الجائحة تكشف النقاب يوميا عن إفلاس منظومتنا الصحية

2626 مشاهدة

الجائحة تكشف النقاب يوميا عن إفلاس منظومتنا الصحية

الحوادث الصحية..واستخلاص الدروس من محنة الجائحة…!
تؤكد الحوادث اليومية أهمية واولوية قطاع الصحة والتعليم، في مشروع أي نموذج تنموي يمكن اعتماده مستقبلا، وعلى لجنة الكفاءات الملكية المنكبة حاليا، على وضع اللمسات الأخيرة على مشروعها قبل عرضه على أنظار جلالة الملك، أن تعي هذه الحقيقة وتجعل القطاعين معا هما قطب رحى مشروعها لضمان شروط نجاحه.
كنا نعتقد أن المسؤولين عن قطاع الصحة، قد استخلصوا الدروس والعبر من محنة جائحة كورونا، وقاموا بمراجعة كثير من السلوكات المتبعة داخل مستشفياتنا العمومية، لكن يبدو أن دار لقمان لازالت على حالها، وان شيئا لم يتغير وان غياب الأجهزة الضرورية والادوية وكذا اهمال المرضى من قبل اطبائنا وممرضينا، ظل هو سيد الموقف في مستشفياتنا العمومية، وكان ضحايا الجائحة هم شهود عيان على ذلك، بل حتى في المصحات الخاصة التي تتعامل مع نزيلها المريض، بنفس الأسلوب الذي تتعامل به فنادق من فئة خمسة نجوم مع نزلائها، حيث تكلفة المبيت في غرفة بالمصحة تفوق اضعافا مضاعفة تكلفة الفندق، فالاهمال وانعدام العناية بالمرضى هو السمة الغالبة فيها، بالإضافة الى غياب الأجهزة والكفاءات الطبية اللازمة، اذ كثيرا من المصابين بفيروس كوفيد19، قضوا بسبب الاهمال الطبي اوانعدام الادوية والات التنفس الصناعي، وكان بالامكان انقاذهم من الموت لو توفرت العناية الطبية.
قد نجد عذرا للمستشفيات العمومية، لكونها لاتتوفر على الامكانيات التي تتيح لها تحسين خدماتها، لأن ميزانية وزارة الصحة لاسباب غير مبررة واقول غير مبررة، نظرا لكون بعض القطاعات تستنفد بدون جدوى من امكانيات هائلة، ليست في حاجة إليها فضلا عن غياب الحكامة الجيدة، فان ميزانيتها تعتبر هزيلة إلى حد بعيد إذ هي لا تستطيع ان استمرت على وضعها الحالي، أن تقدم شيئا لان فاقد الشيء لايعطيه، واذا أضيف إلى ذلك عامل آخر لا يقل أهمية ويتعلق الامر بتاثير الاغراءات المادية للقطاع الخاص، الذي كان سببا في الهجرة الشبه الجماعية لاطباء القطاع العام نحو القطاع الخاص، فليس أمامنا سوى إعلان إفلاس القطاع وترك المرضى يواجهون مصيرهم المجهول ولا من يأخذ بيدهم.
كانت الوفاة المفاجئة للصحفي صلاح الدين الغماري، إضافة جديدة في باب الاهمال الطبي، فحسب ما حكاه جيرانه فإن عائلته عندما داهمته الوعكة الصحية، اتصلت بسيارة الاسعاف التي لم تصل الا بعد مرور أزيد من ساعة، وعند وصولها اكتشف اهل المريض انها لاتتوفر على جهاز التنفس الصناعي، مما اضطرهم إلى الاستنجاد بسيارة إسعاف خاصة، وبعد انتظار وصولها كانت قد وقعت الواقعة وكان الصحفي قد دخل في غيبوبة، اذ بمجرد وصوله الى المسشتفى أعلن الطبيب الذي عاينه انه فارق الحياة منذ لحظات، وكان بالامكان اسعافه لوتم ذلك بالسرعة المطلوبة، اجل نسلم بالقدر لكن القدر الذي يأتي بعد الحذر يكون وطؤه اخف على النفوس.

اخر الأخبار :