لليهود المغاربة حقوق شرعية
2607 مشاهدة
الجنسية المغربية لا تسقط عن صاحبها وان تجنس بغيرها.. انها خصوصية مغربية…!
ما يغيب عن اذهان الكثيربن هو أن لقب إمارة المؤمنين، لم يأت من فراغ ولم يطلق من باب العبث على ملوك المغرب، ولكن له أصول وجذور فهو يحمل معاني ودلالات قوية، اعتبارا للوضع الاجتماعي المتميز للمملكة المغربية، التي كانت عبر تاريخها الطويل الذي يعود الى ازيد من اثني عشر قرنا، مترامية الأطراف تمتد حدودها إلى عمق افريقيا جنوبا والى الاندلس غربا، حيث كانت تتعايش داخل هذا الوسط الاجتماعي الواسع، شعوب وقبائل تنتمي إلى ديانات ومعتقدات مختلفة، إسلامية يهودية مسيحية، وباعتبار أن اتباع هذه الديانات يدينون بالبيعة والولاء للملك، فقد كانت إمارة المؤمنين هي الحل الامثل للتوفيق بين عناصر نسيج اجتماعي متعدد الاعراق والديانات، انها خصوصية مغربية.
ان سر عدم سقوط الجنسية المغربية عن أي مغربي يعود إلى كون المواطنين المغاربة، حيثما حلوا وارتحلوا في بقاع العالم، يظلون رعايا صاحب الجلالة وان تجنسوا بجنسيات اخرى، كما هو الشأن بالنسبة لرعايا ملكة بريطانيا في كندا او نيوزيلاندا مثلا الذين يتبعون للتاج البريطاني.
قياسا على ذلك فإن اليهود المغاربة سواء كانوا في اروبا او في أمريكا او في إسرائيل او في اي بقعة من بقاع العالم، هم رعايا أمير المؤمنين مثلهم مثل جميع المغاربة المتواجدين في القارات الخمس، يحتفظون بجنسيتهم المغربية التي تترتب عنها تبعات الانتماء وكذا المسؤولية الروحية لأمير المؤمنين، الذي يسهر على رعايتهم ويعتني بشؤونهم، اذلا يمكن التخلى عنهم بحال من الاحوال، كما ان لهم الحق في العودة الى بلدهم متى شاءوا، فهم محل عناية وترحاب .
واذا كان ذلك هو حق أي مغربي ينتمي لتربة الآباء والأجداد، فلم يريد البعض حرمان اليهود المغاربة الذين يعود تاريخ وجودهم في المغرب إلى آلاف السنين؟، اذ ان وجودهم في المغرب سبق الكثير من الاجناس والاعراق، ومن ثم فمن باب اولى ان يعطى هذا الحق لليهود المغاربة، لزيارة بلدهم الاصلي لاسيما وانهم ظلوا متلعقين اشد ما يكون التعلق بوطنهم الاصلي، يدافعون عن قضاياه العادلة يفرحون لما يفرح له اخوانهم المغاربة ويحزنون لما يحزنهم، وعليه فان من واجب الإدارة المغربية أن تعمل على تسهيل زياراتهم لبلدهم، ومن اجل ذلك وكما هو الشأن بالنسبة لجميع بلدان المهجر توجد قنصليات مغربية تسهر على توفير الخدمات الاداربة للمواطنين من اصل مغربي، فانه سيتم فتح مكتب للاتصال في تل أبيب وفي الرباط لنفس الغاية.
فمرحبا باليهود المغاربة في وطنهم الاصلي.