مالكة الخالدي فنانة طالها الاهمال وهي قيد الحياة وبعد الموت
1738 مشاهدة
استفاق أهل مراكش صباح أمس الثلاثاء على خبر نزل كقطعة ثلج باردة عليهم، وذلك على إثر وفاة احدى اهرامات الفن محليا ووطنيا، ويتعلق الأمر بالمرحومة مالكة الخالدي، التي وافتها المنية داخل مصحة خاصة بعد معاناتها مع المرض.
ابنة حي سيدي يوسف بن علي سلمت الروح إلى خالقها وفي قلبها غصة التهميش والاهمال الذي طالها منذ أزيد من خمس سنوات، حيث غابت عن الشاشة وعن خشبة المسرح بعد ملازمتها لفراش المرض داخل منزلها الذي زاره طاقم مراكش الإخبارية سنة 2017، حيث نقلنا في تقرير مصور الوضعية المزرية التي كانت تعيشها مالكة الخالدي، بعدما تنكر لها المسؤولون عن قطاع الفن وكذا زملائها الفنانين بالمدينة الحمراء على رأسهم أحد تلامذتها، الذي جاورته في عدة أعمال فنية، وهو ما كان تتأسف عليه المرحومة في تصريحاتها، حيث لم ينفع هذا العمل الاعلامي في استيقاظ الضمائر.
الاهمال لم يقتصر على مالكة الخالدي وهي قيد الحياة، بل لم تسلم منه حتى بعد وفاتها، حيث اضطر زوجها وأفراد عائلتها للانتظار لساعات طويلة من أجل السماح لجتثها بمغادرة المصحة الخاصة التي كانت ترقد بها، بعدما أدى أحد المحسنين مصاريف علاجها والتي لم تتجاوز 15 ألف درهم، عقب نشر مادة اخبارية حول احتجاز الجثة على موقع « صباح مراكش ».
ما تعرضت له مالكة الخالدي رحمة الله عليها يعيد طرح إشكالية الوضعية الاجتماعية للفنانين الرواد بعد انطفاء أضواء الشهرة وبلوغهم لسن التقاعد، حيث وبعد عقود من العطاء الفني والمسار الحافل بالأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية، يجد الفنانون المراكشيون نفسهم بدون حماية اجتماعية أو رعاية صحية كافية، وهو ما يستدعي استفاقة من الجهات المسؤولة قصد حماية هاته الفئة، التي تعاني في صمت ووسط غياب أي التفاتة.