وتعد الولايات المتحدة أكثر بلدان العالم تأثرا بجائحة كورونا، بعدما أصاب الفيروس أزيد من 9 ملايين شخص، توفي منهم ما يزيد عن 234 ألفا.
وفي أحد مستشفيات نيويورك، مثلا، توفي 30 في المئة من مرضى كورونا، خلال مارس الماضي، فيما لم تتجاوز نسبة الوفيات الناجمة عن المرض 3 في المئة خلال يونيو الماضي.
ولا يقتصر هذا التراجع على الولايات المتحدة، ففي إنجلترا أيضا، تكشف البيانات أن 4 من بين كل 10 مصابين في العناية المركزة كانوا يتوفون بسبب المرض، في مارس الماضي.
أما في يونيو الماضي، فوصلت نسبة المتعافين الناجين من الوباء إلى 80 في المئة، وهو ما يعني أن المرض صار أقل فتكا، وفق ما أوضحه الباحث في جامعة إكستر البريطانية، جون دينيس.
لكن بعض الباحثين يحذرون من الإفراط في التفاؤل لأنه لا يوجد أي دليل مؤكد حتى الآن على أن الفيروس صار أقل انتقالا من الشخص إلى الآخر، أو أنه أصبح أقل شراسة.
ويرجح بعض الخبراء أن يكون تراجع نسبة الوفيات وسط المصابين ناجما عن اتخاذ إجراءات لحماية الأشخاص الأكثر عرضة للمرض مثل كبار السن، بينما تزايد عدد المصابين وسط الشباب والأصغر سنا.
وفي أواخر أغسطس الماضي، كشفت الأرقام الصحية في الولايات المتحدة أن متوسط عمر المصابين هبط إلى ما دون أربعين سنة.
وتبعا لذلك، احتار باحثون إزاء هذا التحول، فهل صار الفيروس أقل فتكا بالفعل أم إن الأمر ناجم عن إصابة الشباب الذين لا تتدهور صحتهم بشكل كبير من جراء « كوفيد 19″؟
للإجابة عن هذا السؤال، قام باحثون من مركز « نيو لانغون » الصحي في نيويورك، بتحليل بيانات أكثر من 5 آلاف مريض بـ »كوفيد 19″ ممن رقدوا في ثلاث مستشفيات بين مارس وأغسطس الماضيين.
وخلصت النتائج إلى أن فيروس كورونا المستجد صار أقل فتكا بالفعل، ونفت أن يكون التحسن ناجما عن إصابة الشباب ووقاية كبار السن.
وكشفت الدراسة أن نسبة فتك الفيروس تراجعت على نحو ملحوظ، حتى عندما نأخذ بالحسبان عوامل كثيرة مثل الجنس والسن والانتماء الاثني والأمراض التي يعانيها المصاب بالعدوى.
وذكرت الدراسة أن نسبة الإماتة الناجمة عن الفيروس وسط العينة، وهي بالآلاف، هبطت إلى 7.6 في المئة، خلال أغسطس الماضي، بينما كانت تصل إلى 25.6 في المئة، في مارس الماضي.