علاج  « غالي  » باسبانيا، هل هو نهاية البوليساريو أم نهاية إبراهيم غالي …؟

1761 مشاهدة

علاج  « غالي  » باسبانيا، هل هو نهاية البوليساريو أم نهاية إبراهيم غالي …؟

أصبح جليا أن جنرالات قصر المرادية قد فقدوا السيطرة على توجيه إحداثيات كل بيادق مرتزقة البوليساريو..و أصبحوا  » كالحامل سِفاحا « ، يلهتون وراء مخبأ يستترون به من عار و  فضيحة  » الابن الغير الشرعي  » البوليساريو الذي كبر في مخيمات تندوف أو قضى أيامه متسكعا في شوارع اوروبا وأمريكا..

 

فبالأمس نُقل الرئيس الجزائري على وجه السرعة لإحدى مستشفيات ألمانيا للعلاج ، و اليوم  يتوسط بنفسه لدُمْيته  زعيم المرتزقة للاستشفاء بإسبانيا من تداعيات كوفيد 19 , بعد رفض السلطات الألمانية استقباله ( اللهم لا شماتة ).. و ذلك على حساب قوت الشعب الجزائري الذي يُواصل حِراكه لأكثر من سنتين لتحسين ظروف العيش و عدم الوقوف في طابور حصة الحليب لساعات طوال..

 

التكتيكات القديمة لجنرالات قصر المرادية  أسقطت زعيم  المرتزقة  » ابراهيم غالي  » ( 73  سنة ) هدية للقضاء الإسباني ،  اولا  لأن  »  ابراهيم غالي » مطلوبا للعدالة الإسبانية على خلفيات جرائم الاغتصاب و القتل و الإبادة الجماعية و الاعتقال التعسفي و الاختفاء القسري بمخيمات تندوف بين سنوات1976  و 1986 عندما كان وزيرا للدفاع..ثانيا لانهم ادخلوه الى اسبانيا بهوية مزورة وهو ما يعاقب عليه القانون الإسباني..

 

من جهة أخرى ، أعلن العديد من ضحايا  »  ابراهيم غالي « وهم بالمناسبة يحملون الجنسية الاسبانية من أصول مغربية صحراوية ..عن نيتهم اللجوء للقضاء الإسباني النزيه و للاعلام الإسباني المستقل.. لجعل قضيتهم على الصفحات الأولى في الجزائد و المواقع الإسبانية و الأوروبية …هو نفس توجه جمعيات حقوقية نسائية ضد العنف و الاختفاء القسري بكل من اسبانيا و جنيف و بروكسيل و فرنسا..ستطالب فقط بالعدالة و بفتح تحقيق قضائي مُوسع ليس في وجه الجلاد  » إبراهيم غالي  » وحده ، بل في وجه كل المشاركين معه في جرائم  ضد الإنسانية ظل يتستر عليها النظام الجزائري أمام المنتظم الدولي و يوقع شيكات على بياض مقابل تقارير بعض المنظمات الحقوقية المشبوهة..

 

و قد سبق لجمعية الصحراويين للدفاع عن حقوق الإنسان أن حددت في الدعوى التي رفعتها سنة 2007 امام القضاء الإسباني صك اتهام خطير و ثقيل و لائحة  تضم 28 مسؤولا كبيرا على رأسهم ابراهيم غالي.. وهي الدعوى التي قبلها  القاضي  » بابلو روز  » سنة 2013..و اصبح بموجبها ابراهيم غالي مطلوبا للعدالة الإسبانية منذ ذلك التاريخ.. و سيعود القاضي  »  خوسي دي لاماتا  »  سنة 2016 لإصدار قرارا قضائيا يتضمن جمع معلومات شخصية عن هوية ابرهيم غالي ، بهدف إعادة فتح ملفات خرق حقوق الانسان و الاغتصابات المعروضة امام القضاء الاسباني…و قد تزامن قرار القاضي  » خوسي دي لا ماتا  » مع أخبار زيارة زعيم المرتزقة لبرشلونة  في نوفمبر 2016 ، وهي الزيارة التي تم إلغاؤها خوفا من اعتقال  » إبراهيم غالي  »  بعد مدة قصيرة على تعيينه خلفا لعبد العزيز المراكشي…

 

فوجود  » ابراهيم غالي »  بإسبانيا للعلاج و بهوية مزورة ،  سيتيح لكل ضحاياه و لمحاميهم و لجمعياتهم… المطالبة بضرورة محاكمة جلاد لازلت يداه ملطختان بدماء الأبرياء من النساء و الأطفال و الرجال.. وستظل تطارده صرخات   » خديجتو محمود محمد الزوبير  » التي حكت في يناير من سنة 2013 و بوجه مكشوف تفاصيل اغتصابها الوحشي من طرف زعيم المرتزقة سنة 2010 حينها كان سفيرا لمخيميات تيندوف لدى الجزائر ، و اغتصاب و تحرش و تعنيف  » من طرف عبد القادر الوالي  » وهو ابن رئيس وزراء حكومة المرتزقة الانفصاليين..

 

وهي أحداث تُعَجل بفتح تحقيق قضائي موسع مع كل جلادي مخيمات تندوف ، و مع كل وكلاء جنرالات الجزائر المتعطشين للدم و قمع و سجن المغاربة الصحراويين المحتجزين بمخيمات  صحراء الجزائر منذ أربعة عقود…

كما انها احداث تُساءل الضمير الإنساني و الأقلام الحرة في العالم  و داخل أروقة مكاتب مؤسسات حقوق الانسان و المنظمات الغير الحكومية ، كما تكشف عن واقع حقوق الانسان و الحريات داخل مخيمات الاحتجاز بتيندوف..

 

الانتصارات المتتالية للديبلوماسية المغربية في تدبير ملف الوحدة الترابية و الوطنية ، أربكت تخطيطات جنيرلات الكراهية بالجزائر و دفعتهم الى ارتكاب أخطاء كثيرة عمقت من تأزيم الوضع الداخلي الجزائري و كشفت عن عجز  النظام الجزائري لمواكبة متغيرات العلاقات الدولية…

لكن كيف يُعقل ان يرسل الرئيس الجزائري بزعيم المرتزقة الى مستشفى باسبانيا مع علمه بامكانية القبض عليه…؟ و هل  » الهوية المزورة  » لإبراهيم غالي كانت لتمويه سلطات الحدود الاسبانية أم لتمويه إبراهيم غالي نفسه..؟ وهل استقباله في اسبانيا تحت عنوان  » الظروف الإنسانية  » كاف لإفلاته من  المحاكمة و العقاب..؟  و لماذا فضل النظام الجزائري مستشفيات اسبانيا بعد رفض المانيا و ليس فرنسا…؟ فهل كان ذلك إعلانا عن نهاية مرحلة   » إبراهيم غالي  » الطاعن في السن و  ذلك بالتضحية به و تسليمه للقضاء الاسباني..؟  إذ يحوم  الشك حول النيات الحقيقية للنظام الجزائري لإرسال زعيم المرتزقة بين المستشفيات الاسبانية و السجون الاسبانية…؟ بعيدا عن  تبرير و تمويه  » الظروف الإنسانية « …

و من جهة أخرى ، ستدخل معركة الدفاع عن ضحايا  » إبراهيم غالي  » مرحلة حاسمة سواء أمام القضاء الاسباني أو الأوروبي.. و ستتصدر أخبار محاكمة جلاد النظام الجزائري  إبراهيم غالي.. أخبار وضعه الصحي… فهل هي نهاية  البوليساريو ام نهاية « غالي  » زعيم المرتزقة..؟

اخر الأخبار :