معركة فوق السطح: مطاعم مراكش بين الاحتكار والتطور السياحي
1827 مشاهدة
في مشهد مألوف لا يخلو من الكوميديا السوداء، يجد قطاع السياحة في المدينة الحمراء نفسه في مواجهة معضلة حقيقية. يكمن المشكل في مجموعة من « أشباه المهنيين » الذين لا يرغبون إلا في احتكار الأنشطة السياحية، حلالها وحرامها، ويخشون المنافسة من أي مستثمر جديد. إنهم ببساطة « المهنيين الذين يريدون أن يظلوا فوق السطح ولا يريدون أن يلحق بهم أي كان ».
لنتحدث بصراحة، أي مستثمر يخطط لوضع أمواله في مراكش يجب أن يتحلى بصبر أيوب، وإلا فسيواجه مصير الانهيار والهروب بلا رجعة. فمشوار الحصول على التراخيص في هذه المدينة محفوف بالعراقيل والمشاكل التي تتطلب صبرا عظيما.
خذوا مثالا حديثا، مشروع سياحي واعد يمكن أن يضيف قيمة كبيرة لمنطقة حددها تصميم التهيئة للنشاطات السياحية، بما في ذلك المطاعم. المطاعم، كما يعلم الجميع، هي أحد أعمدة القطاع السياحي. ولكن ها هم « جيران السوء » يرفضون أن يروا المنطقة تتقدم، فكيف لا؟ وأحد الجيران قام ببناء عشوائي فوق السطح تصدت له السلطات بحزم.
هذا « الجار المزعج » الذي يغضب من مشروع جميل يمكن أن يضفي جاذبية وروعة على المنطقة، لا يتورع عن اللجوء إلى الوالي بأسلوب منحط و متدنٍ، رغم أن المشروع تم التصديق عليه قبل قدوم الوالي الحالي. يا لها من مهزلة!
في ظل هذا الوضع، يظل دور المطاعم في القطاع السياحي حيوياً، فهي لا تساهم فقط في تعزيز الجذب السياحي، بل توفر أيضا فرص عمل كبيرة، مما يجعلها ركيزة أساسية في أي منطقة سياحية. ولكن للأسف، يبدو أن بعض المهنيين يفضلون أن يظلوا « فوق السطح » بعيدين عن أي منافسة أو تقدم.
كما أن مشهد قطاع السياحة في مراكش يحتاج إلى إعادة نظر جذرية، حيث يجب على الجهات المعنية تشجيع المنافسة الحقيقية ودعم الاستثمارات الجديدة، بدلاً من ترك الأمور بيد « أشباه المهنيين » الذين يعيقون التطور باساليبهم وطرقم الملتوية خوفا من فقدان احتكارهم الوهمي.