مارشي الورد » بجليز..السوق الذي تخلى عنه مسؤولو المدينة الحمراء

2270 مشاهدة

مارشي الورد » بجليز..السوق الذي تخلى عنه مسؤولو المدينة الحمراء

 

يعيش سوق « ابن تومرت »  المعروف ب »مارشي الورد » إشكالات عدة تراكمت لمدة تجاوزت 15 سنة، نتج عنها نزوح مجموعة من الحرفيين من السوق  واندثار  مجموعة من المهن التقليدية بذلك الفضاء، هذه المشاكل التي يعاني منها أصحاب السوق تداخل فيها ما هو سياسي وما هو اقتصادي بشكل كبير، وقد رصدت جريدة مراكش الإخبارية جزء من هذه الإشكالات:

  • موقع استراتيجي بدون استراتجية

يقع سوق  » مراشي الورد » في قلب حي كليز، والمعرف بتجارة الورود فالمحلات كما هو ظاهر على الواجهة تزين الفضاء وتضفى عليه رونقا من نوع خاص، لكن خلف ذلك واقع مغاير ومعاناة دامت لأكثر من عقد من الزمن.

فبعد ما كان فضاء لتسويق المنتجات التقليدية ومواد العطارة ومحج للسياح من كل أنحاء العالم، أصبح اليوم فضاء للوجبات السريعة،  الأمر الذي جعل منه مكانا مناسبت لكل من يبحث عن وجبات شعبية بثمن مناسب، إذ يمكن اعتباره النقطة الأكثر شعبية بالحي المذكور حاليا.

  • 15 سنة من الانتظار

بعد ولوجنا داخل السوق، عبر رواق طويل من المحلات، الكثير منها مغلق، استفسرنا  « محمد » صاحب محل للمخللات والتوابل بالسوق المذكور عن أصل المشكل فقال: « قبل أكثر  من 15 سنة عندما كان « عمر الجزولي » على رأس جماعة مراكش، عملت السلطة  على تقديم وعد لأصحاب الدكاكين الموزعة على طول الفضاء التجاري »CARE EDEN  » بنقلهم إلى فضاء مجاور قصد  ترميم المحلات  وإصلاحها، وتم تحديد مدة الإصلاحات في 18 شهر على أساس أن يعودوا إلى محلاتهم الأصلية.

يضيف محمد بمرارة: « بعد أخذ ورد استجبنا لطلب السلطة وانتقلنا إلى ما يسمى اليوم  » مارشي الورد » كان انتقالنا على مضض مرفوقا بالانتظار والترقب… الذي دام أكثر من 15 سنة، مردفا لم نكن  ندرك أنه تم استدراجنا فقط لإفراغ ذلك الموقع الاستراتيجي وفتحه لأصحاب رؤوس الأموال والشركات على حسابنا نحن البسطاء أصحاب المهن التقليدية.

  • غياب شروط العمل

وفي تواصل مع احد أصحاب المحلات التجارية هناك، فضل عدم الكشف عن هويته تحدث إلينا قائلا: « هذا الفضاء يفتقد لأبسط شروط  ممارسة العمل الحرفي أو التجاري، بالنظر إلى  بنيته المهترئة وغياب المرافق الصحية الضرورية التي  تحترم كرامة الإنسان، إضافة إلى غياب الإضاءة والأمن، مردفا  » لن تستطيع الدخول إلى وسط السوق بعد غروب الشمس لأن منظره كئيب، مظلم، وموحش، وهو ما يدفع  بأصحاب المحالات إلى الإغلاق في وقت مبكر من اليوم، رغم تواجد الفضاء في مكان استراتيجي ومحيطه لا ينام ليلا.

  • من فضاء لتسويق المنتجات التقليدية إلى فضاء للوجبات السريعة.

تحولنا صوب صانع تقليدي لا يفتح  دكانه بشكل منتظم كما أخبرنا بذلك رواد السوق، سألناه عن سبب الإغلاق المتكرر أجاب:  » أشعر بالغبن في كل مرة اقصد فيها السوق، هل تعلم أن كل هذه المحلات كانت تعج بالحياة وحديث الحرفين والصناع التقليدين، لقد انقلب حالنا، خصوصا بعد أن تم تحويلنا من مكاننا الأصلي إلى هذا المكان الخرب »  وها قد جاء الوباء اللعين ليزيد الطن بلة، فمعظم الصناع والحرفيين فضلوا بيع أو كراء محلاتهم من الوقوف على هذا الوضع المبكي حقا، مستطردا  « لقد تحول السوق من فضاء لتسويق المنتوج المغربي الأصيل إلى مكان للأكل والشرب فقط  » ما بقات معنى ».

  • حرف ومهن تصارع الموت في قلب سوق « جليز

يشهد السوق حاليا ركودا تجاريا أرخى بظلاله على الصناع التقليديين والحرفيين بشكل خاص، فمنذ بداية الجائحة ومعظم المحالات مغلقة إلى اليوم، بل إن معظم الحرفين تحولوا من صناع تقلدين إلى ممارسة نشط تجاري أو حرفي مغاير، فعندما تدخل مع باب السوق لا تكاد ترى  إلا صناديق الخضروات وطاولات الأكل وروائح المأكولات المختلفة، في حين قبل سنتين ومع الوهلة الأولى تلفحك رائحة الجلد المدبوغ والخزف المزخرف والخشب المنقوش.. »

  • اشكالات معلقة تنتظر الحل.

لازال سوق الورد بحي « كليز » ينتظر حل إشكالاته، ولازال أصحاب الحرف التقليدية والمهن يعقدون الأمل على العودة إلى فضائهم الأصلي، على أمل أن تقدم السلطات المعنية الجواب الشافي في الموضوع، أو يتم إعادة  الاعتبار لذلك الفضاء الاستراتيجي الذي يحمل جزء من جمال مراكش ، فهو مزار كل من يريد أن يحمل وردة المحبة لأحبابه، ومقصد كل من يرغب مواساة مريض قصد استشفائه، وهو رابطة وصل بين مختلف الأديان والأعراق فمن يقصد مراكش لا يمكن أن يدخل  قلبها إلا عبر سوق الورود.

 

اخر الأخبار :