إماتة ثلاثة من رجالات مراكش السبعة والمدينة تختنق بلا نفس روحي

2094 مشاهدة

إماتة ثلاثة من رجالات مراكش السبعة والمدينة تختنق بلا نفس روحي

يصطدم زوار مدينة مراكش ملتمسو البركات لدى أولياء المدينة السبعة بإغلاق أضرحة الصلحاء يوسف بن علي والقاضي عياض وعبد العزيز التباع بسبب أشغال الترميم في إطار مشروع الحاضرة المتجددة الذي ما يزال يراوح مكانه.

وبضريح سيدي يوسف بن علي الذي انتهت به الأشغال، توصد الأبواب في وجه القاصدين للزيارة والترحم والتبرك، بسبب الغياب المستمر للقيم والمحافظ، وصرف النظر من جانب الأوقاف والشؤون الإسلامية عن الاهتمام بالأضرحة كرافعة من رافعات جذب السياحة الداخلية باستقطاب آلاف المريدين والزوار والسياح الذين لا ينظرون إلى وجهة مراكش سوى من خلال بوابات أوليائها السبعة…

وفي ضريح الولي القطب القاضي عياض اليحصبي، طالت مدة الأشغال حتى ليكاد يخيل للواقف بباب الروضة أنه امام طلل هوى أو دمنة دارسة، وحالت الأقفال بين الراقد في جنته ومريديه لكأن أقدار هذا الزمان قضت أن تعرف مراكش بغير القاضي عياض الذي ربما أصبح اسما بلا علم شهد التاريخ أنه لولاه ما عرف المغرب كما درج في المأثور…

وغلّق توقُّفُ الأشغال مصارع ضريح سيدي عبد العزيز التباع، وأسدل الغبار عليه ستائر النسيان وطوى ذِكرَه لدى زواره والمختلفين إليه ممن يريدون إتمام طواف التبرك في رحلةِ التماس الاحتظاء بالحاجة وقضاء المأرب بالتزود الروحي والامتلاء الصوفي والتطهُّر بالدعاء والصلاة والتسليم في حرم الأولياء الصالحين المشهود لهم في مراكش أن زيارتهم بالترتيب تُقضى فيها الحوائج عن قريب.

وليس من مبرر للتلكؤ في تسريع وتيرة الأشغال ضمن مشروع الحاضرة المتجددة، لإتمام الممرات الروحية بالمواصفات العمرانية والحضارية والتاريخية وقد تهيأت لها كل شروط الإنجاز بنجاح برعاية سامية من عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس في توفير الموارد المالية الكافية والموارد البشرية المتخصصة والمؤهلة، سوى أن يكون مطاف رجالات مراكش السبعة خارج اهتمام الأجهزة الوصية والسلطات المكلفة والمقاولات والمؤسسات المشرفة على المشروع، خارج الاهتمام بالتنمية المحلية وليس من أولوية برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية

وكان يكون دعم السياحة الروحية من أهم عناصر الجذب السياحي لمدينة مراكش وعنصر استقطاب للسياحة الداخلية من المواطنين ومن الأجانب المقيمين إلى مدين واقعة تحت وطء الجائحة وتئن من شدة الأزمة الناجمة عن غلق الأجواء في وجه السياح الأجانب وفرض حالة الطوارئ الصحية والحجر، ومن انكماش الاقتصاد العالمي؛

غير أن اختيارات السلطات وإدارة الأوقاف والشؤون الاسلامية ومؤسسة العمران، إن كان لها ما يبرر البطء الثقيل في تنفيذ مشروع الحاضرة المتجددة، فإن ركام الأتربة وتلال الحجر ونقع الغبار وأد المواطنين في محلاتهم وبيوتهم وطمر سلعهم ودفن تجارتهم وأصبحت إثره مراكش حاضرة البوار والكساد.

 

 

اخر الأخبار :