مشاهدة : 2179

البروفيسور عز الدين ابراهيمي يكتب: معادلة الخروج من الأزمة…

البروفيسور عز الدين ابراهيمي يكتب: معادلة الخروج من الأزمة…


سأحاول الحديث عن أخر مستجدات الموجة الأوروبية و موجة أوميكرون و البروتوكول التلقيحي… و نجيب عن بعض الأسئلة المطروحة… و التساؤل… هل هناك معادلة للخروج من الأزمة و التأقلم و التعايش مع الفيروس… و لكن قبل ذلك…

و نحن نثمن ما نعيشه من استقرار وبائي كما تشهد بذلك جميع الوكالات الصحية الدولية و على رأسها السدس الأمريكية و التي صنفت المغرب في اللائحة الخضراء و القسم الأول من الدول المستقرة وبائيا… و الحمد لله… و نحن نرى ما يجري حولنا في أوروبا و إفريقيا و نثمن ما نعيشه… يجب أن لا ننسى من تضرروا من قريب أو بعيد بإجراءات غلق الحدود… و أنا في طريق العودة من مراكش المنكوبة، أعرب عن تضامني مع كل من تضرروا ماديا و اقتصاديا و الكثيرين الذين وجدوا أنفسهم في وضعية حرجة خارج البلد و أتمنى أن نجد حلولا استعجالية لهؤلاء… و أتفهم انتقادهم لأجرئة هذه القرارات و التي تكون دائما مفاجئة و بدون مقدمات و بدون تواصل… و أؤكد أننا سنترافع عنهم كلما أتيحت الفرصة لنا دون الانجرار إلى « صراع الديكة »… فهذا ليس وقت الإبداع في نفش الريش و الغباء التواصلي و نحن في عز الوباء…

1- كم موجة نعيش… اليوم؟

في الحقيقة يعيش العالم موجتين و لأول مرة موجتين متوازيتين… موجة دلتا بلوس بأوروبا و أوميكرون في جنوب إفريقيا المهددة للعالم…

2- ماذا عن موجة أوروبا؟ 

تقترب الكثير من هذه الدول الأوروبية من مرحلة الذروة و لكن سيبقى أثر هذه الموجة إلى ما بعد أعياد الميلاد… و هنا و كما قلنا سابقا فهذه الموجة تعتبر في أوروبا موجة غير الملقحين و بعض الذين ترددوا في أخذ الجرعة المعززة بعد ستة أشهر و الذين يملؤون حجر الإنعاش في هذه الدول… الأمل في هذه الموجة أن جميع الدول تواجهها بدون إجراءات تشديدية مما يقربنا للسيناريو الأقرب واقعية في مواجهة الكوفيد… فيروس ينتقل بين الأشخاص و لكن لا يقتل… مما ينقلني للحديث عن أوميكرون و فتكه…

3- هل أوميكرون أفتك من دلتا؟

في البداية يجب أن نعلن أن جل النتائج الأولية التي نحصل عليها فهي من جنوب إفريقيا و هي جزئية… و تؤكد أن أوميكرون حتما لن يكون أخطر من دلتا في المرض الناتج… و لكن يجب أن ننتظر بعض الوقت لنعرف إن كان كوفيد أوميكرون أخف ضررا من مرض دلتا… و الأخبار المتوافدة من بريطانيا تحمل كثيرا من الأمل في هذا الاتجاه… فرغم عدد طفراته الكبير والمخيف، فال581 شخص المصابين بأوميكرون لم يدخل أحد منهم من المستشفى… و حتى لا نفرط في التفاؤل وجب انتظار النتائج الكاملة و النهائية…

4- هل ينتشر بسرعة؟

نعم و كل البيانات المرفقة اليوم توضح ذلك بجنوب إفريقيا… و لكنه يجب أن نبقى حذرين في معرفة نتائج المواجهة الحاسمة بين دلتا و أوميكرون و ما ستسفر عنه في أوروبا… بريطانيا تعرف حاليا هذه المواجهة مع بداية انتشار أوميكرون… و سنترقب النتائج الأولى قريبا…

5- المناعة المكتسبة باللقاح و أوميكرون؟

تبين النتائج الأولى و كما كان محتملا أن هناك انخفاض للمناعة بعد جرعتين من اللقاح و لكن الخبر الذي يحمل الكثير من الأمل… أن الجرعة المعززة تمكن من حماية كافية في مواجهة أوميكرون (الجدول المرفق)…و هذا يطرح سؤالا حول البروتوكول التلقيحي الذي يجب اعتماده الأن…

6- ما نوعية البروتوكول التلقيحي؟

و في هذا الصدد يجب أن نذكر بأنه و كما كررنا مرارا… بأننا في مواحهة فيروس متحور و يلزمنا أن نحين كل مرة ما نعرفه من معلومة علمية حتى نتمكن من إصدار التوصية المناسبة و المحينة في مواجهة جائحة متحورة… وعليه يبدو لي اليوم، أن البروتوكول التلقيحي الفعال و الناجع جرعتين من اللقاح زائد جرعة معززة… و تبين جميع المعطيات أن هذا البرتوكول يمكن الملقحين به من استجابة مناعية  ضد جميع السلالات… و يمكن المنظومات الصحية التي اعتمدته بالصمود في وجه الموجتين دلتا بلوس الأوروبية و أوميكرون الجنوب إفريقية… و المفارقة اليوم هو أنه يستلزمك انتظار شهرين للحصول على موعد من أجل الجرعة المعززة… بينما في المغرب….

7- المعادلة للخروج من الأزمة؟

بعد عامين من الجائحة و موجات متعددة للسلالات، أصبحت المعادلة للخروج من الأزمة واضحة و لا تحتاج إلى خبير:

الاجراءات الاحترازية + التلقيح بجرعتين و الجرعة المعززة =

إنقاذ ارواح + عودة للحياة « الطبيعية »…

و يبقي بيد كل واحد منا و مسؤولية كل أحد منا الانخراط في الرفع من وتيرة و التسريع للخروج من الأزمة… الحل في يدنا اليوم كأشخاص…

في الأخير، وكما قلت مرارا أن التواصل هو مفتاح الخروج من الأزمة و ربما أهم من الدواء و اللقاح في عز جائحة كونية… علينا بالتواصل العلمي السلس و المتواضع… لذا فالكل سيتفق معي برفض أي مزايدات تواصلية… أكانت مؤسساتية أو فردية… نرفض أن ندخل في هذه المزايدات… لأن تضخم « أنا » البعض لا تعنينا … لأننا محقنا ذواتنا من أجل هاته المهمةً التي تسكننا… مساعدة المغرب للخروج من الأزمة… نعم سنبقى أوفياء لهذه المهمة السامية بكل تطوع و كواجب وطني… و سنبقى أوفياء لخارطة الطريق التي خطها ملك البلاد و التي نؤمن بها حتى النخاع…

رسالتنا للجميع و بكل محبة… لنمحق « الأنا » فينا و لنستمر في تأسيس « نحن » من أجل مغرب متضامن رغم الجائحة و مغرب أفضل لما بعد الكوفيد… و الله ولي التوفيق…

وحفظنا الله جميعا…

6 commentaires sur “البروفيسور عز الدين ابراهيمي يكتب: معادلة الخروج من الأزمة…

  1. 251552 655106I used to be far more than happy to seek out this internet-site.. I dont even know how I ended up here, but I thought this post was excellent. A whole lot more A rise in Agreeable. 232255

  2. 176401 790622Howdy! Do you know if they make any plugins to safeguard against hackers? Im kinda paranoid about losing everything Ive worked hard on. Any suggestions? 570431

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :