سنة على زلزال الحوز.. تجربة أمنية فريدة في تدبير الكوارث مكنت من تجاوز محنة زلزال الحوز
1822 مشاهدة
استعرضت مختلف المؤسسات الوصية والشريكة والمتدخلة جهودها في تدبير أزمة زلزال الحوز الذي ضرب اٍقليم الحوز في الثامن من شتنبر 2023، وذلك اٍسهاما منها في إعادة النهوض بالإقليم في مختلف القطاعات تنفيذا للتعليمات الملكية السامية الرامية الى تقديم يد العون لكافة المتضررين، وإعادة اعمار الاٍقليم.
وخلّف هذا الزلزال، الذي بلغت قوته 6.8 درجات على مقياس ريشتر، خسائر بشرية ومادية فادحة في أقاليم عديدة بالمغرب. وكان بمثابة تحدّ كبير للسلطات المغربية
وراكم المغرب تجربة طويلة في مجال تدبير الأزمات والكوارث الطبيعية مكنته من الاستجابة بفاعلية كبيرة لهذه الأزمة الاستثنائية التي نجمت عن الزلزال.
وفي تقرير خاص أعدته جريدة مراكش الاخبارية، تم تسليط الضوء على جهود مختلف الأجهزة الأمنية في المساهمة في دعم السكان المحليين لاستعادة حياتهم الطبيعية.
جهود القوات المسلحة الملكية
قامت القوات المسلحة الملكية تنفيذ لتعليمات جلالة الملك محمد السادس، بـ”إمداد المناطق المنكوبة بمجموعة من المعدات والآليات تم رصدها في إطار المساهمة في عمليات الإنقاذ والمساعدة، بالإضافة إلى توفير عدد مهم من الشاحنات بمختلف أصنافها، وكذا وسائل نقل متنوعة”.
وقدمت القوات المسلحة الملكية وجبات غذائية للساكنة المتضررة من أثر هذا الزلازل أزيد من 7 أشهر، كما تم توفير خيام للحضانة والتمدرس لفائدة أطفال وتلاميذ الأسر المتضررة، وسخرت القوات المسلحة الملكية عناصر متخصصة، من خلال تعبئة عدد كبير من العسكريين، وتم وضع رهن إشارة السلطات المحلية 556 خيمة من مختلف الأحجام والطاقات الاستيعابية من أجل إيواء الساكنة المنكوبة، وإقامة قاعات للتمدرس وكذا توفير 500 سرير لإيواء التلاميذ.
كما جرى نشر مستشفيات ميدانية في مختلف الدوائر الترابية المتضررة من الزلزال، وساهمت بشكل كبير في تقديم الخدمات الطبية والصحية لمختلف المتضررين لأشهر بعد الزلزال، مما ساهم في الرفع من مؤشر الرعاية الصحية بالإقليم.
ونال تدخل القوات المسلحة الملكية اٍشادة كبيرة من قبل المجتمع المدني بإقليم الحوز، لأهمية هذا التدخل الفعال في تقديم يد العون لكافة المتضررين.
الدرك الملكي يتدخل للحفاظ على النظام العام
انخرط الدرك الملكي بشكل “فعال في إدارة الوضع الاستثنائي الذي شهده إقليم الحوز والمناطق المجاورة بفعل الزلزال، إذ عبأ ما يقارب 6.832 عنصرا للقيام من جهة بالمساهمة في أعمال الإغاثة والمساعدة في مجموع المناطق المتضررة، ومن جهة ثانية بالحفاظ على النظام العام وحماية الأشخاص وممتلكاتهم”.
كما سخر الدرك الملكي “ثلة من الوسائل المختلفة، بما في ذلك مركبات متحركة، إلى جانب فرق الخيالة وفرق الكلاب المدربة المختصة في البحث تحت الأنقاض”. كما أن المصالح الجوية التابعة للدرك الملكي عملت على تعبئة “مجموعة من المروحيات والطائرات.
وشاركت القيادة الاقليمية للدرك الملكي بالحوز في الساعات الأولى من حدث الزلزال، في أشغال لقاءات متواصلة ومكثفة تحت اشراف سلطات الحوز، من أجل تدبير تداعيات الزلزال بتسخير كافة وسائلها بمختلف المناطق المتضررة، والحرص الجيد على حفظ الأمن المحلي في جميع الفضاءات التي ضمت خيام المتضررين، بعد جهود قوية ساهمت في انتشال الجثث من تحت الأنقاض وتقديم المساعدة.
ولم يتوقف عمل الدرك الملكي عند هذا الحدث، بل عملت مختلف العناصر تحت اشراف اسرية تحناوت، في تدبير عملية السير والجولان في مختلف الطرق التي تعرف خطر تساقط الأحجار والأتربة جراء الهزات الارتدادية وتحييد الخطر عن المواطنين.
ويتواصل عل الدرك الملكي بالحوز، المساهم بشكل فعال في تدبير أزمة الزلزال بالإقليم، الى غاية اليوم، اٍذ سخر عناصره منذ انطلاق عمليات إحصاء المتضررين من هذه الكارثة قصد الاستفادة من الدعم المخصص للمتضررين من خلال المشاركة في عمل اللجن المحلية، والحفاظ على الأمن العام بشأن انطلاق عملية إعادة الاعمار تنفيذا لتعليمات مركزية.
جهود مكثفة لعناصر القوات المساعدة
ظلت عناصر القوات المساعدة قريبة من المواطنين منذ اللحظات الأولى من وقوع الزلزال المدمر، وتنفيذا لتعليمات مركزية فورية، فاٍن عناصر القوات المساعدة انتشرت في مختلف المناطق المتضررة وفي المستشفيات وقدمت يد العون لمختلف المتضررين قبل أن تساهم في عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث.
وعملت القيادة الإقليمية تنفيذا للتعليمات المركزية على إقامة ثلاثة مراكز للقيادة لتنسيق الجهود بين مختلف المصالح والوحدات الأمنية والإدارية، سعيا لإنقاذ الأرواح في مرحلة أولى، ثم التكفل بالضحايا والمتضررين ومواكبتهم لتجاوز التداعيات النفسية والاجتماعية للكارثة، مؤكدا أن استجابة الوزارة ومختلف المتدخلين كانت فعالة ومكنت من تدبير آثار الزلزال على النحو الأمثل.
ووصف تدخل عناصر القوات المساعدة بالمنظم نتيجة عملها الفعال الى جانب مختلف الأجهزة الأمنية والاجتماعية التي شاركت في تدبير هذه الأزمة منذ اللحظات الأولى رغم صعوبة التضاريس.
وتتمتع إدارة القوات المساعدة بتجربة فريدة وطويلة في مجال تدبير الأزمات والكوارث الطبيعية مكنتها من الاستجابة بفاعلية كبيرة لهذه الأزمة الاستثنائية التي نجمت عن الزلزال.
الأمن الوطني والعمل الإنساني
اٍن نجاح تدبير أزمة الزلزال بإقليم الحوز، جاء نتيجة تنسيق كبير وفعال بنت مختلف الأجهزة الأمنية، والتجربة الميدانية القوية للقوات المسلحة الملكية بالمغرب.
وساهمت عناصر الأمن الوطني أيضا في هذه العملية من خلال تسخير كافة اٍمكانياتها المهمة بغية تدبير زلزال الحوز كما أن تراكم تجارب الأمن الوطني في تدبير الكوارث الطبيعية مكنها من تحقيق ميزة الجاهزية السريعة تجاه المنطقة المنكوبة.
والتحقت عناصر الأمن الوطني بمختلف المناطق المتضررة قص المشاركة في عملية انقاذ ضحايا الزلزال، إضافة الى إقامة وحدات لتوفير الخبر بكميات كافية، وتقديم يد العون للناجين من هذه الكارثة، وتسخير مختلف الياتها، ومشاركتها فب العالة في حفظ الأمن العام بالإقليم.
ويأتي تدخل عناصر الأمن الوطني تم ضمن مخطط تنظيم الاستجابة للكوارث ORSEC الذي يهدف إلى خلق تنظيم تشغيلي فعال ودائم لتدبير الأحداث التي تمس السكان بشكل كبير.
الوقاية المدنية وإنقاذ المتضررين
ساهمت عناصر الوقاية المدنية في تخفيف معاناة المتضررين من الزلزال، بتسخير كافة وسائلها في نقل المصابين نحو المستشفيات، وتقديم الإسعافات الأولية عند اللحظات الأولى من انتشال الناجين.
ووصف عمل عناصر الوقاية المدنية بالبطولي، نتيجة حجم التدخل الميداني في مختلف المناطق بناء على خطة عمل ميدانية ناجحة تحت اشراف المسؤولين في قيادات مختلفة راكموا تجارب كبيرة في مجال تدبير الكوارث.
وتم توفير سيارات اسعاف، ووسائل انقاذ متطورة، مكنت الى جانب جهود كافة الأجهزة الأمنية من الوصول الى عدد من الناجين وإنقاذ حياتهم، فضلا عن دعم عملية إيصال المساعدات الإنسانية، وتقديم يد العون للمتضررين بعين المكان.
واٍلى ذلك، فقد تناولت وسائل الاٍعلام الدولية، نجاح كافة الأجهزة الأمنية تحت اشراف قائد القوات المسلحة الملكية، الملك محمد السادس، في تدبير أزمة الزلزال بالحوز، وفي مختلف الأقاليم التي تضررت جراء هذه الهزة القروية، وذلك بفضل التجارب الكبيرة التي راكمتها المملكة المغربية في تدبير الأزمات والكوارث الطبيعية. كما لقي هذا العمل الجبار اٍشادة كبيرة من قبل سكان الأقاليم المتضررة.