افتتاح الميركاتو الشتوي لبطولة الصيف الانتخابية بمزاد مفلس
1995 مشاهدة
تحول المشهد السياسي عشية الانتخابات المزمع تنظيمها الصيف المقبل الى حلبة لسباق خيول الرهان الخاسر، بتهافت الأحزاب على مرشحين استنفذوا كل ما كان بحوزتهم من ثقة الناخبين واستيأسوا وانتهوا إلى مبلغهم من العجز والفشل والعنة.
وتنبهت الأحزاب إلى أن الوقت يدركها فافتتحت مزاد الميركاتو على فاعلين ليس في رصيدهم غير حسابات مصرفية مثخمة أو عضوية في مجلس ما يزالون على الأرجوحة، تتقاذفهم المواقف والمصالح فيما تصطف طوابير مناضلي الأحزاب لاسيما من الشباب على فتات هامات القوائم الانتخابية.
ونشطت هذه الأيام مجالس الصالونات المخملية التي تولِمُ قادةَ الأحزاب وكبارَ ساستها على موائد الوعود بالمكاسب حتى الثخمة التي تُشَيِّعُهم في قيلولةٍ هامسة إلى أحلامٍ ناعمةٍ تدغدغ بوَثِرةِ كرسيِّ الوزارة وسمو السُّدة كياناتِهم المثخنةَ بالأنفاس المضغوطة.
ومع شخير الصدور المثقلة بعبء هموم المرحلة، وامتحان المهمة الصعبة في سفر الانتداب الشاق لرئيس الحزب أو أمينه العام أو كاتبه المتقدم، يتسرب همسُ المناجاة على المآدب الدسمة التي لا ينال مناضلي القواعد الحزبية لا لحومُها ولا شحومُها ولا ما يتعقب الشبعةَ من وليمتها.
يلتقي في هذه الصالونات مع سياسيين فقأتْ عيونَهم تركةُ هالكٍ يحتضرُ ونعشُه محمولا على كتفيه بوشاحِ ولايتين والثالثةُ أفقٌ كالسراب المخادع، أعيانٌ في مؤسسات الادخار الانتخابي من فائض الريع في مواقع المسؤولية الانتخابية التي لا ينتهي الوصول إليها ضرورة ولزوما بالصوت الانتخابي وحده وباستثمار قيم المواطنة والديمقراطية وحسْب.
يأتون موسوطين ومعم توصيات بإياكَ… وبالمجلسَ المجلسَ، وحتى إذا تلقَّنوا استعانوا بالكثمان لقضاء حاجة في نفس الواسط أسَرَّها ثم قضاها.
إن « للعب قواعده » التي تحكمه وهي الثابت في كل التحركات المشهودة لقيادات أحزاب تحولت تنظيماتها الى ما يشبه ميليشيات تقودها فيالق المرتزقة للتوشيح بأوسمة النضال المزعوم في معارك النخاسة وصراع القذارة والبذاءة الذي يكسب حروبَه المالُ الوسخُ، وأما المتحول فهم أدواتُ اللعب التي لا يهُمُّ أن يكون معدنُها صدئا رخيصا أو معدنا لامعا مغشوشا.
وقد تواتر اللعب بقواعده وأدواته، وتواطأ الجميع في القبول به تسلية وتزجية للوقت مضيعةً على البلاد تنميةً وتقدماً ونهضةً ورخاءً… وما أشفق سوى على الذين ما يزالون على طوية المؤمنين في بطولة الشياطين.
(انته