مركــز نــــــور للترويـــــض الطبـــــي والتأهيــــل فـي بوسكـــــورة مشروع اجتماعي بأهداف ربحية تحت شعار مزيف –الحلقة الثانية-

3023 مشاهدة

مركــز نــــــور للترويـــــض الطبـــــي والتأهيــــل فـي بوسكـــــورة مشروع اجتماعي بأهداف ربحية تحت شعار مزيف –الحلقة الثانية-

هذا التقرير الإخباري الذي تنشره (مراكش7) في حلقات هو خلاصة سريعة لمعاينة شخصية على مدى أسابيع في تجربة مرت من مواقف كثيرة لم تخل من عنث ووعثاء في التواصل وفي تقييم الخدمات وتقدير التكاليف وإعداد الفواتير وترتيب الأداءات… ولا يتغي التقرير النيل من أي طرف على أي مستوى يتحمل مسؤولية في مركز نور الاستشفائي للترويض الطبي والتأهيل في بوسكورة

مركز نور: الاتجاه المعاكس

ليس في مركز نور ما يشي أنه منشأة اجتماعية لمؤسسة مدنية ذات نفع عام، إنه مركز طبي يستوحي نموذجه من واقع مستورد غير قابل للمقارنة مع وجود الفارق.

فلا تمييز سوى في الفواتير التي تثقل كاهل المعاقين والمرضى لاسيما النزلاء الخاضعين لنظام الحماية الاجتماعية من طرف مؤسسات التأمين أو من الصناديق الوطنية لمنظمات الاحتياط CNOPS أو الضمان الاجتماعي CNSS أو الذين يتحملون بذواتهم مصاريف العلاج والاستشفاء…

أما التدخلات العلاجية وخدمات الاستشفاء فسواء لا فرق، إلا من بعض الاستثناءات التي تعفي المركز من أعباء أدواره الموكولة إليه باعتبار اختصاصاته وتخصصه لاسيما في التغذية.

فالتغذية بمركز نور للترويض الطبي والتأهيل، لا تراعي الحالات المرضية ووضعيات النزلاء والفوارق  بينهم، ولذلك ربما يستنكف بعض المرضى من الإقبال على الوجبات المقدمة إليهم والغذاء من أطباقها مما يمكن معه ملاحظة أغلب زوار مرضاهم في أوقات العشية والساعات المسموح بها بالعيادة يأتون أقرباءهم النزلاء بقفف الغذاء لوجبات الأكل الشهية.

وكثير من النزلاء الذين دخلوا المركز يأكلون ويشربون بشكل طبيعي، يمضغون ويبلعون ويعبون كل مشروب ويرتوون، صاروا يتغذون أكلا وشربا بواسطة أنابيب عبر الخياشم…

وليس ذلك سوى من ضيق صدر المستخدمين والمساعدين وقلة صبرهم على المرضى النزلاء الذين لا يتمتعون بالوقت الكافي صبرا عليهم حتى يأكلوا ويشربوا عبر الفم والبلعوم كما تعودوا وكما ألفوا حتى أيامهم الأولى في مركز نور عند الاستشفاء.

إن بعض نزلاء مركز نور العاجزين عن الحركة والمصابين بشلل كلي يحتاجون الوقت الكافي بالمهارات التي تتوفر عليها تجارب المركز وخبراته في التعامل مع الحالات المشابهة، ليمارسوا حياتهم ونشاطهم اليومي بما تبقى لهم من الحركة والفعل وأضعف ذلك الأكل والشرب طبيعيا وليس بواسطة الانابيب والحقن إلا اضطرارا خصوصا وأن مهمة المستخدمين المساعدين لا تنحصر في التنقيل وفي تبديل الملابس وتنظيف المرضى…

إن العناية بذوي الاحتياجات الخاصة لشأن تخصصي ينهض بها المؤهلون الذين يوظفهم المركز لهذه الغاية من أجل التأهيل الذي يجعله المركز ذاته أولوية أولوياته، أما الاكتفاء بأبسط شروط هذه العناية وأضعف سبلها فذلك إنما هو أمر في متناول العامة تدركه الخاصة وتبادر إليه بما ملكت يدها، لا تحتاج فيه مركزا متخصصا على غرار مركز نور للترويض الطبي والتأهيل بأطقمه الإدارية والطبية وشبه الطبيه ومستخدميه وأطره الذي قال مدير المركز إنهم حوالي 247 فردا، وما راكموه من تجارب على مدى حوالي عقدين من الزمن.

 

الوجه والقناع

ويبدو جليا أن العناية في مركز نور ببوسكورة بهذه الفئة التي تشكو الهشاشة، مكلفة جدا ومصاريفها غالية تفوق القدرة الشرائية للمواطن المغربي وأعلى من نفقة ربة البيت لدى الطبقة الوسطى في المجتمع ببلادنا.

فالحفاظات من النوع المستورد وعدد مرات تبديلها في اليوم ست مرات بمعدل ضعف المتواتر في المستشفيات العمومية والمصحات الخاصة، والسعر المحدد لهذه الحفاظات في الفواتير المترتبة من المركز على نزلائه أغلى من الثمن المتداول لنفس الحفاظات في السوق، تجاهلا لما للمركز من اتفاقات مع الموردين من سوق الجملة ومن المتبرعين، وتجاهلا أيضا لليافطة التي يحملها بشعار ترويجي أنه واجهة طبية لمشروع مجتمعي إنساني تضامني تنهض به جمعية مدنية بأهداف مواطنة وطنية.

ويكشف مركز نور للترويض الطبي والتأهيل ببوسكورة في الفواتير عن وجهه الحقيقي بجشع رأسمالي على خلاف تام وفي اتجاه معاكس لأهداف النسيج الجمعوي الذي أنشأه، حينما يقرر الاستخلاص عن منتجات استهلاكية من مستلزمات الأدوات الصحية التي يتطلبها العمل في المؤسسات الاستشفائية من مثل القفازات البلاستيكية والكمامات والأفرشة ذات الاستعمال مرة واحدة وغيرها…

فلم يعد مطلوبا من المرضى النزلاء التوفير الذاتي الشخصي للأغطية والافرشة لاستعمالها لفائدتهم في غرف الاستشفاء وإلا استئجارها من إدارة المركز، بل هم مطالبون بالأداء عن مستلزمات وأدوات عمل الأطباء والمستخدمين التي هي في كل الأعراف واللوائح توفرها مراكز الايواء العلاجي سواء مستشفيات أو مراكز صحية أو مصحات وتتحملها ميزانياتها الخاصة ولا يتحملها المرضى أو ذووهم.

كما أن المحاليل التي يتغذى منها بعض المرضى النزلاء عبر الأوردة أو يتعالجون بها عبر الحقن سواء أملاح صوديوم أو سكر غليكوز، ويعتبرها الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي CNOPS من مشمولات تغطيته عند الإقامة والإيواء في خانة « منتجات استهلاكية Produits cnsommables » ولا يعوض عنها دون ذلك، يصنفها المركز ضمن الفواتير في خانة المحسوب على المريض- النزيل.

(يتبع)

7 commentaires sur “مركــز نــــــور للترويـــــض الطبـــــي والتأهيــــل فـي بوسكـــــورة مشروع اجتماعي بأهداف ربحية تحت شعار مزيف –الحلقة الثانية-

  1. 477065 559572Someone necessarily assist to make critically articles Id state. This is the first time I frequented your web page and thus far? I amazed with the analysis you produced to make this actual submit incredible. Exceptional activity! 186057

  2. 479036 336046This kind of publish appears to get yourself lots of visitors. How will you acquire traffic to that? It provides a fantastic unique twist upon issues. I guess having something traditional or possibly substantial to give information on will be the central aspect. 541276

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :