مشاهدة :

مشاهدة : 2097

سـمـاسـرة الأرواح الـبـشـريـة بحي سيدي يوسف بن علي

سـمـاسـرة الأرواح الـبـشـريـة بحي سيدي يوسف بن علي


مستغلة ارتفاع مستوى البطالة والفقر بمنطقة سيدي يوسف بن علي، والرغبة الجامحة لدى العديد من شباب المنطقة في البحث عن آفاق أرحب في « الفردوس » الأوروبي، طمعا في حياة أفضل اقتصاديا واجتماعيا، وهربا من ضنك العيش، بعدما استشاطوا غضبا، وفقدوا الأمل في مستقبل مشرق بالقرب من العائلة والأصدقاء. تعمل عصابات الهجرة السرية جاهدة على استقطاب عدد من شباب المنطقة الراغبين في الهجرة السرية إلى إسبانيا على متن قوارب مهترئة حيث متطلبات السلامة معدومة، وذلك مقابل مبلغ مالي يترواح بين 25.000 درهم و 30.000 درهم، حيث كانت آخر عمليات هذه العصابات بمنطقة سيدي يوسف بن علي، عندما قامت قبل ما يزيد عن شهر ونصف بتهجير أزيد من 50 شاب وشابة، ينحذر أكثرهم من درب بوعلام ودرب الزاهيري.

الإحساس بالحگرة، والمعاناة من الفقر، وقلة ذات اليد، والهرب من واقع مرير يعيش على وقعه، فضلاً عن البحث عن آفاق أرحب، كلها عوامل جعلت « أحمد.ب » إبن منطقة سيدي يوسف بن علي يتخذ قرارا نهائيا وهو قرار العبور إلى الدولة الإسبانية عبر قوارب الموت، مخاطرا بنفسه وحياته.

يقول « أحمد » الموجود الآن في مدينة إسبانية:  » فضلا عن الواقع المر الذي كنت أعيشه، فإن أكثر ما جعلني أقرر مغادرة بلدي الحبيب، هو ما عشته من ظلم و « حگرة » من طرف « عون سلطة » عندما كنت بائعا متجولا بسوق بولرباح، وهو السبب الذي كان كافيا لترك كل شيء ورائي، ولم يكن من خيار أمامي سوى المجازفة ».

يتابع « أحمد » والدموع تغالبه « لن أسامح من كان سببا في هجرتي خاصة ذلك « المقدم »، لقد باعد بيني وبين أمي وأبي الطاعنين في السن.

وفي ختام حديثه يقول « أحمد »: « أنا الآن في هذه المدينة الإسبانية، أصبحت متشردا، أفترش الأرض وغطائي سماء الرحمن الرحيم، لا مأوى سوى شوارع هذه المدينة، لكن ورغم كل هذا فلن أعود لبلدي، وإن خيروني بين القتل بالرصاص والعودة فسيكون الرصاص أرحم لنفسي المتدمرة ».

وتستمر حكايات الهجرة السرية بمنطقة سيدي يوسف بن علي مع رجل وزوجتة، واللذان قررا الهرب من ظروف معيشية ضنكى كان يعيشان على وقعها بسبب تراكم الديون عليهما وعدم قدرتهما على السداد. هاجر هذان الزوجان تاركين من خلفهما فلذات أكبادهما، مسلمين أمرهما وأمر أطفالهم لرب العباد.

« رشيد » شاب في مقتبل العمر، إبن درب بوعلام، هاجر مكان الذكريات، ذلك الدرب حيث أقمام الزبالة منتشرة ورائحة الجريمة والبطالة تعم أرجاء المكان؛ هاجر رشيد تاركا خلفه والده الكهل الذي أثقلته ظروف الحياة، هاجر هذا الشاب وترك خلفه والدة مسنة لم تذق نعمة راحة البال مد هاجر فلذة كبدها.

هي حكايات قليلة وقصص قصيرة عاشاها بعض من أبناء منطقة سيدي يوسف بن علي مع سماسرة الأرواح لبلوغ « الفردوس الوهمي »، والتي تدعوا المصالح الأمنية-الاستخباراتية-الاستعلاماتية للتدخل والضرب بيد من حديد لكل من سولت له نفسه تهجير أو المشاركة في تهجير شباب المنطقة.

8 commentaires sur “سـمـاسـرة الأرواح الـبـشـريـة بحي سيدي يوسف بن علي

  1. 336793 871942Reasonably unusual. Is likely to appreciate it for those who add forums or anything, website theme . a tones way for your customer to communicate. Excellent task.. 314514

  2. 36 Despite its long history of use, most studies have shown chlorhexidine to be significantly more effective than Listerine in reducing plaque and gingivitis indices buy priligy on the internet without a prescription We have previously evaluated the relationship between referred sputum purulence and the presence of bacteria in the lower respiratory tract in one study using bronchoscopy 20

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :