ليلة رأس السنة في مراكش: بين احتفالات الدعارة والخمور من المستفيد من 400 مليون درهم تهرب ضريبي في أخر ليلة من 2024 !!
2043 مشاهدة
المشروبات الكحولية والدعارة تتربع على عرش احتفالات ليلة رأس السنة بمراكش
من المستفيد من 400 مليون درهم تهرب ضريبي في أخر ليلة من 2024 !!
تشهد قبلة السياحة المغربية انتعاشا هذه الأيام استعدادا للإحتفال برأس السنة الميلادية 2024، بعد إعلان أصحاب الفنادق المصنفة عن برنامجهم الاحتفالي بهذه المناسبة، رغم أن أغلبهم أعلن عن عدم وجود أماكن شاغرة، فقد ملئت 100%، أما العلب الليلية والمطاعم التي ناهزت 300 فقد زينت واجهاتها بلوحات وصور لفنانين سوف يحيون سهراتها، في انتظار استقبال 400 ألف إلى 600 ألف سائح أجنبي ومغربي حسب المهتمين، استعدادات المدينة الحمراء التي تعلن عنها الإشهارات، تركز على عمود السهرات ومعشوق الزبناء المشروب الروحي الخمر والذي يرتفع ثمنه بقيمة صاروخية للربح السريع لتصرخ أرقامه بالتهرب الضريبي المهول والذي تفوته على خزينة الدولة بتساهل البعض في هذه الليلة لتمر في أبهى حللها. سؤال يعود مرة أخرى إلى الواجهة، كيف تتهرب هذه المحلات من الحق الضريبي والذي يمثل حوالي 58.4%، وهل فعلا هذا الرقم يستهلك فقط من السياحة الخارجية؟.وأين هو تفعيل القانون الذي يجرم بيع الخمر للمغاربة؟. ولماذا يتساهل رجال السلطة مع المخالفات والجنح التي ترتكب خلال هذه الليلة خصوصا إذا علمنا بأن حوالي 30 %من حوادث السير ناتجة عن استهلاك الكحول والمخدرات؟.
اجواء الحمراء لاستقبال رأس السنة الميلادية:
اعتادت الحمراء أن تزداد فتنة واشتعالا مع كل بداية سنة جديدة، لتعانق أخواتها الأندلسيات، وتصرخ في ليلتها السنوية، بآهات السنين على البعد والحنين، لأيام المغاربة بالأندلس، هذه الأخيرة كانت خلال الفترة المرابطية والموحدية إقليم تابع للعاصمة مراكش، ويخضع لسيطرة مركزية تحدد ضرائبها وعمالها، وقضائها، فكانت العاصمة تمدها بالكثير ولازالت تستجمع قواها لتقول كلمتها لجاراتها أنها لازالت هنا، تفرح لفرحهم، وتعزيهم أحزانهم، إنها مراكش المدينة التي تعترف باستمرار المحبة والتواصل، لتحتفل معهم بأعياد الميلاد، عبر أسرها العريقة التي تجتمع على طبق تقليدي وحفلة شاي. لكن الزمن خدش هذه الذكرى بإدخال طقوس غريبة عنها، جعلتها مناسبة يفر منها البعض ويحتمي بفراشه، ليلتحف ببطانية قطنية، ويطفئ نور غرفته قبل اشتعال نيران الفوضى والازدحام بالشوارع الحمراء، فجعلت منها حدثا يجتمع الكل على التوقف عنده لمحاسبة النفس وتصحيح المسار، مع عقد الأمنيات، والتخطيط لتحقيقها على أرض الواقع إذا كان في العمر بقية، ولكن تتضارب الأقوال في طريقة الاحتفال، هناك من يعانق الموجة، ويسمح للمشروب الروحي أن يكتسح السهرة بالكامل، فيذهب العقل ويكسر جميع القواعد، وقد يرتكب من الجنح والمخالفات ما لا تحمد عقباه، وهناك من لا يعرف للاحتفال طريقا يكفيه تناطحه مع ظروف الحياة.
ارتفاع استهلاك الخمر برأس السنة إلى 555 مليون درهم:
تضم مراكش 189 وحدة فندقية مصنفة و 890 دار للضيافة، وأزيد من 300 حانة وعلبة ليلية. وحسب مندوبية السياحة بمراكش فإن عدد الزوار المنتظر احتفالهم بليلة رأس السنة الميلادية 2024 سوف يترواح ما بين 400 ألف و 600 ألف سائح أجنبي وداخلي يقيمون بالفنادق والتي تم حجزها تقريبا عن آخرها، بالإضافة إلى السياحة الداخلية والتي يفضل أصحابها السكن بالبيوت في المدينة القديمة وهو ما توضحه عدد السيارات المتوافدة على المدينة و المنطقة السياحية وساحة جامع الفنا . وما عبر عنه عدد من حارسي السيارات الذين صاروا بمثابة سماسرة للبيوت في هذه المناسبات.
بالنسبة للفنادق المصنفة فهي تتباين في الأرقام والنموذج من الفنادق ذات ثلاثة نجوم المتواجدة بوسط كليز اتصلت الجريدة بصاحبة الاستقبال في الفندق على أساس أنها زبونة تريد حضور سهرة رأس السنة وطلبت معرفة الأرقام التي تقام بها الطاولة فردوا علينا بأنها حسب عدد الأشخاص بقيمة 1500درهم للفرد الواحد، بالإضافة إلى قنينة « الفودكا » بحوالي 1000 درهم كأقل ثمن، أما من حالفه الحظ وأراد « التكيت روج »، و »التكيت نوار » فهي ب1500 درهم، أما « الشمبانيا » فهي سيدة الليلة ب 3000 درهم.
أما أحد الفنادق المصنفة بأربعة نجوم عندما اتصلنا به من أجل الحضور لحفلة رأس السنة فقط، اشترط علينا الموظف بالحجز دفع ثمن المبيت في الفندق والذي يكلف 700 درهم لأرخص سرير، أما الحضور للسهرة والجلوس على طاولة الأكل المكون من سلطة خضراء وفيليه لحم البقر مشوي مع صلصة خاصة، على ضوء الشموع وقنينة ماء فثمنها 2000 درهم للشخص الواحد، وعندما سألناهم عن المشروبات الخمرية فلم يستغربوا طلبها من زبون مغربي بل وضحوا لنا بأن ثمنها يختلف حسب النوع المطلوب فمن أراد الأنواع الفاخرة فعليه بزيادة الثمن والتي تصل إلى 2000 درهم للقنينة فما فوق.
عرسان الليلة هم الفنادق المصنفة من خمس نجوم، والنموذج غير بعيد عن قلب الحمراء، والذي يعرض قائمته على مواقعه الإلكترونية و يبلغ ثمن القائمة 7500 درهم للشخص الواحد (المشروبات غير مشمولة) والتي يبتدأ ثمنها من 3000 درهم للقنينة كأقل ثمن.
غير العلب الليلية التي تشهد ايقاعا صاروخيا واكتظاظا يخنق الأنفاس في هذه المناسبة، و يبتدئ الثمن من 150 درهم « للبيرة » والتي تباع في الأيام العادية ب50 درهم فقط، أما « الفودكا » التي تعرف في الأيام العادية ب 1000 درهم تعيش انتعاشا وسط حلوق شاربيها بحوالي 1500 درهم. أما « الروج » صاحب 150 درهم فيشهد تباين حسب العلب الليلية فمنها من توصله إلى 300 درهم ومنها من ترفعه إلى 500 درهم فما فوق.
مبالغ خيالية للتهرب الضريبي في ليلة واحدة:
وفي عملية احصائية لتوزيع أرباح الخمور على هذه الفنادق فإن 75% من اجمالي العدد المتوقع هي: 35% ثلاث نجوم ، 25% أربع نجوم ، 15% خمس نجوم بمجموع كلي حوالي 450 ألف سائح بينما يشغل حوالي 150 ألف سائح الوحدات السكنية والشقق المفروشة أي حوالي 25% من عدد السياح وأن عدد من يشربون في هذه الليلة يمثل 50% من العدد المتوقع أي حوالي 300 ألف سائح وبمتوسط ثمن القنينة 1850 درهم مما ينتج عنه حسابيا دخل كلي لبيع الخمور يقارب 555 مليون درهم علما بأن ما يقارب 80% من هذه القيمة لا يتم تسديد الضرائب عنه أي ما يقارب 324 مليون درهم، أي نسبة ما يباع خارج القانون الضريبي حوالي 58.4%.
بالرغم من الاصلاح الجبائي الكبير الذي تم اعتماده في المغرب منذ سنوات والذي استهدف عصرنة البنيات الجبائية من خلال تعديل السياسة الجمركية واعتماد الضريبة على القيمة المضافة والضريبة على الشركات والضريبة العامة على الدخل، إلا أن المضمون الجبائي ظل يحابي رأس المال والبرجوازية الحاكمة على حساب العمل والعمال وعموم المأجورين خصوصا وأن تضريب الرواتب وأجور الموظفين والعمال يتم عند المنبع بحيث تنعدم امكانية التملص الضريبي، بينما الضرائب على رأس المال والشركات وعلى المهن الحرة فحدث ولا حرج، حيث تخضع مصادرهم الاقتصادية لتصريح المعنيين بالأمر ولوضعيتهم الاقتصادية والإعلان الدائم عن « الخسارة » وعن رقم أعمال أقل من الحقيقي أو المزيف، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام التملص الضريبي، وأمام هذه المسألة يقول مصدر من داخل الادارة الجهوية للضرائب بمراكش: »إن سياسة تعاطي مديرية الضرائب مع القطاع الضريبي تنهج نظام تصريحي بإعتماد المحاسبة الحقيقية المبنية على مبدأ الثقة، ونظام محاسباتي مبسط ». وبخصوص الأرقام المهولة التي تباع في ليلة رأس السنة من الخمر يقول ذات المصدر : »يجب أن يصدر هذا القول من مصدر مسؤول للتدخل، ونحن لدينا مصادرنا الخاصة، ولا يمكن أن نتدخل في حال الاحتمال، ونحن هنا عازمون على تحقيق العدالة الجبائية بل قوامون عليها بتحري الأسباب لنعلن النتيجة من وراء التأطير والمواكبة ».
بعيدا عن الضرائب تمتد هذه الليلة المسكرة بعبق العنب حسب هذه الفنادق من الساعة الثامنة مساءا وإلى غاية الثامنة صباحا من اليوم الأول من السنة الميلادية الجديدة، مكسرة قواعد الشغل ومستغلة تساهل رجال الأمن في هذه الليلة الكل متضامن على أن تمر في أبهى حللها، رغم خروج السكارى المترنحين بالشوارع وأحيانا تقاذف زجاجات المشروب، مع تشغيل العمال لساعات إضافية دون تعويض، والربح يذهب لجيوب أرباب العمل.
عكس السنوات السابقة حصة الأسد للفنانين المغاربة والأجانب على رؤوس الأصابع:
عكس السنوات السابقة التي كانت فيها الفنادق تختار مشاهير من أروبا لإحياء ليلتها الحمراء بعبق الغرب فوق أرض النخيل، الا أن هذه السنة الفنانون المغاربة كانت لهم حصة الأسد في إحياء ليلة رأس السنة خصوصا الفئة التي اعتادت الاشتغال في الكباريهات والعلب اليليلة..
والنموذج لإحدى العلب الليلية التي أعلنت من خلال اشهارها على أنها ستستضيف فنانة مغربية مشهورة لإحياء حفل رأس السنة، اتصل طاقم الجريدة على أساس أن هناك زبونة تود السهر رفقة زوجها وطفلها ذو الثماني سنوات فرد المكلف بالحجز: » أنا لا مانع عندي من دخول الأطفال ولا حتى المالك، ولكن المشكل في القانون »، لكنه تحدث بالتفصيل الممل عن الجانب المادي وسيدة السهرة وهي الخمر وليست الفنانة التي من المفروض أننا نريد أن نحجز طاولة من أجل الاستمتاع بأغانيها، فقال: » بالنسبة للاثمنة فالبداية من 3000 درهم للطاولة الواحدة مع قنينة خمر، وهناك وجبة عشاء لمن أراد وثمنها بداية من 1200 درهم للشخص و 500 درهم للمشروب. أما بالنسبة لفئة VIP فالطاولة (الخمرية فقط) تصل إلى 9000 درهم تحتوي 3 قنينات من الخمر الممتاز وقنينة شمبانيا، وهناك طاولة ب 7000 درهم فتخول لصاحبها الحصول على قنينتي خمر حسب الطلب وقنينة شمبانيا ». وهكذا رحب بوجودنا في سهرة أقل ما يقال عنها خمرية و أعطانا التفاصيل كلها رغم علمه بكوننا مسلمين من المغرب.
أم الخبائث لا حرج معها في تكسير جميع القواعد:
تعرف هذه الليلة كل ما لذ وطاب من الأكل، ليرافقه مشروب يذهب العقل معه، واستعمال المخدرات والحشيش الذي يعرف نقط مهمة تقوم بتوزيعه والتي تكون حاضرة بقوة، مما يسبب ارتفاع نسبة حوادث السير والجرائم التي تسجل في هذه الليلة. والذي نتسائل بالمناسبة لماذا اختفت المراقبة الرسمية لنسبة الكحول لدى السائقين خصوصا و أن حوالي 30 في المائة من حوادث السير ناتجة عن استهلاك الكحول والمخدرات ». .
وتنص المادة 207 من مدونة السير على أنه » يمكن لضباط الشرطة القضائية، إما بتعليمات من وكيل الملك وإما بمبادرة منهم، ويمكن للأعوان محرري المحاضر، بأمر من ضباط الشرطة القضائية وتحت مسؤوليتهم، أن يفرضوا رائزا للنفس بواسطة النفخ في جهاز للكشف عن مستوى تشبع الهواء المنبعث من الفم بالكحول على كل من يفترض أنه ارتكب حادثة سير أو اشترك في حدوثها، حتى ولو كان هو الضحية، وعلى كل من يسوق مركبة أو مطية على الطريق العمومية ويرتكب مخالفة لهذا القانون والنصوص الصادرة لتطبيقه.
غير أنه يمكن لضباط الشرطة القضائية وللأعوان محرري المحاضر، حتى في حالة عدم وجود أية علامة على السكر البين، إخضاع أي شخص يسوق مركبة لرائز للنفس للكشف من تشبع الهواء المنبعث من الفم بالكحول ».
أمام هذا الفرح المبالغ فيه من طرف البعض والماجن من طرف البعض الأخر في استهلاك الكحول والمخدرات التي تبقى السبب الرئيس إلى جانب السرعة المفرطة في حصد أرواح الأبرياء ليلة رأس السنة رافعة عدد ضحايا حوادث السير بالمغرب سنويا إلى 4000 قتيل.
هذا الكلام الذي ينساه أو يتناساه أغلب المحتفلين خلال ليلتهم السنوية لترتفع حصيلة الحوادث التي تسجلها المستعجلات والمستشفيات والمراكز الصحية، التي تستقبل رأس السنة باستنفار الطاقم الطبي والتمريضي وذلك بسبب الحالات الكثيرة من المصابين و الجرحى والمعطوبين خلال ليلة رأس السنة، بالإضافة إلى توافد حالات النزاعات التي ينتج عنها عنف جسدي من ضرب وجرح بقنينات الخمر أو بواسطة السلاح الأبيض. يقول عصام حارس بأحد العلب الليلية بمراكش: » كم أتمنى أن لا أشتغل بهذه الليلة والتي تعرف بزيادة كل شيء عن حده فينقلب إلى الضد، بحيث ننتظر بفارغ الصبر أن تمر بسلام، ولكن بسبب التعاطي المفرط والمبالغ فيه للمخدرات والخمر تصبح هذه الليلة ليلة الفوضى والسيبة بكل المقاييس ».
ليلة تحمل في طياتها كل المتناقضات للمرجعيات الثقافية والقيمية، مرجعية غربية حداثية متحررة تؤمن بالاحتفال بكل الأشكال وأحيانا تضع الحد المعقول لتصرفاتها، غير بعض الاستثناءات الطفيفة، في مواجهة مرجعية مغربية إسلامية تقليدية محافظة، تعيش بها القلة بعيدة عن الضوضاء منهم من لا يعرف لها أي طريق بسبب منغصات الحياة وتناطحه مع فقر الحال، ومنهم من يكتفي بعشاء أسري مع صنع الحلوى بالبيت أو شرائها والسهر مع وسائل الإعلام التي تهتم بهذه الليلة من خلال سهراتها الفنية، أما أغلب العائلات فينصهر بهذه الليلة وسط الجموع الغربي بل قد يسبقهم للفوضى وقلب الموازين بإدخال كل الممنوعات من قبيل الإفراط في شرب الخمر، وتعاطي المخدرات، و اقتحام دور الدعارة، ليلة لا حرج فيها كما قالت مريم: » طوال السنة وأنا في البيت ملتزمة بالشغل فقط، لكن هذه الليلة هي استثنائية بالنسبة لي وأهلي يسمحون لي بالسهر فيها، بل حتى أهلي يسهرون، وأحب أن أتحرر فيها من القيود، بحيث أعيشها مثل ما أحب، ولا خط أحمر فيها وهي ليلة في السنة لماذا أفوتها؟ » .
بداية السهرة بالعلب الليلية ونهايتها بشقق الدعارة:
قامت جريدة مراكش الإخبارية بالإتصال بوكيل عقاري « سمسار » مشبوه فيه حسب شكاية بعض سكان حي السعادة، والذي لم يتردد في البوح عن وجود عدد من الشقق التي يكتريها لليلة الواحدة أو حتى لساعة حسب طلب الزبون، وهو ما أثار الشك في نفوسنا وطلبنا منه توضيح الوثائق والشروط المطلوبة في كراء هذه الشقق فقال: » المهم لا تعملوا المشاكل مع الجيران، ودفع الثمن مسبقا، واحترام التوقيت المتفق عليه ». ولم يهتم بباقي الإجراءات المتعارف عليها في الكراء.
بعدها قمنا برحلة برفقة حارس السيارات كمال والذي أخبرنا أنه كان يشتغل في مهمة السمسرة في الشقق المفروشة والتي جنى منها الكثير ولم ينفعه في شيء فقرر الابتعاد عن هذه المهمة والاكتفاء بالرزق الحلال، فدلنا على شبكة من الوسطاء الذين لا يملكون أي محل قار بل أرقام هواتفهم هي الدالة عليهم، و بعض حراس السيارات، وحارسي الإقامات، وبعض سائقي التاكسيات، ووسطاء بالفنادق والحانات، بل حتى بعض النساء وجدناهن خبيرات في تسهيل عملية الحصول على شقة مفروشة بعيدا عن أعين القانون مقابل ربح مادي مغري.
رجعنا لعصام الحارس بأحد العلب الليلية وسألناه عن أي ساعة يغادر الزوار السهرة؟. فقال: » السهرة تستمر لغاية السادسة صباحا، وفي ليلة رأس السنة سوف تستمر لغاية الثامنة أحيانا، ولكن هذا لا ينطبق على الكل، فهناك من يبتدئ السهرة عندنا وينهيها بالشقق المفروشة، وغالبا يحصل مع من يأتي لوحده ثم يتعرف على فتاة بهذا المكان فيصطحبها معه ».
وعلى عكس ما قاله عصام بأن الرجل هو من يصطحب الفتاة، فإن ما حصل مع السائح العراقي المقيم ببريطانيا الذي جاء للاحتفال السنة الماضية بأحد العلب الليلية تعرف هو وصديقه على فتاة تقطن بشقة مفروشة بحي السعادة، لم تكلفهم سوى دفع فاتورة التاكسي الذي رنت عليه من هاتفها، فاصطحبتهم للشقة التي أغرته بالتواجد للسهر بهذه السنة أيضا. يقول هذا السائح: »تعرفت على هند خلال احتفال رأس السنة الماضية تشاركنا كأس خمر ورقص، وأعجبني أنها هي من عرض علينا الإقامة عندها في شقة مفروشة، وهكذا استمرت علاقتنا، واليوم أنا من يدفع ايجار الشقة، أعلم أن مهمتها تستمر مع عدد من الرجال، ولكن ما يهمني في الأمر أنني أجد راحتي عندما أتواجد معها ».