متى يمكن لطفلك أن يحتسي أول كوب من الشاي؟
1079 مشاهدة
في الوقت الذي يعدّ فيه كوب الشاي جزءا من الروتين اليومي لغالبية البالغين يحتدم النقاش بشأن السماح للأطفال والرضّع بشرب الشاي، بل إن بعض الثقافات ترى أن شرب الشاي قد يكون له بعض الفوائد الصحية، وحتى في الأجيال القديمة كان الأطفال يتذوقون الشاي في سن مبكرة، فأين تقف الأبحاث في هذا الصدد؟
في استطلاع رأي شمل 1427 من الأمهات، أجراه موقع « مايد فور مامز » (Made for Mums)، سئلت الأمهات « في أي عمر تسمحين لطفلك بشرب الشاي؟ » فأجابت 6% من الأمهات أنهن سمحن لأطفالهن بشرب الشاي قبل بلوغ عامين، و12% من الأمهات لم تسمح بتناول الشاي قبل سن الخامسة، في حين سمحت الأمهات بنسبة تزيد على 80% بتناول الشاي في سن مبكرة. وبعكس القهوة، فقد أفادت 39% من الأمهات بأنهن لا يسمحن للأطفال بشربها قبل سن الـ12.
هل الشاي مضر للأطفال؟
لم تذكر الهيئة الوطنية للصحة بالمملكة المتحدة دليلا واضحا يمنع الأطفال من تناول الشاي، لكنها أشارت إلى أن الشاي المُحلّى قد يسبب تسوّس الأسنان، وفي نشرات علمية أخرى ذكرت أن شرب الشاي قد يمنع امتصاص الحديد، ومن ثمّ خلصت تلك النشرات إلى ضرورة اختيار التوقيت المناسب لشرب الأطفال الشاي بحيث يكون بين الوجبات تجنّبا لأي مشكلات متعلقة بامتصاص الحديد.
والأمر نفسه حذّرت منه المنظمة البريطانية للتغذية التي أشارت إلى أن كوبين من الشاي يوميا قد يكون لهما تأثير كبير في امتصاص الكالسيوم بالجسم، فهو لا يؤثر في البالغين الذين يحصلون على نظام غذائي متوازن، لكنه يؤثر في الأطفال والرضع.
خبراء يعددون فوائد الشاي
ووفقا لخبراء آخرين فإنهم يرون أن الشاي مفيد للأطفال والرضّع، فقد أكدت كارين كوتس، استشارية الأسنان في المؤسسة البريطانية لصحة الأسنان، احتواء الشاي على كميات جيدة من الفلورايد المفيد للأسنان، إلا أنها أشارت إلى أن تلك الميزة ستنتهي تماما إذا كان الشاي محلّى بالسكر إذ إنه يعرّض الأطفال والرضّع لتسوّس الأسنان.
كما نصحت كوتس بالابتعاد عن شرب الشاي في زجاجات رضاعة الأطفال فهي فقط مخصصة للماء والحليب، ويمكن تناوله في أكواب صغيرة وبكميات قليلة ومن دون إضافة أي تحلية، ويمكن إضافة قليل من الحليب إليه لتخفيف مرارته وتحليته بصورة طبيعية.
وكشفت دراسة نشرت في مجلة تغذية الإنسان وعلم الحمية العلمية عن أن تناول الأطفال كميات متوسطة من الشاي لا تزيد على كوبين يوميا لن يعرض الأطفال لأضرار الكافيين، بل قد يصبح الشاي مفيدا للأطفال، إذ إنه يحسّن من تركيزهم وأدائهم الرياضي، فضلا عن احتواء الشاي على مواد تقوّي اللثة والأسنان.
ونقلت صحيفة « ذا ديلي ميل » (The Daily Mail) البريطانية عن الدراسة أن التعرض للآثار السلبية للكافيين مرتبط بتناول جرعات كبيرة منه، قد تبلغ 4 أكواب من الشاي أو القهوة يوميا.
كما أكدت الدراسة احتواء الشاي على الفلافونويد الذي يحسّن من أداء عضلة القلب، وعقبت الدكتورة كاري روكستون على الدراسة بأنها تنصح بتناول الأطفال الشاي في مرحلة ما قبل سن المدرسة.
وسجلت إحصائيات أجريت في الخمسينيات أن 55% من الأطفال في عمر الرابعة قد احتسوا الشاي ضمن وجباتهم الرئيسة، في حين كان أقل من 10% من الأطفال يشربون المشروبات الغازية والعصائر، وربطت الإحصاءات ذلك بعدم تسجيل حالات السمنة المفرطة لدى الأطفال في تلك الحقبة.
المشروبات العشبية بديل جيد
إذا كان هناك خلاف ونقاش علمي مستمر بشأن ما إذا كان الشاي الأحمر واليومي مفيدا أو لا، فإن البدائل العشبية خاصة البابونج والشمر قد تصبح أكثر فائدة من الشاي الأحمر، ويمكن للطفل البدء بتناول تلك المشروبات بمجرد أن يتم الشهر السادس جنبا إلى جنب مع حليب الأم، كما أشارت الأبحاث إلى أن تلك الأعشاب قد يكون لها دور في تهدئة الرضّع والتخلص من التقلصات التي يعانيها غالبيتهم.
وتوصي منظمة الصحة العالمية الأمهات بالرضاعة الطبيعية فقط على مدى الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل من دون إضافة أي أغذية أو مشروبات مكملة.