مالكة العاصمي تطالب ببطاقة الصحافة تكريما لسبقها كأول امرأة مارست مهنة المتاعب
1944 مشاهدة
طالبت مالكة العاصمي بعضوية شرفية دائمة ضمن الجسم الصحفي المغربي ومنحها بطاقة الصحافة التي يصدرها المجلس الوطني للصحافة باعتبارها أول امرأة مارست مهنة صاحبة الجلالة.
واعتبرت هذا المطلب حقا وواجبا استحضارا لنضالها المستميت لأجل حرية الرأي والتعبير ودورها التأسيسي لمدرسة إعلامية استقطبت الأقلام الشابة والناشئة والأخرى اليافعة التي فرضت نفسها على اختلاف التوجهات وتباين المواقف وتباعد الرؤى والتصورات.
وذكرت العاصمي في كلمة بمناسبة تكريمها في حفل أعقب تأسيس الفرع الجهوي بمراكش-أسفي للفيدرالية المغربية للناشرين، بالأعلام الوازنة والأقلام المؤثرة في المشهد الوطني والعربي سياسيا وإعلاميا وثقافيا الذين سبقوا إلى النشر في جريدة « الاختيار » التي كانت تديرها منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي.
وأبرزت الدور الطلائعي التقدمي الذي نهضت به جريدة « الاختيار » من أجل إقرار الديمقراطية وتحقيق التنمية وتثبيت دولة المؤسسات وفرض احترام الخريات وحقوق الإنسان.
وشددت العاصمي على ان انتماءها لحزب الاستقلال في خضم الصراع الايديولوجي والتجاذب بين الاتجاهات السياسية، ما كان بالنسبة لها عائقا للانفتاح على مختلف المشارب والحساسيات ولا حائلا دون المضي في جعل منبرها اختيارا إعلاميا للرأي والرأي الآخر وإن انتحى اتجاها معاكسا.
واستعرضت الصعاب التي واجهتها « الاختيار » في ظرف مطبوع بهيمنة السلطة واستحواذها على القرار بالحديد والنار حتى أدت الأحداث المؤلمة في عقد السبعينيات ببلادنا الى توقيف الجريدة عن الصدور دون التوقف عن الاختيار في مواصلة الطريق مع الرفاق والأصدقاء والإخوة لبناء المغرب بصيغة أخرى ما يزال السير فيه حثيثا مع كل الذين ضمتهم الاختيار على نفس الهدف.
وأعربت العاصمي عن تقديرها الكبير وسعادتها الغامرة لالتفاتة فيدرالية الناشرين والجسم الصحفي في الجهة مؤكدة أن تكريمها في محفل إعلامي بمدينتها وسط حشد من المثقفين والمبدعين والكتاب والسياسيين لمفخرة من بين كل التكريمات التي حظيت بها.
وقالت « إني كنت أنتظر تكريما من أسرتي التي ما تنكرت دوما للانتماء إليها، وانتظرت طويلا دون إحساس أن ذلك جحود لأن الشعور به لم يبلغ حد الألم ولكن كان وجعا … » معبرة عن ابتهاجها بالعرفان من جهة تضم مدراء النشر لصحف وجرائد ومجلات ومنابر إعلامية في المغرب.
وكان الشاعر الإعلامي ياسين عدنان قدم الاستاذة مالكة العاصمي بكلمة باذخة استحضر فيها مسيرتها الطويلة في النضال من أجل حرية الرأي والتعبير ونهضة الثقافة والأدب.
وفي ذات المناسبة جرى تكريم الشاعر الإعلامي الأستاذ عبد الرفيع الجواهري الذي تلا نصا سرديا من وحي الظروف التي قال إن أوضاعها بالأمس خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي أشبه بأوضاع اليوم.
وفي هذا النص السردي التهكمي تجري المحاورة بين الضابط الذي « تكلبن » مع كليب الذي انتقل في صفوف « الكلبنة » إلى رتبة « الكلبون » ثم « أوكليب » على وزن « أوفعيل » في صيغة (الكلب الكبير).
يذكر أن حفل التكريم تم في أجواء احتفالية بحضور بعض الوزراء السابقين والاعلاميين البارزين وشخصيات من عالم الثقافة والفكر .