مشاهدة :

مشاهدة : 1029

طوفان الأقصى.. كيف تحولت مبادلة أسرى إسرئليين بفلسطينيين إلى حرب مدمرة

طوفان الأقصى.. كيف تحولت مبادلة أسرى إسرئليين بفلسطينيين إلى حرب مدمرة


يتعرض الفلسطينيون في المعتقلات الإسرائيلية لأبشع أنواع التعذيب، ولأنواع الممارسات الممنوعة في القوانين الدولية من قلع الأظفار والاغتصاب بالات عنيفة وقضبان كهربائية وتعرية مستمرة وتكبيل تحت الشمس والمطر في البرد القارس والشمس المحرقة والتجويع وعدم تلقي العلاج الى حين تعفن الجروح والأطراف وتفشي الديدان بها حيث يبترون أطراف المعتقل بدون رحمة وغير ذلك كثير مما تقشعر له الأبدان ولا يقبل في أية قوانين لمعتقلين

كما يتهجم المستوطنون أو الجيش أو غيرهم على السكان فيعتقلون أبرياء أو قيادات أو أطفال ويحكمون عليهم بالإعدام أو بمدد طويلة تصل لمدى الحياة بحيث دخل وائل البرغوثي مثلا في سن العشرين وهو اليوم في عامه الواحد والستين ما يزال قابعا في سجون المحتل.

كل ذلك جعل الكيل يفيض بالمقاومة فقررت القيام بعملية احتجاز وأسر اسرائيليين لمبادلتهم بالمعتقلين الفلسطينيين والتوصل لافتكاك الأسرى وتحريرهم مما يعانونه من عذابات ومظالم، وذلك بعملية سموها « طوفان الأقصى ».

في السابع من أكتوبر نظمت المقاومة عملية هجوم على جنود في حفل راقص استخلصوا منه بعض الأسرى لمبادلتهم بالمعتقلين المعذبين في السجون ومراكز التعذيب الإسرائيلية أو المخلدون فيها.

هذا كان مطلب المقاومة وتصرحات قادة الفصائل التي نهضت بالعملية، أعلى هذه الخطابات خطاب القائد مشعل المنادي بضرورة تبييض السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى كل الفصائل.

الذي حدث أن إسرائيل المغترة بنفسها وبجيشها وبحلفائها، كذلك القوى التي تعتبر نفسها كبرى وسادة في العالم، ارتأت أن تؤدب المقاومة الفلسطينية كي لا تفكر يوما في ارتكاب مثل هذا الفعل أو أقل منه، فافتعلت هي وحلفاؤها أخبارا وفبركوا مشاهد لعمليات قطع رؤوس الأطفال وإحراقهم واغتصاب النساء وأكاذيب مما تتقنه إسرائيل عادة لإعلان المظلومية وتبرير ما تريد أن ترتكبه من مجازر وعنف وسفك للدماء بحجة تحرير الأسرى أو الرهائن الذين احتجزتهم المقاومة لمبادلتهم بأولئك الأسرى المخلدين.

أما من يتربصون بالعرب والمسلمين ممن يستقوون في ا|لأرض باعتبروها فرصة لكيل الضربات ومزيد من الإضعاف لهذه الأجناس المستهدفة وجذورها الحرة المتمثلة في المقاومة.

لم تلجأ هذه الكتلة باسم إسرائيل للمفاوضات لتحرير المخطوفين أو الأسرى أو المحتجزين أو الرهائن كما هو مطلوب ومنتظر، بل استنفرت كالعادة آلة الحرب والتدمير معززة بالقوات الأميريكية والأوربية التي تحركت من كل صوب بعدتها وعتادها الجوي والبري والبحري بحاملات الطائرات والبوارج والمدمرات وإمدادات بالجيوش الإضافية على ما يوجد بعموم منطقة الشرق الأوسط من قواعد وأساطيل وقواعد وقوات، ولإمدادها بأحدث المبتكرات التدميرية لتمكن إسرائيل والجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر من الدفاع عن نفسها ضد حفنة صغيرة من المقاومين تسكن الأنفاق وتسعى لتحرير المعذبين في الأرض.

كان ضروريا إذن تحريك القوى العسكرية لترهيب من تسول له نفسه التجرؤ على الدولة التي لا تقهر والجيش الذي لا يقهر ولتأديب هؤلاء العصاة المقهورين سكنة الجحور والأنفاق. وهي فرصة لا يصح أن تفوت لتوسعة الاحتلال في الشرق الأوسط وتطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير، يعني أراضي إسرائيل الكبرى وحلفائها الأميريكيين والأوربيين.

انطلقت الطائرات تعربد في الجو وتقصف بالصواريخ الثقيلة الأسواق والمباني والمساجد والكنائس والمستشفيات والتجمعات السكنية وتخرب وتدمر بدون وازع تنفث الحقد في المجال لا تبقي ولا تذر لتحول مسألة تحرير الأسرى إلى حرب مدمرة.

حرب من طرف واحد. جيوش وحلفاء وتحالفات وقوات وعتاد لتحرير حفنة من الأسرى من حفنة من المقاومين يسكنون الأنفاق ويتطلعون لتحرير المعتقلين المخلدين المعذبين في سجون إسرائيل المحتلة. صار من حق أسرائيل وواجبها أن تدافع عن نفسها من أكاذيب ارتكبتها المقاومة وأن تدافع عن نفسها ضد ممن تحتلهم وتعذبهم وتعتقلهم وتسلبهم حقوقهم وكرامتهم وأمنهم.

هل يمكن اعتبار هذا العدوان المتحالف حربا؟

وأية جيوش يحارب؟ وأية دولة أو دول يحارب؟

هل في غزة جيش أو جيوش؟ بل هل هي أصلا دولة؟ وكم تعدادها بله تعداد جيوشها؟

غزة مجرد إقليم بحجم كف اليد. يسكنه شعب فقير مقهور. سكانه عمال في إسرائيل كى يوفروا طعامهم متى فتح لهم معبر أو فرصة للعمل.

 

دونها ينحتون الأرض التي تهجم عليها الحكومة أو المستوطنون ليخربوا نتاجها ويهدموا بناءها وييتموا أطفالها. معهم مجموعة مقاومين ينشدون تحرير المعذبين المخلدين في سجون الاحتلال بمبادلتهم بهؤلاء المحتجزين.

عدوان أطلق عليه اسم حرب، وهي فعلا حرب على غزة وليس مع غزة حرب على غزة أي اعتداء عليها بذريعة تحرير الرهائن.

 

سنة كاملة من الوحشية والافتراس الدولي المتحالف على هذا الإقليم الصغير المسمى غزة واستغلال المناسبة لتهجير عموم الفلسطينيين من البلاد وتشريدهم في الأرض تجديدا لنكبة 1948 بإحلال لقطاء من بقاع الأرض في أراضيهم وأملاكهم باسم أسطورة مقيتة. كان مطلوبا تشطيب المجال وفرض النزوح على المواطنين، لتجنب القصف الذي سيطال المنطقة.

 

عربدت الطائرات والصواريخ في كل مكان، الأحياء والبلدات والقرى والمباني والمنشآت ومساجد والكنائس لا تحترم ولا تدخر، وتم تجميع النازحين في مستشفيات ومدارس وخيام لقصفهم وتصفيتهم ومطاردتهم باتجاه الحدود وإبادة من يتخلفون عن مغادرة الأرض. محارق ومذابح واعتقالات و بالإحراق الشامل للخيام ومراكز النزوح وتدمير التجمعات السكنية والمنشآت وأشاعة التقتيل والتخريب والتجريف وعيث فسادا في الأرض معززا بمختلف القوى العظمى وأشنع ألات القتل والإفساد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

6 commentaires sur “طوفان الأقصى.. كيف تحولت مبادلة أسرى إسرئليين بفلسطينيين إلى حرب مدمرة

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :