سيارات تعمل بالغاز..قنابل موقوتة تعتمد عليها ساكنة « سيدي المختار » في تنقلاتها اليومية

2871 مشاهدة

سيارات تعمل بالغاز..قنابل موقوتة تعتمد عليها ساكنة « سيدي المختار » في تنقلاتها اليومية

لطالما ارتبطت شيشاوة والجماعات التابعة لها باختلالات النقل، ولعل أبرز تجلياتها بروز ظاهرة « الخطافة » بها بشكل لافت، ففي جماعة سيدي المختار التابعة لشيشاوة يعد « الخطافة » عصب التنقل بالنسبة لساكنة الجماعة، سواء داخلها أو من أجل التوجه إلى الدواوير.

إن خطر التنقل في هذه الجماعة لا يقف عند نوعيتها غير القانونية فقط، بل يتجاوز الأمر إلى كيفيته التي تجعل كل رحلة ولو كانت قصيرة مغامرة يضع فيها الراكب روحه على راحته، والسبب راجع إلى انتشار نوع خطير من السيارات التي تعتمد في وقودها على قنينات غاز البوتان، حيث تربط بالمحرك بعد تعديله بآلة يطلقون عليها « لاباراي » تجعله يتعود على غاز البوتان كوقود.

إن هذه النوعية من السيارات هي المنتشرة بهذه المنطقة، وتجمع بين هياكل رديئة ومحركات وقنينات الغاز، يتكدس في داخلها وأحيانا فوقها الركاب قاصدين الدواوير، وهم في رحلة عذاب بين الاكتظاظ الشديد ورائحة الغاز التي تنتشر داخلها، كما عاش ذلك مبعوث « مراكش7 » بسيدي المختار، مع وجود قنينتي غاز في صندوق السيارة تجعلها أقرب لقنبلة موقوتة منها إلى وسيلة نقل.

ومن الملفات للنظر والجدير بالتأمل هو أن أصحاب السيارات يتجولون بحرية في أنحاء الجماعة كما عاين ذلك الموقع، على مرأى ومسمع من السلطات في الجماعة، رغم مخالفة هذا النوع من المركبات للقانون، ومن ناحية أخرى يقبل عليها الناس وقد ألفوها وطبعوا مع أخطارها، وفي محاولة لاستجلاء آرائهم صرح بعضهم أنها الوسيلة التي يقضون بها مآربهم منذ سنين.

وتكاد تكون ساكنة المنطقة قد نسيت مخاطر سيارات قنينات الغاز، وقد عاين الموقع تكدس بعضهم فيها بأعداد كبيرة داخل السيارة الواحدة بما يفوق الخيال ولا تستطيع أن تصدقه العين إلا إن رأته، حيث يحمل السائقين إلى غاية عشرة أفراد بها، كما علم الموقع من بعض أبناء المنطقة أنه في أوقات الاكتظاظ قد يصل عدد ركاب العربة إلى خمسة عشرة نفرا، بعضهم داخل العربة، وبعضهم على سطحها، في رحلة الاختناق والموت صوب الدواوير، عبر طرق غير معبدة وفي أحسن الأحوال شبه معبدة تسمح بمرور سيارة واحدة فقط، والجميع تحت خطر إمكانية انفجار السيارة في أي لحظة، وخطر تسرب الغاز.

إن ما يحدث في جماعة « سيدي المختار » هو عملية تواطؤ كبرى بين المواطنين والسلطة، حيث تغمض السلطة عينيها عن هذه المركبات لأنها لم توفر للمواطنين وسائل نقل تحمي حياتهم وتحترم آدميتهم وتحفظ كرامتهم، في المقابل ساكنة الجماعة اعتادوا عليها رغم خطورتها، لأنها في حدود إمكانياتهم البسيطة في منطقة تحتاج ساكنتها إلى الكثير.

 

 

اخر الأخبار :