة المرابطين، وباعتبار ان الدراعة والعمامة السوداء كانت هي الزي الرسمي للمرابطين، فقد لقبوا بالملثمين، كما ان قبائل المنطقة المغاربية والاندلس التي كانت تحت حكم المرابطين والموحدين، كانت تتدثر بها وكما تروي كتب التاريخ فأن ابا عنان المريني، عندما عين امام مسجد القرويين الذي كان يعين من قبل الملوك المغاربة، أسوة بامام الحرم الذي كان يعين من قبل أمير مكة، كانت الهدية الملكية للامام هي دراعتين.
مرورا بالمرابطين والموحدين والمرينيين، وصولا إلى السعديين الذين حكموا المغرب منذ بداية القرن السادس عشر، حيث تحكي الروايات التاريخية أن محمد الشيخ عند ما دخل الى مدينة فاس، كان يرتدي الدراعة لذلك لقبه أهل فاس ببودراعة.
وللمزيد من التأكيد أن الدراعة كانت زيا مغربيا ارستقراطيا، في ذلك الزمن هي الرسومات التي زينت بها جدران قصر الحمراء بالأندلس، والتي ترمز إلى أنها كانت ايضا في الأندلس، هي زي نخبة الامراء والعلماء والوجهاء.
علما ان هجرة القبائل العربية الى المغرب واستوطنت الصحراء كقبائل بني هلال وبني عقيل وعرب الصباح، لم تقع الا في عهد الموحدين ومع مر الزمن تكيفت هذه القبائل مع العادات والتقاليد المغربية ومنها ارتداء الدراعة.
كفى تعصبا قبليا والا قلنا أن كلا من الجلابة اوالسلهام او القفطان خاص بمنطقة مغربية معينة، بل ان هذه الازياء جميعا ثرات مغربي مشترك، كما ان الكسكس والطجين مغربيان وكفى.؟

اخر الأخبار :