علال خودار..فنان اعتلى صهوة الابداع قادما من مدرسة « دار الدباغ »

3981 مشاهدة

علال خودار..فنان اعتلى صهوة الابداع قادما من مدرسة « دار الدباغ »

علال خودار أو « عزوز » في مسلسل « حديدان وبنت الحراز » فنان موهوب فرض نفسه في الآونة الأخيرة في الوسط الفني لحنكته التي تبلورت نتاج تجارب وتراكمات فنية بدأت منذ الصغر.
« علال » من مواليد مدينة بني ملال سنة 1983، قدم إلى مدينة مراكش في ربيعه الخامس 5، تلقى تعليمه الإبتدائي بمدرسة بن يوسف التي تحولت اليوم لمتحف، والتعليم الاعدادي بمدرسة عبد المؤمن الإعدادية، والثانوي بمدرسة محمد الخامس.

تبلور الحس الابداعي

شخصية « علال » الفنان هي نتاج لمؤثرين اثنين: أولهما أنه ترعرع في « حجر جدته » المتعددة المواهب، ومن بينها الغناء، حيث كانت تغني في الأعراس الشعبية والمناسبات بالحي الذي تقطن به، وكانت تعرف بصوتها الجوهري،

وخلال حضورها لهذه المناسبات ترتفق « علال » معها، الذي كان ينام أحيانا في حجرها على إيقاعات التعريجة ومقامات صوتها الشجي، وإلى جانب الغناء كانت جدته مهووسة أيضا بالإستماع للموسيقى والأغاني، حيث تخصص جلسة مسائية يومية، إلى جانب « الفونو » كانت تستمع لإيقاعات الزمن الجميل، والمؤثر الثاني في شخصية « علال » هو محيط دار الدباغ التي تعلم بها حرفة الدباغة بمعية مجموعة من المتعلمين والمعلمين الذين يخلقون أجواء النكتة والقوافي والمستملحات بشكل يومي، وفي هذا الإطار علق « علال قائلا « إن الحرفي بدار الدباغ فنان بالبديهة ».

تفتق إبداعي متجدد

ولج « علال » عالم الفن منذ نعومه أظافره، تحديدا في الموسم الدراسي 1998-1999 بإعدادية عبد المؤمن على يد أستاذة للغة الفرنسية، كانت المحبة للفن والفنانين الصغار، إذ كانت تطالب تلاميذها بجلب آلات موسيقية وقصائد شعرية وأغاني وعرض مسرحيات قصيرة بالمناسبات الوطنية؛ ولمحاسن الصدف عند انتقاله إلى الثانوية وجد أستاذة اللغة الفرنسية كذلك هي المكلفة بنادي البيئة والمسرح بالثانوية، ويحكي « علال » طريفة له معها حيث كانت الأستاذة تزعم تقديم مسرحية بمناسبة اليوم العالمي للبيئة وفتحت باب المشاركة أمام التلاميذ، لكن عند قدوم « علال » إلى جانب صديقه للمشاركة وجدا الأدوار قد اكتملت، وبعد إلحاحهما على المشاركة قدمت الأستاذة لهما مقطعا فكاهيا ليتمرنا عليه ويشخصانه أمامها لكي تنتقي منهما الأفضل، واستقر رأيها على اختيار صديقه، واقترحت عليه ان يبقى حارسا للعبة كرة اليد التي كان يتقنها أنذاك، وأعادا الإلحاح والإصرار مرة أخرى فامهلتهما أسبوعا إضافيا للتمرن وإعادة العرض، وبعد مرور أسبوع حل يوم العرض و ظهر « علال » الفنان الحقيقي مما دفع الأستاذة لتغيير نظرتها اتجاهه واختارته أساسيا بالفرقة المدرسية.


في إحدى العروض التي لعبها « علال » مع فرقتة المدرسية اقترح عليه أحد المشاهدين عند انتهاء العرض بالإنضمام إليهم بمنظمة « الكشاف الوطني فرع مراكش المدينة » فوافق على ذلك وقدم معهم عملين مسرحيين أولهما: مسرحية « الحيلة » من إخراج « منير أعريش » والمقتبسة من قصيدة الحراز، وثانيهما مسرحية « صندوق الفراجة » من إخراج عبد الرحيم حسين، و خلال تشخيصه لدوره في هذا العمل سنة 2005 كان بين الجمهور مرة أخرى مخرج وكاتب مسرحي ورئيس فرقة نادي خشبة الحي -تأسست سنة 1982، الذي اقترح عليه كذلك الالتحاق بصفه، وقبل « علال » وبدأ العمل معه بمسرحية « أنشودة تمازيرت » من تأليف وإخراج مولاي عبد الرحمن الصبطي، ثم تلتها مسرحيات « الفجر » و « اللفعة » و »عنبر شكسبير » و »السطل والحبل » ثم « حمان يا حمان » التي كانت أخرها.

في رحاب التلفزيون والسينما

إشتغل الفنان « علال خودار » في مجموعة من الأفلام القصيرة كان أخرها تحت إشراف المخرج يونس الركاب، وأفلام أخرى طويلة حيث اشتغل مع حميد الزوغي في فيلم « مواسم العطش » رغم عدم صدوره بعد بسبب الجائحة.

وكانت بدايات التلفزة مع المخرج إدريس الروخ في فيلم « مسك الليل »، ثم فيلم « الفروج » و »الهمزة » من إخراج عبد الله فركوس.
وبالنسبة للمسلسلات فقد شارك في اثنين هما: « مسلسل الغول » من اخراج سعيد الناصري المراكشي، و »حديدان وبنت الحراز » من اخراج محمد نصرات.
« علال » الفنان هو كذلك صانع تقليدي بدار الدباغ التي يعتبرها مدرسته الأولى التي صقلت موهبته الفنية، ويستشرف المستقبل برؤى وتطلعات جديدة لمعانقة آفاق أرحب تشبع شغف الابداع الكامن فيه.

 

اخر الأخبار :