تعد دار الطالب بجماعة أوكيمدن التابعة لإقليم الحوز، بما لها من أهداف اجتماعية وتربوية، مشروعا مندمجا، تم إنجازه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في أفق إعطاء دفعة قوية للجهود المبذولة لوضع حد لإشكالية الهدر المدرسي.
ويترجم هذا المشروع، ذي الانعكاس الاجتماعي والتربوي القوي، روح البرنامج الرابع لهذا الورش الملكي، والذي يتعلق بالدفع بالرأسمال البشري وبالأجيال الصاعدة، من خلال توفير الشروط الضرورية للنجاح المدرسي، وتنمية الطفل واليافع.
وستستقبل هذه البنية، التي تطلب إنجازها غلافا ماليا قدره 6ر1 مليون درهم، ابتداء من الدخول المدرسي (2021 – 2022)، 52 تلميذا ينحدرون من الدواوير المعزولة التابعة للجماعة القروية لأوكيمدن، والذين لايستفيدون من النقل المدرسي بإقليم الحوز، الذي يغلب عليه الطابع القروي والجبلي.
وتضم دار الطالب بأوكيمدن، التي تتكون من طابقين تم بناؤهما وفق تصميم معماري كفيل بضمان رفاه وراحة نزلائها، عدة مرافق، من بينها قاعات للنوم، ومطبخ ومطعم، إضافة إلى قاعة للمطالعة، ومرافق إدارية وغيرها.
وتوفر هذه الدار، باعتبارها بينة للإيواء تتولى تسييرها جمعية الإحسان دار الطالب والطالبة بأوكيمدن، لنزلائها كل ظروف العيش الكريم، (إيواء، مطعمة، تربية وتطبيب)، وكذا التتبع البيداغوجي والتوجيه الاجتماعي.
وقال الكاتب العام للجمعية، محمد أجاريف، في تصريح لقناة (M24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “هذه البنية السوسيو-تربوية تضطلع بمهام ترمي بالأساس إلى تحفيز المستفيدين على المثابرة حتى يصبحوا مواطنين صالحين مستقبلا، والتشجيع على التكوين والتربية، والتقليص من نسبة الهدر المدرسي، لاسيما في صفوف المتعلمين المنحدرين من أوساط هشة”.
وكشف السيد أجريف أن المؤسسة ستستقبل التلاميذ المنحدرين من الجماعات القروية ومن المناطق النائية، مشيرا إلى أن دار الطالب ستقترح حزمة من الأنشطة الموازية الضرورية للتفوق الفكري للمستفيدين، من قبيل مواكبة اجتماعية ذات جودة، وتنشيط رياضي وثقافي.
من جهته، أكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الحوز، السيد عبد الغني موماد، أن تطوير دور الطالب يشكل عنصرا محوريا للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لاسيما في مرحلتها الثالثة، وذلك طبقا لأهداف البرنامج الرابع المتعلق بالدفع بالرأسمال البشري وبالأجيال الصاعدة.
وأوضح السيد موماد أن عمالة الإقليم انخرطت في انجاز الأهداف المحددة في محور “مواكبة التمدرس وتشجيع التفوق المدرسي” من البرنامج الرابع، من خلال 45 مشروعا بغلاف مالي قدره 5ر18 مليون درهم، والرامية إلى تحسين العرض السوسيو – تربوي وجودة الخدمات التي تقدمها هذه البنيات الإيوائية، والتي أصبح دورها أساسيا بالنسبة للتلاميذ المنحدرين من أوساط معوزة، أو من مناطق نائية.
وبحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي، فقد تم إنجاز 153 مشروعا بغلاف مالي يزيد عن 47 مليون درهم خلال الفترة 2019-2020، في إطار البرنامج الرابع من المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والذي يضمن المواكبة المناسبة في المراحل الأساسية من الحياة، من قبيل الولادة (النساء الحوامل أو المرضعات بالمناطق المعوزة)، والطفولة المبكرة (الأطفال أقل من 6 سنوات المنحدرين من أوساط معوزة)، والطفولة (الأطفال في سن التمدرس)، والمراهقة والشباب (المراهقون في نهاية مسارهم الدراسي)، وذلك من خلال 4 محاور رئيسية، هي صحة الأم والطفل، وتغذية الأم والطفل، والتعليم الأولي، ومواكبة التمدرس وتشجيع التفوق المدرسي.