مشاهدة : 2065
الفساد والريع والافلات من العقاب يشكل تهديدا حقيقيا لمستقبل الدولة
بقلم : محمد الغلوسي
حذاري من السعي لتحويل قضية مكافحة الفساد والرشوة ونهب المال العام إلى مجرد فرجة ومسرحية للتنفيس عن الذات وتفجير الغضب الجماهيري، دون أي أثر على أرض الواقع مثل أحلام اليقظة ،وهناك جهات مستفيدة من واقع الريع والفساد تعمل بكل جهد لمحاصرة كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تخليق الحياة العامة وإرساء أسس دولة الحق والقانون ،وهي بالمناسبة نفس الجهات التي حولت الثقافة والفن إلى مجرد فلكلور وطقوس واجتهدت في نشر التفاهة وتوسيع دائرة إنتشارها والتمكين لها بمختلف الأساليب في مجال حياتنا.
إن الفساد والريع والرشوة ونهب المال العام والإفلات من العقاب يشكل تهديدا حقيقيا لمستقبل الدولة والمجتمع ،وأن من يحاول التعامل معه بمنطق الحملة أو بمنطق تكتيكي ظرفي فإنه كمن يلعب بالنار ،فكل التقارير الصادرة اليوم والشبكات التي تم تفكيكها امنيا وقضائيا تفيد أن الفساد قد تغول وتفوق على كل القوانين والمساطر وأن تلك الشبكات قابلة للتحور والتجدد بأشكال وأساليب أكثر تطورا ولن ينفع في مواجهة كل ذلك إلا إرادة سياسية حقيقية تترجم عبر قرارات حازمة وصارمة في التصدي للفساد والرشوة ومحاكمة المفسدين ولصوص المال العام ومصادرة ممتلكاتهم فضلا عن وضع منظومة تشريعية منسجمة مع التشريعات والمواثيق الدولية ذات الصلة تهدف إلى الوقاية من الفساد ومكافحته وتقوية مؤسسات الحكامة وتعزيز صلاحيتها وضمان استقلاليتها ومدها بكل الإمكانيات الضرورية لممارسة مهامها على النحو الأمثل وغير ذلك من الإجراءات الهادفة إلى توفير بيئة مشجعة على الإستثمار وخلق فرص الشغل وتعزيز قيم النزاهة والحكامة والشفافية والمساواة في المرافق العمومية ونشرها وتعميمها والتربية عليها عبر البرامج التربوية والتعليمية والإعلامية.